تعبير عن ليبيا
الجمهوريّة العربيّة الليبيّة
الجمهوريّة الليبيّة هي رابع أكبر الدُّول في قارّة أفريقيا، [1] وتتميَّز بطول ساحلها الذي يُطلّ على البحر الأبيض المُتوسِّط؛ حيث تُطلّ عليه مُعظم المُدن الرئيسيّة في ليبيا، ومن هذه المُدن الكُبرى مدينة طرابلس، وهي عاصمتها، وأكبر مدينة فيها،[2] ومن الجدير بالذكر أنَّ الصحراء تُشكِّل نسبة 90% من مساحة البلاد،[1]وقد توطَّنت المنطقة العديد من الحضارات قبل وصول العرب، والمُسلمين إليها في عام 642م، مثل: الحضارة الفارسيّة، والمصريّة، والإمبراطوريّة الرومانيّة؛ حيث كانت تُعَدُّ في ذلك الزمن من أقدم المراكز المسيحيّة،[1] وتجدُر الإشارة إلى أنَّه في الوقت الحاضر تمتلك ليبيا واحدة من أعلى المُنتجات المحلِّية لكلّ شخص في أفريقيا، ويرجع ذلك بصورة عامّة إلى مُدَّخراتها النفطيّة.[3]
الموقع
تقع ليبيا ضمن منطقة المغرب العربيّ في شمال قارّة أفريقيا، ويحدُّها من الشمال البحر الأبيض المُتوسِّط، ومن الغرب تحدُّها الجزائر، وتونس، وتحدُّها النيجر، وتشاد من الجنوب، ومصر من الشرق، والسودان من الجنوب الشرقيّ.[1]
تُعَدُّ ليبيا رابع أكبر دولة في أفريقيا، والدولة السابعة عشرة في العالم؛ [1]حيث تبلغ مساحتها 1.759.540كم2،[3] كما يُعَدُّ ساحلها من أطول سواحل الدُّول الأفريقيّة المُطلّة على البحر الأبيض المُتوسِّط جميعها؛ حيث يبلغ طوله 1770كم.[1]
التسمية
سُمِّيت ليبيا بهذا الاسم استناداً إلى قبيلة أمازيغيّة كانت تعيش غرب نهر النيل، وأُطلِق عليها اسم (Libu)، عِلماً بأنَّ اليونانيّين كانوا يُطلقون هذا الاسم على رجال القبائل في المنطقة في العهد اليونانيّ؛ لذا أصبحت تُسمَّى بمنطقة (ليبيا)، إلّا أنَّ هذا الاسم لم يكن يُطلَق على ليبيا المعروفة حاليّاً فقط، وإنمَّا كان يُقصَد به شمال أفريقيا بالكامل، ما عدا مصر.[3]
عندما احتلّت إيطاليا ليبيا عام 1911م، أطلقت عليها اسم (الشمال الأفريقيّ الإيطاليّ)، وبقيت على هذا الاسم إلى أن تمّ تقسيم المُستعمَرة إلى مُستعمرتَين؛ الأولى أُطلِق عليها اسم (بُرقة الإيطاليّة)، والثانية (طرابلس الإيطاليّة)، وفي عام 1934م اعتمدت إيطاليا الاسم التاريخيّ القديم للمنطقة (ليبيا)؛ ليكون الاسم الجديد للبلاد إلى هذا اليوم.[1]
السكّان واللُّغة
يتحدَّث مُعظم الليبيّين باللُّغة العربيّة؛ ويعود سبب ذلك بحسب ادِّعائهم إلى أنَّهم ينحدرون من إحدى القبائل العربيّة البدويّة، والتي غزت المغرب في القرن الحادي عشر؛ لذا فهي تُعَدُّ اللُّغة الرسميّة في البلاد، إلّا أنَّهم يستخدمون اللُّغة الإنجليزيّة على نطاق واسع في مجال الأعمال، والسياسة الدوليّة؛ حيث تُعَدُّ اللُّغة الثانية في المنطقة.[4]
إنَّ ممّا سمح بتوطُّن الشعوب البدويّة المُتناثرة في البلاد بمساحتها الشاسعة هو شكل التنظيم الاجتماعيّ الذي كان سائداً في تاريخ ليبيا، وهو (القبيلة)، ويُعتقَد بأنَّ قبائل الأمازيغ كانوا أوّل من سكن ليبيا؛ حيث كانوا يعيشون في الواحات الساحليّة، ويمتهنون مهنة الزراعة، ثمّ بدأت الهجرة العربيّة في المنطقة مع صعود الإسلام في القرن السابع؛ حيث كانت هذه الهجرة تتمّ ببطء على مدى عِدَّة قرون، ثمّ تحوَّلت إلى هجرات كُبرى من القبائل البدويّة من شرق الجزيرة العربيّة إلى ليبيا.[4]
أدَّى وصول الجماعات العربيّة، وغيرها إلى تعريب السكّان الأمازيغ في ليبيا، ومن الجدير بالذكر أنَّه بحلول القرن العشرين كانت الغالبيّة العُظمى من سُكّانها من المُسلمين الناطقين بالعربيّة من أُصول مختلفة، عِلماً بأنَّ عدد سُكّان ليبيا حسب تاريخ 28 أكتوبر من عام 2018م قد بلغ 6,501,412 نسمة.[5]
المناخ
يُهيمن المناخ الصحراويّ الساخن على ليبيا، إلّا أنَّ الحرارة تكون مُعتدلة على طول الساحل المُطلّ على البحر الأبيض المُتوسِّط، ولكن في فصل الصيف يكون التأثير الصحراويّ أكبر، وفي الفترة ما بين شهر أكتوبر حتى مارس تهبّ الأعاصير، والأمطار الإعصاريّة في شمال ليبيا؛ بسبب هبوب الرياح الغربيّة، بالإضافة إلى الجفاف الدوريّ الذي يستمرّ غالباً عِدَّة سنوات، أمَّا في فصل الشتاء فيتميّز المناخ بموسم شتويّ بارد، ومُمطر على طول ساحل البحر الأبيض المُتوسِّط؛ حيث يُعَدُّ شهر يناير، وشهر فبراير في الشتاء من أروع شهور السنة، أمَّا يوليو، وأغسطس فيتميّزان بأنَّهما الأكثر دِفئاً.[4]
وفي ليبيا هناك ما يُعرَف بمصطلح (رياح القبلي) في المناخ الليبيّ؛ وهي رياح حارّة قاحلة تهبّ عِدَّة مرَّات في السنة، وتنطلق من الجنوب إلى أنحاء البلاد جميعها؛ حيث يتفاقم معها المناخ الجافّ، عِلماً بأنَّه عادةً قبل وصول قُوَّة رياح قبلي الكاملة يسبقها هدوء في الرياح السائدة لمُدَّة قصيرة، وتحمل معها غبار الرمل الذي يُؤدّي إلى تحوُّل لون السماء إلى الأحمر، وبالتالي تنخفض نسبة الرؤية.[4]
إنَّ البيئة الصحراويّة جعلت من ليبيا بلداً فقيراً في الموارد الطبيعيّة قبل اكتشاف النفط في أواخر الخمسينيّات؛ حيث كانت تعتمد كُلّياً على المُساعَدات الخارجيّة؛ للحفاظ على اقتصادها، ثمّ بعد ذلك أدَّى اكتشاف النفط إلى تغيُّر هذا الوَضْع بشكلٍ كبير.[4]
أهمّ المعالِم التاريخيّة
تمتلك ليبيا العديد من المعالِم التاريخيّة، ومن بين هذه المعالِم ما هو نتاج الحضارة اليونانيّة، والرومانيّة، ومنها:[1]
- لبدة الكبرى: وهي من أشهر المُدن الرومانيّة، وتُعَدُّ أكبر مَعلَم سياحيّ في ليبيا، وتقع على بعد 130كم من مدينة طرابلس.
- شحات: وهي مُستوطنة يونانيّة قديمة، أُنشئت في عام 630 قبل الميلاد، ومن أهمّ مَعالِمها (معبد زيوس).
- متحف السرايا الحمراء: يقع هذا المَعلَم في مدينة طرابلس، وهو ينقل الفرد إلى 5000 سنة من تاريخ المنطقة، بما تحمله هذه السنوات من مَعالِم، وآثار خلَّفتها الحضارات التي توالت على المنطقة.
- جبال أكاكوس: وهي جبال صخريّة تشتهر بالنقوش التي تُوجَد في كهوفها؛ حيث تُظهِر هذه النقوش نشاطات البشر في ذلك الوقت، ولوحات للحيوانات، وتعود هذه النقوش إلى مُستوطنين سكنوا المنطقة مُنذ حوالي 12000 سنة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Libya Map", www.mapsofworld.com,13-7-2018، Retrieved 11-10-2018.
- ↑ Gregory Sousa (25-4-2017), "Biggest Cities In Libya"، www.worldatlas.com, Retrieved 11-10-2018.
- ^ أ ب ت "Libya", www.newworldencyclopedia.org,5-7-2018، Retrieved 11-10-2018.
- ^ أ ب ت ث ج Dennis D.Cordell, Mukhtar Mustafa Buru, Gary L. Fowler "وآخرون" (11-10-2018), "Libya"، www.britannica.com, Retrieved 11-10-2018.
- ↑ "Libya Population", www.worldometers.info, Retrieved 11-10-2018.