تعبير عن مدينة الرياض
الرياض هي من المدن التي تغنّى بها الكثير من الشعراء لجمالها وخضرتها، وهي تعني في اللغة جمعُ روضة والمعنى اللغوي لاسم هذه المدينة هو الأرضُ الطيبة ذاتِ الخضرة، والبستان الحَسَن الذي يسرّ العين عند النظر اليه. تقع هذه المدينة العريقة وسط المملكة العربية السعودية، وتعتبر أكبر المدن في هذه المملكة من حيث المساحة وعدد السكان، وهي من كبريات مدن الوطن العربي من حيث مساحة المدينة وامتدادها.
تبلغ مساحة مدينة الرياض 1.435 كيلومتر مربّع، أما بالنسبة إلى عدد السكان فيها حسب التعداد العام للسكان في عام 2010م حوالي 5.30 مليون نسمة وهو ما يُقارب سدس عدد سكان المملكة العربية السعودية، نسبة الوافدين من هذا التعداد تُشكّل 32% من سكان المدينة. تُقسم الرياض إلى 15 بلدية إدارية وهي العزيزية، والبطحاء، والحائر، والسلي، والشفا، والروضة، والشمال، والشميسي، وعرفة، والعليا، والمعذر، والمز، والنسيم، ونمار والعريجاء، وتم تقسيم كل بلدية من تلك البلديات إلى عدّة أحياء.
يعود تاريخ مدينة الرياض إلى أهم القبائل العربية وهي قبيلة طسم، وقبيلة ديس، وفي أيام تلك القبائل كانت الرياض تسمى قديماً بحجر اليمامة، وقد قامت قبيلتا طسم وجديس ببناء العديد من الحصون والقصور الحجرية الرائعة الجمال، وكانت هذه المدينة في القرن الرابع الهجري مزدهرةً اقتصادياً وتجارياً وكانت مركز البيع والشراء للمنطقة بأسرها.
كانت هذه المدينة تقود ما حولها من المدن. أما في القرن الثامن عشر الميلادي ظهرت هذه المدينة بشكل متطوّر ومختلف، ونشأت بجانبها العديد من المدن ونخص هنا مدينة الدرعية حيث أصبحت قبلةً للتجار والناس يرتادونها من كل مكان في جزيرة العرب، مما أدى الى نشوب خلاف بين المدينتين الرياض والدرعية، بقي هذا الخلاف لمدة 28 عاماً، عندها أصبحت الرياض تتبع الدرعيّة إدارياً وأصبحت عاصمة الدولة السعودية الأولى، وكان ذلك في عام 1818م، وبعد ذلك أصبحت مدينة الرياض هي العاصمة لمملكة آل سعود، وتحوّلت مدينة الرياض إلى مدينة ذات طابع عمراني حديث عاصمة المملكة العربية السعودية.
كانت العاصمة السعودية في السابق صحراء قاحلة تفتقر الى اللون الأخضر حتى جاء المهندس الألماني ريشارد بوديكر وهو مهندس حدائق وقام بتصميم العديد من الحدائق داخل المدينة، وأصبحت هذه المدينة جنةً خضراء مليئة بما هو جميل ويسرّ العين ويبهج القلب، أصبحت كأنّها واحة خضراء في قلب الصحراء يقصدها الجميع لخضرتها وجمالها، وبدأت فيها الحركة العمرانيّة بوتيرة متسارعة تسابق الزمن في العمل والبناء حتى صارت هذه المدينة مضرب المثل في الرقي والحداثة حتى أمست قلب المملكة العربية السعودية النابض والمفعم بالحيويّة والنشاط.