هل يسكن الجن جسم الإنسان
هل يسكن الجن جسم الإنسان
ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، واتفاق العلماء باستثناء المعتزلة حقيقة دخول الجن جسم الإنسان، وكذلك دل على هذه الحقيقة المشاهد والمحسوس من الوقائع، كما أنّ أدلة ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)،[1] وقد أنكر القرطبي في تفسيره على من جحد مسألة صرع الإنسان بسبب الجن، معتقداً أنّها من فعل الطبائع، وقال ابن كثير في معنى هذه الآية أنّها تصف حال آكلي الربا يوم القيامة، وكيف يقومون يتخبطون كما يقوم الذي يمسه ويصرعه الشيطان في الدنيا، وقال ابن تيمية إنّ مسألة دخول الجن لبدن الإنسان ثابتة باتفاق أهل السنة والجماعة، وذكر سؤال عبد الله بن أحمد بن حنبل لأبيه عن جماعة ينكرون دخول الجن لبدن الإنسان، فأجاب الإمام أحمد قائلاً: يا بني إنّهم يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه، كما ذكر ابن تيمية حال من يصيبه المس وكيف يتكلم بلسان لا يعرف معناه، وكيف يضرب ضرباً شديداً فلا يؤثر به.[2]
رأي من قال بعدم دخول الجن لبدن الإنسان
يرى العلامة ابن باز رحمة الله أنّ الجن لا يستطيع دخول بدن الإنسان ولا التلبس به؛ لأنّ دخول بدن الإنسان من أنواع الأذى والظلم، فالجن إذا دخل جسم الإنسان جعله في حكم المجانين بإفساد عقله وتخريبه، مع ما يضاف إلى ذلك من الشرور الأخرى، فليس للجني أن يدخل بدن الإنسي لما في ذلك من أضرار كثيرة، وشرور عظيمة.[3]
علاقة الجن بالإنسان
لا يظهر الجني للإنسان على شكله الحقيقي، إنما يظهر في أشكال أخرى، قال تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ)،[4] وقصد بهذه الآية عدم رؤية الإنس للجن بشكلهم الحقيقي، فقد يظهر الجني في صورة إنسان كما ظهر للصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، وكما ظهر على هيئة شيخ نجدي عند اجتماع الكفار في دار الندوة، ويظهر الجني كذلك في صورة الكلاب والحيات والبهائم والطير.[5]
المراجع
- ↑ البقرة، آية: 275.
- ↑ "حول دخول الجن بدن الإنسان "، الإسلام سؤال وجواب ، 1999-10-12، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-28. بتصرّف.
- ↑ "هل يجوز للجن أن يسكنوا في أجساد الإنس "، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-28. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 27.
- ↑ "أحكام تتعلق بالجن وعلاقتهم بالإنسان "، إسلام ويب، 2004-4-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-28. بتصرّف.