-

آثار الذنوب والمعاصي على القلب

آثار الذنوب والمعاصي على القلب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

آثار الذنوب والمعاصي على القلب

لا شكّ أنّ للمعاصي والذنوب آثاراً خطيرةً على الإنسان، ومن أهم هذه الآثار ما تُحدثه الذنوب في قلب المرء؛ فهي تُضعف همّة الإنسان في إرادة الخير والعمل الصالح، وتقوّي بالمقابل إرادته وهمّته للمعصية والآثام، وينتج عن هذا نكوصٌ في الرغبة بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وإذا تمكّنت المعصية من قلب المرء أصبحت عادةً لا يستقبحها، ولا يستقبح المجاهرة بها أمام الناس، وهذا من أخطر أمراض القلوب، فضلاً عن كون القبول والرضا بالمعصية سببٌ في تناميها وصعوبة مفارقتها، ومن هنا فإنّ ظُلمة القلب تزداد كلما زادت معاصيه؛ فلا يعثر على نفسه إلّا وقد أوردته المهالك، وأوقعته في الكبائر والموبقات، وقد كان السلف الصالح يحذّرون من أثر المعاصي على القلب، وأنّ ما تتركه المعصية في قلب العاصي يظهر سواداً وخزياً في وجهه، زيادةً على الوحشة الحاصلة بينه وبين ربّه سبحانه، وبينه وبين المؤمنين ممّن حوله.[1]

الطبع على القلب

من مهالك المعاصي أنّها إذا تتابعت وأنس فاعلها بها طبع الله على قلب صاحبها، وأصاب قلبه الصدأ من اعتيادها، وهذا المعنى المقصود بقوله سبحانه: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)،[2] كما ذكر أهل العلم، وأصل هذا الفهم أنّ القلب يصدأ من كثرة المعاصي، فإذا زادت وتعاقبت على القلب يُختم عليه ويطبع؛ من كثرة الذنوب، فيصيح القلب مغلّفاً بالذنب، وحينئذٍ يصبح سوق الشيطان له سهلاً؛ حتى يفاخر ويجاهر بالمعاصي؛ فيهتك ستر الله عليه، وهؤلاء حاجتهم للتوبة أشدّ.[3]

مفاسد المجاهرة بالمعاصي

المجاهرة بالمعاصي دليلٌ على قسوة القلب، واستحكام الغفلة مؤشرٌ على سوء خلق العاصي، وجرأته في التعامل مع التشريع وأحكامه، كما أنّها صورةٌ صارخةٌ على إشاعة الفساد ونشر المنكرات، وربّما أدّت بصاحبها إلى استحلال المعصية؛ فيكفر بذلك، وهي أيضاً دليلٌ على الاستخفاف بأوامر الله -تعالى- ونواهيه،[4] ولذا فقد حذّر الإسلام من الاستخفاف بصغائر الذنوب؛ لأنّها تقود فاعلها إلى الكبائر، وعليه تصبح الصغيرة مع الإصرار على فعلها كأنّها كبيرةٌ من الكبائر، يقول أحد السّلف: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن أنظر إلى من عصيت".[5]

المراجع

  1. ↑ محمد المنجد (26-2-2006)، "يقع في المعاصي ويخاف نسيان العلم والقرآن"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2019. بتصرّف.
  2. ↑ سورة المطففين، آية: 14.
  3. ↑ محمد المنجد (23-1-2002)، "المعصية وأثرها على صاحبها"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2019. بتصرّف.
  4. ↑ "كل أمتي معافى إلا المجاهرين"، www.ar.islamway.net، 10-3-2004، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2019. بتصرّف.
  5. ↑ علي الراجحي، "خطره الذنوب والمعاصي"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2019. بتصرّف.