-

عوامل قيام الحضارات

عوامل قيام الحضارات
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحضارة

تتنوّع وتتباين مظاهرها حول العالم باختلاف الشعوب، وتختلف تعريفات الحضارة من مدرسة فكريّة إلى أخرى، فيقول البعض إنّ الحضارة هي الثقافة، بينما يرى البعض الآخر أنّ الحضارة أعم وأشمل من مفهوم الثقافة لدى الشعوب، ولكن من المؤكد أنّ الحضارات تتكون من اندماج عناصر أساسية هي الاقتصاد، والنظام السياسي، والعادات والتقاليد، وإنتاج العلوم والفنون، ويتاح للشعب إنتاج الحضارة الخاصة به في فترات الاستقرار وعدم وجود اضطرابات سياسيّة أو اقتصاديّة، وذلك لأن الإنسان يوجه طاقته نحو الأعمال الإبداعيّة أكثر كلما شعر بالأمان في الحياة.

عوامل قيام الحضارات

قيام الحضارات الغربية

  • تختلف عوامل قيام الحضارات في الغرب عن الشرق في عدة نقاط، فقد نشأت الحضارات الغربيّة على محاولة التوفيق بين أمرين أساسيين وهما الإنسان والطبيعة من خلال فهم كل منهما على حدة وفهم طبيعة العلاقة بينهما، فظهرت المدارس الفكرية الفلسفية المختلفة كالمثالية والمادية، والتي صاحبها العديد من الاكتشافات العلميّة.
  • نحّى الإنسان الأوروبي والغربي بصفة عامة البعد الغيبيّ والإيمانيّ عن بناء الحضارة، واتجه إلى العلمانيّة والمذاهب العقلية التي ترى الصراعات الذهنية والتطوّر الطبيعي هما أساس تقدم البشرية، الأمر الذي ضخم من قدر الإنسان ومنحه المكانة الأهم والمرجعية الأولى في عملية بناء الحضارة.
  • يعد مقياس التقدّم والتفوق في الحضارة الغربية مقدار تحضر أخلاق الجماعة البشرية وسعيها إلى نشر مبادئ القيم الإنسانية بصورة شاملة، ورغم ذلك فإن العديد من المفكرين الغربيين قد حصروا تلك الفكرة في حدود ضيقة اقتصرت على المجتمعات الأوروبية، وظلت المجتمعات الخارجة عنها مجرد أنماط تابعة للنموذج الأوروبي.

قيام الحضارة في الإسلام

  • على العكس من النموذج الغربي فقد ركّزت الأسس الإسلامية لقيام الحضارة على الموقف الإنسانيّ وإرادته، فقد خلق الله الإنسان لأداء دوره في عبادة الله وتعمير الأرض، وهو ما يعدّ أساس الحضارة في الإسلام.
  • النظرية المعرفية التي تحدد النموذج الفكري في الإسلام تختلف تماماً عن النموذج الغربي الذي ترك العالم الغيبي واهتم بالعلاقة بين المادة والعقل، والدين في الإسلام يمثل منهجاً وأحد أسس التفكير العقلي عند المسلمين، وهو يجمع بين جميع المؤمنين بالإسلام في كافة أنحاء العالم، ما يعيطه ميزة أكثر شموليّة من الأفكار الغربيّة المختلفة.
  • على الرغم من أن الإيمان في الإسلام يبدأ بالقلب، إلا أن تمثيل ذلك الإيمان لا يكون إلا بالفعل الصالح والذي هو إعمار الأرض ونشر تعاليم الإسلام السمحة، والأخلاق في الإسلام تمثّل حجر الزاوية في بناء المجتمع، وهي على العكس من النموذج الغربي نشأت من الوحي القرآني والتعاليم النبوية وليست محض نسبية.