التحكم في ضغط الدم المرتفع
ضغط الدم المرتفع
يتم تحديد ضغط الدم من خلال عاملين أساسيين هما؛ كمية الدم التي يتم ضخها من قِبَل القلب، ومقدار مقاومة الشرايين لتدفق الدم خلالها، إذ إنّ زيادة كمية الدم التي يتم ضخها، بالإضافة إلى تضيق الشرايين يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفي الحقيقة يُعدّ ضغط الدم المرتفع من الحالات الطبية الشائعة، والذي يؤدي إلى إصابة المريض بمشاكل صحية كأمراض القلب من خلال اندفاع الدم بقوة، وارتطامه بجدران الشرايين لمدة زمنية طويلة، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بضغط الدم المرتفع، والذي ينشأ على مدى عدّة سنوات، لا يعني ضرورة ظهور أعراض واضحة على المريض، فهناك العديد من المرضى المصابين بضغط الدم المرتفع منذ سنوات عديدة لا تظهر عليهم أيّة أعراض، ولكنّ عدم ظهور أيّة أعراض لارتفاع ضغط الدم لا ينفي حدوث ضرر في القلب والأوعية الدموية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية الأخرى في حال لم تتم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن الكشف عن ارتفاع ضغط الدم بسهولة، بالإضافة إلى إمكانية السيطرة عليه من خلال متابعة الطبيب.[1]
التحكم في ضغط الدم المرتفع
يعتمد علاج ضغط الدم المرتفع على العديد من العوامل منها، مدى شدة ارتفاع ضغط الدم، ووجود عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية والسكتة الدماغية وغيرها، ففي حال كان ارتفاع ضغط الدم بسيطاً، وأنّ خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين قليل نسبياً فقد ينصح الطبيب بإجراء تعديلات على نمط الحياة، أمّا في حال كان ارتفاع ضغط الدم متوسط الشدة، وأنّ احتمالية الإصابة بأمراض القلب الوعائية خلال العشر سنين القادمة أكثر من 20% فإنّ الطبيب يصف بعض الأدوية، بالإضافة إلى إجراء تعديلاتٍ على نمط الحياة، أمّا في حال بلغت قراءات ضغط الدم 180/110 ميليمتر زئبقي فإنّه يتم تحويل المريض إلى طبيبٍمختص في هذا المجال.[2]
تعديلات نمط الحياة
هناك العديد من التعديلات على نمط الحياة التي تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، مع ضرورة مناقشة هذه التعديلات مع الطبيب قبل إجراء أي منها، ومن هذه التعديلات ما يأتي:[2]
- ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم: تؤدي ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم لمدة 30-60 دقيقة على مدى خمسة أيامٍ خلال الأسبوع إلى خفض ضغط الدم بما يُقارب 4-9 ميليمتر زئبقي، حيث يمكن ملاحظة هذه التغيرات بعد ما يُقارب 2-3 أسابيع من البدء بالتمارين الرياضية، وبالأخص لدى المرضى الذين كانوا يتبعون أسلوب حياة خالٍ من النشاط في السابق، وفي الحقيقة يكمُن السر في نجاح حصول الفائدة من التمارين الرياضية هو ممارستها بشكلٍ منتظم، ويجدر مناقشة الطبيب بشأن اختيار البرنامج المناسب للمريض بما يُحقق احتياجه، ومدى تأثيره في حالته الصحية.
- فقدان الوزن: كشفت الدراسات الأهمية الكبيرة لفقدان الوزن في خفض ضغط الدم المرتفع، إذ إنّ فقدان الوزن وإنْ كان بشكلٍ معتدلٍ يؤثر إيجاباً في خفض ضغط الدم المرتفع، ومن الجدير بالذكر أنّ التقليل من الوزن الزائد والوصول إلى الوزن المثالي لا يؤدي فقط إلى خفض ضغط الدم المرتفع، بل يُحسّن من تأثير مفعول الأدوية المضادة للضغط المرتفع، وقد بيّن العلماء أنّ استخدام دفتر لتدوين الأطعمة المتناولة يومياً يُضاعف من فرص تقليل الوزن.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: إنّ إضافة تقنيات الاسترخاء وتقنيات السيطرة على التوتر إلى تعديلات نمط الحياة الأخرى، قد تؤدي إلى تحسين علاج ضغط الدم المرتفع، وخاصة لدى كبار السن اعتماداً على ملاحظة الباحثين في مستشفى ماساتشوستس العام (بالإنجليزية: Massachusetts General Hospital) لذلك، كما كشفت إحدى الدراسات أنّ ممارسة فنّ التاي تشي (بالإنجليزية: Tai chi) يُعزز من القدرة على ممارسة التمارين الرياضية، ويخفض من ضغط الدم المرتفع، كما يُحسّن من مستويات الكولسترول، والإنسولين، وثلاثي الغليسريد (بالإنجليزية: Triglyceride)، والبروتين المتفاعل-C (بالإنجليزية: C-Reactive protein) لدى الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.
- النوم: لقد كشف العلماء في جامعة شيكاجو بعد مراقبة 500 شخص من متوسطي العمر، ولمدة خمس سنوات، أنّ عدم النوم لفترة كافية يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وفي عام 2008 بيّنت إحدى الدراسات أنّ النوم لفترة تقل أو تزيد عن عدد ساعات النوم التي يُنصح بها البالغين والتي تُقدر بـ7-8 ساعات في الليلة، يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
الخيارات الدوائية
قد يحتاج المريض إلى استخدام دواء واحد أو أكثر من أدوية ارتفاع ضغط الدم للسيطرة عليه، ومن الخيارات الدوائية المستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفع ما يأتي:[3]
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: (بالإنجليزية: Angiotensin-converting enzyme inhibitors)، يتسبب الأنجيوتنسين في تضيق جدران الأوعية الدموية والشرايين وبالتالي رفع ضغط الدم، وفي الحقيقة تمنع هذه المجموعة من الأدوية الجسم من إنتاج الأنجيوتنسين، مما يُؤدي إلى ارتخاء الأوعية الدموية، وبالتالي خفض ضغط الدم المرتفع.
- مدرات البول: (بالإنجليزية: Diuretics)، تساعد مدرات البول الكلى على التخلص من كميات الصوديوم الزائدة والسوائل الفائضة عن طريق البول، مما يُساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، إذ إنّ ارتفاع مستويات الصوديوم وزيادة كمية السوائل في الجسم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: (بالإنجليزية: Calcium channel blockers)، تتسبب الأدوية التي تنتمي إلى هذه المجموعة في التقليل من قوة ضربات القلب من خلال منع الكالسيوم من الدخول إلى عضلة القلب، بالإضافة إلى أنّها تتسبب في ارتخاء الأوعية الدموية، مما يُقلل من ضغط الدم المرتفع.
- حاصرات مستقبلات بيتا: (بالإنجليزية: Beta blocker)، تقلل هذه الأدوية من كميات الدم التي يتم ضخها داخل الشرايين في كل نبضة، وذلك من خلال إبطاء من سرعة ضربات القلب، والتقليل من قوتها، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم المرتفع، كما أنّها تمنع عمل بعض الهرمونات المسؤولة عن رفع ضغط الدم.
- مضادات مستقبلات الأنجيوتينسن II: (بالإنجليزية: Angiotensin II receptor blockers)، تمنع هذه الأدوية الأنجيوتنسين من الارتباط بالمستقبل الخاص به، وبالتالي منع تضيق الأوعية الدموية، مما يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع.
- ناهضات مستقبلات ألفا 2:(بالإنجليزية: Alpha-2 agonists)، تؤثر هذه الأدوية في السيال العصبي الذي يسبب تضيّق الأوعية الدموية، مما يساعد الأوعية الدموية على الارتخاء، وبالتالي خفض ضغط الدم المرتفع.
المراجع
- ↑ "High blood pressure (hypertension)", www.mayoclinic.org, Retrieved 22/11/2018. Edited.
- ^ أ ب "What's to know about high blood pressure?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22/11/2018. Edited.
- ↑ "https://www.healthline.com/health/high-blood-pressure-hypertension", www.healthline.com, Retrieved 30/11/2018. Edited.