تاريخ إسبانيا
إسبانيا في فجر التاريخ
تُشير الأدلّة الأثريّة التي عُثِر عليها على أرض إسبانيا إلى أنّ الانسان سَكَن تلك المنطقة قَبل نحو 100,000 سنة، ثُمّ استوطن الشعب الإيبيري المنطقة قَبل نحو 5000 سنة، فعملوا في الزراعة، وأسَّسوا القُرى، والبُلدان التي تُمثِّل اليوم مُدن إسبانيا، وفي القرن الحادي عشر ق.م، استعمر الفينيقيّون إسبانيا، واستطاع القرطاجيّون في القرن الخامس ق.م فَتح أجزاء واسعة من إسبانيا، وظلّوا فيها إلى أن تمَّت هزيمتهم على يد الرومان في القرن الثالث ق.م، وبحلول القرن الخامس الميلاديّ، استطاع القوط الغربيّون السيطرة على إسبانيا، وانتزاع حُكمها من الرومان، حيث استمرَّ حُكمهم لإسبانيا حتى عام 711م؛ نظراً لهزيمتهم على يد المسلمين.[1]
إسبانيا تحت الحُكم الإسلاميّ وبعده
في القرن الثامن الميلاديّ، اتَّجهت أنظار الخليفة الأمويّ في دمشق الوليد بن عبدالملك إلى إسبانيا؛ من أجل إسقاط دولة القوط الغربيّة؛ فخطَّط لفَتحها مع قائده على المغرب موسى بن نصير، فشنَّ الأخير العديد من الغارات على إسبانيا، وأعدَّ جيشاً قويّاً مُكوَّناً من 7 آلاف مقاتل، ووضع القائد المسلم طارق بن زياد على رأس هذا الجيش، وبدأ الهجوم على الأندلس في عام 711م، حيث اكتمل الفتح في عام 714م، وأمر الخليفة الأمويّ الوليد بن عبدالملك بأن يكون عبدالعزيز بن موسى بن نصير والياً على الأندلس، فخضعت إسبانيا منذ ذلك الوقت لحُكم الدولة الإسلاميّة الذي انتهى في عام 1231م بعد انهيار الدولة الناصريّة؛[2] إذ بدأت الممالك النصرانيّة بالتوسُّع نحو إسبانيا، فاستطاعت ضَمّها فيما بعد لتكون تحت حُكمها، وأنهَت القُوّات الإسبانيّة الوجود الإسلاميّ في إسبانيا في عام 1492م، وتمّ توحيد البلاد بحلول عام 1512م، وبذلك تشكَّلَت الإمبراطوريّة الإسبانيّة التي انتهت بحلول عام 1825م، وذلك بعد تمرُّد مستعمرات إسبانيا الأمريكيّة، ونَيلها الاستقلال، حيث تولّى حُكم البلاد حينها الملك ألفونسو الثالث عشر.[1]
إسبانيا منذ بداية القرن العشرين
لم تُشارك إسبانيا في الحرب العالَميّة الأولى، والثانية، حيث اتَّخذت موقف الحياد بين الدُّوَل المُشاركة، إلّا أنّها عاشت حالة حرب أهليّة خلال الفترة ما بين (1936م-1939م)، واستمرَّت المعاناة الاقتصاديّة، والسياسيّة فيها خلال حُكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو الذي تُوفِّي في عام 1975م، وعقب وفاته حدث الانتقال السلميّ من الديكتاتوريّة إلى الديمقراطيّة، وبدأت بذلك مرحلة جديدة في تاريخ البلاد؛ إذ أصبحت مثالاً يُحتذى به في الحُرّية، واحترام حقوق الإنسان، وممّا يجدر ذِكره أنّ إسبانيا انضمَّت إلى الاتِّحاد الأوروبّي في عام 1986م، وتطوَّر اقتصادها بشكل سريع إلى أن أصبحت واحدة من أقوى الاقتصادات في أوروبّا. وفي عام 2017م، تأسَّست الحكومة الإقليميّة لكاتالونيا بإجراء استفتاء شعبيّ غير قانونيّ، وأعلنت استقلالها، وانفصالها عن مدريد، إلّا أنّ المجتمع الدوليّ لم يوافق على الاستقلال؛ بحجّة أنّ الإعلان كان أُحاديّ الجانب.[3]
المراجع
- ^ أ ب دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ، صفحة 634،635، جزء الجزء الأول. بتصرّف.
- ↑ "الفتح الإسلامي للأندلس "، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.
- ↑ " Spain", www.cia.gov, Retrieved 15-1-2019. Edited.