كيف أعرف الفرق بين الحب والإعجاب
الحُبّ والإعجاب
كثيراً ما تختلط علينا المشاعر والأحاسيس فلا نعود قادرين على التمييز بين الحُبّ والإعجاب، وذلك لتقارب وتشابه العاطفتين إلى حدٍ كبير، ويغرق البعض منّا في حيرةٍ كبيرة بسبب عدم استطاعته تحديد ماهية شعوره تجاه الآخر أو حتى شعور الآخر تجاهه، بل يُصبح الأمر مشكلة حين نظنّ أنّنا نمتلك شعور الحُب وهو في الحقيقة شعور بالإعجاب لا أكثر أو العكس، لكن رغم هذا التشابه الكبير هناك العديد من الفروقات التي تجعلنا نُميزّ بين كليهما.
تعريف الحُبّ
إن الحُبّ هو شعور بالتعلق بشيء ما أو بشخص ما والانجذاب نحوه بشدة، ويُعرّف ايضاً على أنه التولُّع بشخصٍ تولُّعاً شديداً لا تطاق معه مفارقته أو التخلّص من الشعور بالحب والوله تجاهه، ويحصُل الحُبّ المتبادل بين طرفين حينما ينسجم كليهما، أو تتوفر بينهما "كيمياء" متبادلة أي تفاهم سريع ودود ودون حواجز، وحينما يدق القلب مُعلناً ثورة الحبّ والعشق، ويلتقى العاشقان يُفرز الجسم "هرمون المتحابين"، أو ما يُعرف بهرمون "الأوكسيتوسين"، ويُعرّف الفلاسفة الحبّ على أنّه ميْلٌ إِلى الأشخاص أو الأشُياء التى نراها عزيزة علينا.
تعريف الإعجاب
إنّ الإعجاب هو الشُّعورُ بالاِنْبِساطِ والارتياح عِنْدَ ظُهورِ ما هُوَ حَسَنٌ وَجَميلٌ، أوما يروق لنا من أشخاص، ومواقف، وتجارب، ويُقال أعجبه أي عَجِبَ منه وسَرّه، ويُقال أيضاً أُعجب به أي مال إليه وراقه، ويحصل الإعجاب لاندهاش أحدهم بالآخر كإعجابنا بأستاذ ماهر في التدريس أو مُمرضة لطيفة أو بائع ودود، وقد يكون الإعجاب أحياناً بدايةً لتجربة الحبّ، لكنه ليس بالضرورة أن يؤدّي حتماً إليه، وإلا أصبحت مشاعر الناس بتقدير سلوك الآخرين وتجاربهم في فوضى كبيرة.
التمييز بين الحُبّ والإعجاب
هناك بعض الأمور التي يُمكن لنا من خلالها التمييز بين الشعور بالحب والشعور بالإعجاب، وغالباً ما تحتاج هذه الفروقات الجلوس مع النفس لتقرير معرفتنا الحقيقية بالشعور الحقيقي الذي يعترينا تجاه الآخر، وفيما يلي بعض الأمور والنُقاط التي تُساعدنا على ذلك:
- الحب أعمى؛ فحين نُحبّ لن نرى عيوب الآخر ولن نفكر بها، أما في حالة الإعجاب بإمكاننا رؤية الصفات الجيدة والسيئة، على حد سواء في الشخص الذي نشعر تجاهه بالإعجاب.
- المُحبّ لا يستطيع فراق محبوبه، وإذا ما حصل سوف يشعر الشخص بعذاب كبير، أما في حالة الإعجاب فلن يترك الفراق أثراً كوننا غير متعلقين بهذا الشخص كما لو كان حبيباً.
- طاعة المُحب، فَمنّ يمتلك شعوراً بالحُب تجاه حبيبه يُنفذّ كل ما يطلبه منه كما لو كان أمراً واجباً وحُلواً في ذات الوقت، وهذا الأمرلا يتحقق بالضرورة في حالة الإعجاب.
- التوحد مع المحبوب، أي أنه في حالة الحُبّ نرغب بالبقاء معه ونراه ولا نرى سواه في عالمنا الكبير، كما لو كان الوحيد الذي حولنا ومعنا، وما سبق لا ينطبق على الشعور بالإعجاب، فالمُعجب يرغب برؤية الآخرين والتعامل معهم والإحتكاك بهم.
- العمل من أجل الآخر، ففي حالة الإعجاب لا يرغب الشخص المُعجب بإحداث أي تطوير على هويته أو شخصه من أجل الآخر، لكن في حالة الحب يركض المُحبّ ساعياً لعمل كل شيء من أجل عيون المحبوب.
- الإيثار الدائم، وهذا في حالة الحب يعني أن محبوبك أو الطرف الآخر له الأولوية، وتُفضلّهُ عليك في كل الحاجات الإنسانية كالفرح والسرور وغير ذلك، وهذا الأمر غير وارد في حالة الإعجاب.
- الحب لا يحمل شروطاً، فيما لحالة الإعجاب شروط أو حدود ومعايير.
- في حالة الشعور بالإعجاب فإنك لا تشعر بالاكتمال التام مع الآخر، لكن في حالة الحُبّ تشعر حتمياً بذلك وكأنك تقول للعالم لا ينقُصُني شيء وأنا معهُ.
- عندما يدق الحب أبوابنا يُصبح شعوراً قدرياً، يتحكم بنا ولا نستطيع نحن ذلك في أغلب الأحيان لا سيما عندما يصل الحُبّ ذروته ويزداد وهجه، لكن ذلك لا ينسحب البتة على موضوع الإعجاب، فنحن نستطيع التحكم بشعورنا وبالمتغيرات.
- صعوبة وصف الطرف الآخر أو حصر صفاته أو نقاط انجذابنا إليه وهذا يعني أنّنا نمتلك شعور الحُبّ تجاهه، أمّا في حالة الإعجاب يُمكننا رؤية الأمور وفق طبيعتها أو ربما أقلّ من ذلك.