كيف أعرف وقت الثلث الأخير من الليل
الثلث الأخير من الليل
من رحمة الله سبحانه وتعالى للعباد إمكانية الدعاء والاستغفار في أيّ وقت يريد وذلك لشكر الله على نعمه، والاستغفار والتوبة لارتكاب المعاصي، فما من شيء أحبّ إلى الله من أن يأتيه الإنسان خاشعا متضرّعاً طامعاً برحمته، وأفضل هذه الأوقات في الثلث الأخير من الليل بحيث أن الله سبحانه وتعالى يعطي كل سائل بما سئل وكل داعِ بما دعا.
حساب ساعات الليل
حتّى يتمّ حساب الثلث الأخير من الليل يجب أولاً تحديد عدد ساعات الليل، وذلك من خلال تحديد الوقت الذي تكتمل فيه عتمة الليل (أذان العشاء) بالإضافة إلى وقت طلوع الفجر الواضح (أذان الفجر وليس الأذان التذكيري كما يحدث في رمضان)، لكن ساعات الليل تختلف بناءً على:
- موقع المنطقة التي تسكن فيها فهناك مناطق يكون فيها الليل أطول من مناطق أخرى.
- أي فصل من فصول السنة ففي فصل الشتاء يكون طول الليل أطول من فصل الصيف.
إذاً طول الليل متغير من مكان لمكان ومن فصل لفصل، وفي أي وقت ترغب بحساب ساعات الليل وذلك بحساب الوقت من أذان العشاء إلى أذان الفجر، وهناك بعض المناطق المأهولة بالسكان لا تتجاوز فيها ساعات الليل الأربع ساعات، وبعض المناطق قد يصل طول الليل إلى 17 ساعة، ولكن في القارتين القطبيتين فإنّ طول الليل يصل إلى 24 ساعة ولكنّهما غير مأهولتين بالسكان.
حساب الثلث الأخير من الليل
بعد أن يتمّ حساب ساعات الليل نقسم الناتج على ثلاثة لأننا نريد الثلث الأخير من الليل، لو كنا بحاجة الى منتصف الليل نقسم الناتج على اثنان، ومن ثم نطرح الناتج الأخير من وقت طلوع الفجر فنحصل على بداية الثلث الأخير من الليل، فمثلاً لو كان أذان العشاء في الساعة السادسة مساءً، وأذان الفجر في الساعة الخامسة فإنّ عدد ساعات الليل هو تسع ساعات، وبالقسمة على ثلاثة فيكون الثلث ثلاث ساعات، إذا فالثلث الأخير من الليل من الساعة الثانية صباحاً إلى الساعة الخامسة صباحا.
فضل الثلث الأخير من الليل
قيام الليل عبادة لها ثواب عظيم، وهو طريق لأهل الصلاح والخير، والقيام في الثلث الأخير من الليل اقرب إلى استجابة الدعاء، فهي تزيد من مرتبة المؤمن وترفع من شأنه، على خلاف الطمأنينة التي تغمر قلبه وعند مداومة المؤمن على هذه العبادة فإن الله يعطيه نوراً في وجهه وهي من القربات العظيمة عند الله فعن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتّى ينفجر الفجر).