كيف تتم صلاة التراويح
صلاة التراويح
صلاة التّراويح هي من العبادات العظيمة التي يؤدّيها المسلمون في شهر رمضان المبارك، وهي تعدل في المسمّى صلاة القيام في بداية اللّيل في رمضان، وهي أيضاً تعدّ من صلوات النّوافل، وقد سمّيت صلاة التّراويح بهذا الاسم نسبةً إلى الرّاحة، لانّ النّاس يصلّون في صلاة القيام المعروفة بالتّراويح أربع ركعاتٍ أربع ركعاتٍ، وبعد كلّ أربع ركعاتٍ يصلّونها يأخذون قسطاً من الرّاحة، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم حريصاً على أداء صلاة التراويح، وسنّ الجماعة فيها في المسجد، إلا أنّه ترك الجماعة فيها خوفاً من فرضها على الأمة، وتوفّي الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك الحال، وبقي الحال ذاته في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وشيئاً من خلافة عمر بن الخطاب إلى أن جمعهم على إمام واحد، وهو أبيّ بن كعب، واستمرّ حال المسلمين على ذلك.[1][2]
كيفية صلاة التراويح
يبدأ وقت صلاة التّراويح عقب الانتهاء من أداء صلاة العشاء، ويمتدّ وقتها إلى الشروع في صلاة الوتر بصلاة ركعة أو ثلاث ركعات أو أي عدد فردي، وتؤدّى صلاة التراويح كأي صلاة أخرى، وتكون بأداء ركعتين ثم التسليم منهما، ثمّ يصلّي الشخص ركعتين، ويجلس بين كل ركعتين لأخذ قسطٍ من الراحة وللرفق بكبار السن والمرضى من المصلّين، ويبدأ بالصلاة بالتكبير، وقراءة سورة الفاتحة، وما تيسرّ من القرآن الكريم في كلّ ركعة من الركعات، ثمّ يجلس للتشّهد والصّلاة الإبراهيمّية، ثمّ إنهاء الصّلاة بالتّسليم، وذلك ما يؤدّيه في كلّ ركعتين،[3] ويجوز للإمام أن يقرأ من المصحف في صلاة التّراويح، إلّا أنّ الأفضل له أن يقرأ ممّا يحفظ،[4] وصرّح بعض العلماء باستحباب قراءة القرآن الكريم كاملاً في صلاة التراويح طوال شهر رمضان إن لم يكن هناك حرجٌ أو ضيقٌ على العباد،[5] وقال مذهب الحنفيّة في الاستراحة ما بين الرّكعات في صلاة التّراويح أنّه يستحبّ أخذ قسطٍ من الرّاحة، ويكون هذا القسط إمّا بأن يُشغل المسلم نفسه بذكر الله وحمده والإكثار من التّسبيح، أو أن يؤدي المسلم الصّلاة لوحده منفرداً، أو أن يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم، وإن لم يرد المسلم فعل أيٍ من هذه الأمور فيكتفي بالهدوء وعدم الكلام.[6]. ويجوز للنّساء أيضاً أداء صلاة التّراويح جماعة في المسجد.[7]
عدد ركعات صلاة التراويح
وردت عدّة آراءٍ عن العلماء بيّنوا فيها عدد ركعات صلاة التراويح، وفيما يأتي بيانها:[4]
- قال الجمهور من العلماء إنّ عدد ركعات صلاة التراويح عشرون ركعةً.
- قالت طائفة من العلماء إنّ صلاة التراويح تؤدّى إحدى عشرة ركعةً.
- قال كلٌّ من شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الشوكاني وغيرهما إنّ صلاة التراويح لا تحدّد بعدد معين من الركعات.
اشتراط النية في صلاة التراويح
أمّا فيما يخصّ النّية في أداء صلاة التراويح فهي على عدّة آراءٍ أيضا، وهي:[8]
- مذهب الشّافعية، والبعض من الحنفيّة، والحنابلة في مذهبهم ذهبوا إلى أنّ النية لصلاة التّراويح لا بدّ منها، فصلاة التراويح لا تصحّ دون تحديد النية فيها، وعلّل الحنفية ذلك بقولهم أنّ صلاة التراويح والسنّة لا تصحّ بنيّة مطلقة أو بنية التطوّع.
- قول العامّة من الحنفيّة: إنّ صلاة التّراويح كغيرها من السّنن، فتجوز بنيّةٍ مطلقة لأنّها صلاة نافلة.
اشتراط الجماعة لصلاة التراويح
وردت العديد من الآراء عن الفقهاء التي تبيّن الجماعة في صلاة التراويح، إلا أنّهم اتفقوا على مشروعيّة أدائها جماعةً، لما ورد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم، وفيما يأتي بيان آراء العلماء:[9]
- قال الجمهور من الفقهاء إنّ أداء صلاة التراويح في جماعةٍ سنّةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- قال الحنفيّة إنّ أداء صلاة التّراويح في جماعة في المسجد سنّةٌ على الكفاية، فإن لم يقم بها أحد أثم الجميع، وإن تخلّف رجل واحد عن الجماعة وأدّاها في بيته فيكون تاركاً للفضيلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ فضيلة الجماعة في البيت ليست ذات فضيلة الجماعة في المسجد.
- قال المالكيّة إنّ أداء صلاة التراويح في البيت جماعة يعدّ سنّة إن لم يعطّل دور المسجد، وتؤدّى صلاة التراويح في البيت بشرط أن تؤدى بنشاط وهمة دون فتور أو ضعف في العزيمة، أو أن يمتنع عن أدائها.
- قال الشّافعية إنّ أداء صلاة التراويح جماعةً سنةٌ على الأصحّ.
- قال الحنابلة إنّ أداء صلاة التّراويح جماعة أفضل للمسلم من أدائها منفرداً، وإن تعذّرت الجماعة صلّى بانفراد.
فضل أداء صلاة التراويح
للمسلم الذي يؤدّي صلاة التراويح أجوراً وثماراً عديدة أُعدّت له، لذلك عليه أن يحرص على أدائها وعدم التّواني عنها واغتنام ليالي شهر رمضان المبارك، ومن هذه الثّمار والفضائل ما يأتي:[10][7]
- غفران الذنوب والمعاصي والآثام، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (عَن أبي هُريرةَ قالَ : كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يرغِّبُ في قيامِ رمضانَ مِن غيرِ أن يأمرَهم بعزيمةٍ ثُمَّ يَقولُ مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ فتوفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ والأمرُ علَى ذلِكَ ثمَّ كانَ الأمرُ علَى ذلِكَ في خلافةِ أبي بَكرٍ رضي اللهُ عنهُ وصدرًا مِن خلافةِ عُمرَ رضي اللهُ عنهُ وفي روايةٍ مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ).[11]
- إنّ في صلاة التّراويح اجتماعٌ وتوحيدٌ للمسلمين.
- أجر صلاة الجماعة أكثر من أجر صلاة الفرد منفرداً بسبعٍ وعشرين درجة.
المراجع
- ↑ "صلاة التراويح...مشروعيتها... وعدد ركعاتها"، www.islamweb.net، 10-12-2001، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
- ↑ د.سعيد القحطاني (1431هـ-2010م)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ (الطبعة الثانية)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 315. بتصرّف.
- ↑ د.محمود سعدات (3-7-2016)، "صلاة التراويح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب حسام الدين عفانة، مسائل مهمات تتعلق بفقه الصوم والتراويح والقراءة على الأموات، صفحة 24-25. بتصرّف.
- ↑ "صلاة التراويح"، www.islamway.net، 30-7-2013، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف
- ↑ وزارة الاوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الاولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 144، جزء 27.بتصرف
- ^ أ ب الشيخ د.إبرهيم الحقيل (22-7-2012)، "مشروعية صلاة التراويح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 140-141، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطبعة دار الصفوة، صفحة 146-147، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ الشيخ عبد الرحمن الدوسري (22-7-2013)، "مشروعية قيام رمضان وفضله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1371، صحيح.