-

كم فرق السنوات بين التاريخ الهجري والميلادي

كم فرق السنوات بين التاريخ الهجري والميلادي
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التقويم

يُعرَّف التقويم على أنّه نظام عدٍّ زمنيٍّ يُستخدَم لحساب تواريخ الأيام، وتتنوّع التقاويم التي يتمّ حساب تواريخ الأيام من خلالها، ويعتمد حسابها على معايير تختلف من تقويم لآخر، ومن التقاويم ما يعتمد على القمر والشمس معاً، ومنها ما يعتمد على كواكب أخرى غير الشمس والقمر، أمّا أشهر التقاويم فهما التقويم الذي يعتمد على الشمس وموقع الأرض، ويُعرَف بالتقويم الميلادي أو التأريخ الميلادي، والتقويم الذي يعتمد على ميلاد القمر ونهايته، وهو ما يُعرَف بالتقويم الهجري أو التأريخ الهجري.[1]

فرق السنوات بين التاريخين الهجري والميلادي

إنّ الفرق بين التاريخَين الهجري والميلادي يبلغ ما يقارب 622 سنةً، إلا أنّ هذا الفرق يقلّ تدريجياً وببطء مع مرور الوقت، ويبلغ عدد أيام السنة الشمسيّة 365 يوماً و6 ساعات و9 دقائق و5.9 ثواني، أمّا عدد أيام السنة القمريّة فيبلغ 354 يوماً و8 ساعات و48 دقيقة و36 ثانية، وبذلك فإنّ الفرق بين السنة الميلاديّة والهجريّة نحو 10 أو 11 أو 12 يوماً، ويعتمد ذلك على إذا ما كانت إحدى السنوات الميلاديّة أو الهجريّة كبيسةً أو كلتاهما معاً سنتين كبيستين، والجدير بالذكر أنّ دورة السنة الهجريّة تساوي 33 سنةً في حين أنّ دورة السنة الميلاديّة 32 سنةً، وبذلك فإنّ أول السنة القمريّة أي الهجريّة لا يتوافق مع أول السنة الشمسيّة أي الميلاديّة إلّا مرّةً واحدةً كلّ 33 سنة تقريباً.[2]

التقويم الميلادي

قام التقويم الميلادي على أساس التقويم الروماني القديم؛ حيث اعتمد الرومان على القمر في حساب تواريخ الأيام، وكان الشهر القمري يتكون من 29-30 يوماً بالتناوب، وفي سنة 700 ق.م تقريباً أُضيف إلى السنة القمريّة شهران طول كلّ واحد منهما 28 يوماً فقط، ثمّ تمّ التعديل عليها ولم يُعتمَد على القمر بعد ذلك؛ حيث أصبحت السنة مُكوَّنةً من 4 أشهر طول الواحد 30 يوماً، وبقيّة الأشهر مكوّنة من 31 يوماً، وشهر واحد مكون من 28 يوماً وهو شهر فبراير، واستمرّت التعديلات تبعاً لما يرغب به القياصرة والحُكّام، وقد كان شهر مارس هو بداية السنة عند الرومان، كما كانت السنة تتكون من 354 يوماً، وقد أضاف الرومان شهراً كلّ سنتين كي تتّفق السنة مع الفصول الأربعة، إلّا أنّ ذلك أدى في نهاية الأمر إلى حدوث اضطرابات ونزاعات.[1][3]

التقويم اليوليانيّ

في سنة 46 ق.م اقترح الفلكي المصري الأصل المعروف باسم سوسيجينس (بالإنجليزيّة: Sosigenes) بمساعدة من عالِم فلكيّ إغريقيّ أن تصبح السنة 365 يوماً لمدة ثلاث سنوات فقط، وهو ما يُسمّى بالإصلاح اليولياني القديم، وقد وافق يوليوس قيصر على ذلك، وتمت تسمية التقويم هذا باسم التقويم اليولياني، أمّا السنة التي تلي هذه السنوات الثلاث فستكون مكوّنةً من 366 يوماً وهي السنة الكبيسة؛ حيث لاحظ المصلحون أنّ السنة الفلكيّة مكونة من 365.25 بالمتوسط، وبذلك تجب إضافة يوم إلى السنة كلّ 4 سنوات؛ أي أنّه في السنة الكبيسة فقط يكون طول شهر فبراير 29 يوماً بدلاً من 28 يوماً، وبذلك تصبح السنة اليوليانيّة تزيد عن السنة الحقيقيّة بـ 0.0078 يوماً و11 دقيقة و14 ثانية، وهو ما يعادل يوماً كاملاً كلّ 128 سنة، وبهذا فإن التقويم اليولياني سيكون متأخراً عن التقويم الحقيقي، وقد سُمّي العام هذا باسم آخر أعوام الارتباك، وقد تمّ فيه تحديد موعد الاعتدال الربيعي الذي يكون في 25 مارس.[1][3]

الإصلاح الجريجوري

تراكم الخطأ مع مرور السنوات، وأصبح لا بُدّ من معالجة الفرق بين التقويم اليولياني والسنة الشمسيّة، وقد ظهر ذلك جليّاً في القرن السادس عشر الميلادي؛ حيث خرج التقويم اليولياني عن مساره، وكان ذلك في زمن البابا جريجوري الثالث عشر؛ حيث جاء موعد عيد الفصح في موعد متقدّم عشرة أيام عن موعده الدوريّ، فجاء في يوم الاعتدال الربيعي وهو 11 مارس من عام 1582م، وقد عمد جريجوري للإصلاح الثاني للتقويم الروماني، وعُرِف ذلك بإصلاح جريجوري، واشتمل هذا الإصلاح على اقتطاع عشرة أيام من عام 1582م، وتمّ تعيين يوم الاعتدال الربيعي ليكون 21 مارس وهو التاريخ المُفترَض أن يكون لعيد الفصح، حيث أصبحت السنة تتكون من 365 يوماً ولمدة ثلاث سنوات متتالية، وهذه هي السنوات البسيطة.[1][3]

وبما أنّ الطول الفلكي الحقيقي للسنة الشمسيّة هو 365.2422 يوماً كما تمّ قياسه بالتحديد، فقد أصدر جريجوري أمراً باقتطاع ثلاثة أيام من السنة كلّ 400 عام، وبذلك تمّ علاج الاختلاف بين التقويم اليولياني والسنة الشمسيّة، حيث إنّ الكسور في السنوات الثلاث تُجمَع لتصبح السنة الرابعة 366 يوماً وهي السنة الكبيسة، ولضمان عدم انحراف التقويم عن مساره الحقيقي مرّةً أخرى فقد اشترط للسنوات المِئين أو السنوات المئويّة مثل 1400، 1500، 1600 أن تقبل القسمة على 400 دون باقٍ لتكون كبيسةً، بينما السنوات العاديّة هي التي تقبل القسمة على 4 دون باق لتكون سنواتٍ كبيسةً، والجدير بالذكر أن هذه الإصلاحات لن تكون آخر الإصلاحات حيث إنّ الأبحاث وجدت أن السنة الشمسيّة ليست 365.2422 تماماً؛ فهي تتغيّر بمرور الوقت، وعلى الرغم من أنّ هذا التغير بطيء جداً إلّا أنّه ربما يحتاج إلى إصلاح تقويمي آخر بعد 3000 أو 4000 سنة، كما يمكن القول إنّ التقويم الجريجوري أو الميلادي هو أدقّ ما أمكن التوصل إليه إلى يومنا هذا.[1][3]

التقويم الهجري

التقويم الهجري هو عبارة عن تقويم قمري يعتمد على حركة القمر، وكان العرب يستخدمونه منذ القِدَم وقبل الإسلام بقرون عديدة، وقد اختلفت أسماء الأشهر فيه وحتّى ترتيبها من قبيلة لأخرى، وتتكوّن السنة فيه من 12 شهراً طول كلّ شهر منها 29 أو 30 يوماً، والجدير بالذّكر أنّه لم تكن هناك أيّ محاولات لتوفيق السنة القمريّة بالسنة بالشمسيّة، وكان من نتيجة ذلك أنّ أي يوم أو مناسبة في السنة الهجريّة لا يكون لهما تاريخ ثابت في السنة الميلاديّة، فمثلاً رأس السنة الهجريّة يمرّ عبر دورة فصليّة كاملة كلّ 33 عاماً، والمقصود بذلك أنّه إذا أتى رأس السنة الهجريّة في أول فصل الشتاء، فإنه يدور عبر الفصول، فيأتي في الخريف ثمّ الصيف ثمّ الربيع، ليأتي في الشتاء مرّة أخرى بعد 33 عاماً.[4][5]

وقد ضُبِط التقويم الهجري على الشهر القمريّ بدقّة؛ وذلك بإضافة 11 يوماً كلّ ثلاثين سنةً هجريّةً؛ أي كلّ 360 شهراً قمرياً، وقد تقرّر أن يكون التقويم الهجري مكوّناً من ثلاثين عاماً في كلّ دورة، تشتمل هذه الدورة على 19 سنةً عاديّةً مكوّنةً من 354 يوماً، و11 سنةً كبيسةً مكونة من 355 يوماً، وفي هذه السنوات الكبيسة تتمّ إضافة اليوم الأخير إلى الشهر الأخير في السنة وهو ذو الحجة، ولكي تكون السنة الهجريّة كبيسةً تتمّ قسمتها على العدد 30؛ فإذا كان الباقي من الأعداد الآتية: (2,5,7,10,13,16,18,21,24,26,29)، حينها تكون السنة كبيسةً، ويكون عدد أيام شهر ذي الحجة 30 يوماً بدلاً من 29 يوماً، وبناءً على الحسابات الفلكيّة الدقيقة فإنّ التقويم هذا لا ينحرف عن مساره إلّا بمقدار يوم واحد فقط كل 2500 سنة، وهذا ما يُسمّى بالتقويم القمري الثابت، والجدير بالذكر أنّ الشعائر الدينيّة لا تأخذ هذا التقويم بعين الاعتبار؛ حيث إنّ الشهر يبدأ برؤية الهلال بعد غروب الشمس، وعادةً ما تكون بداية الشهر مختلفةً بمقدار يومين عن المقرر في التقويم القمري الثابت، أمّا عدد السنين في التقويم الهجري في الإسلام فيبدأ من يوم هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان ذلك في تاريخ 16 تموز/يوليو عام 622م.[4][2]

ويمكن القول إنّ التقويم القمري هو تقويم ربّاني قديم، لم يخترعه أو ينظّمه أحد من الفلكيّين، كما لم يساهم أحدهم في اختيار أسماء شهوره، ولا في اختيار أطوال الأشهر أو ترتيبها، ولا يمكن لأحد أن يبدّل شهراً بآخر أو يغيّر مكانه، أو يزيد يوماً على شهر أو ينقص منه، وقد تمّ تحديد عدد الشهور في القرآن الكريم، فقال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ)،[6][1] وقد تمّ اعتماده ليكون تقويم الدولة الإسلاميّة، أمّا وقت اعتماده فكان بعد سنتين ونصف من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد كان اليوم الأول من محرم عام 17هـ هو بداية أوّل سنة هجريّة بعد أن اعتُمِد.[5]

التحويل بين التقويمين الهجريّ والميلاديّ

فيما يأتي معادلات تقريبيّة للتحويل بين التقويمين الهجري والميلادي:[7]

  • للتحويل من التاريخ الهجري إلى التاريخ الميلادي يمكن اتباع المعادلة الآتية:
  • للتحويل من التاريخ الميلادي إلى التاريخ الهجري، يمكن اتباع المعادلة الآتية:

ترتيب الأشهُر وعدد أيّامها في التقاويم

يوضح الجدول الآتي تريب الأشهر وعدد أيامها في التقويمين الهجري والميلادي، وما يقابلهما في الأشهر السريانيّة:[8]

السنة الهجريّة أو القمريّة
عدد الأيّام
السنة الميلاديّة
السنة السريانيّة
عدد الأيّام
محرّم
30
يناير
كانون الثاني
31
صفر
29
فبراير
شباط
28 أو 29
ربيع أول
30
مارس
آذار
31
ربيع ثاني
29
أبريل
نيسان
30
جمادى الأولى
30
مايو
أيار
31
جمادى الثانية
29
يونيو
حزيران
30
رجب
30
يوليو
تموز
31
شعبان
29
أغسطس
آب
31
رمضان
30
سبتمبر
أيلول
30
شوال
29
أكتوبر
تشرين الأول
31
ذو القعدة
30
نوفمبر
تشرين الثاني
30
ذو الحجة
29 أو 30
ديسمبر
كانون أول
31

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح د. خالد النجار (2012-1-4)، "التقويم الهجري رمز الهويّة الإسلاميّة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الفرق بين السنة الهجريّة والسنة الميلاديّة 59"، www.almaaref.org، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "آليّة حساب التقويم الميلادي قديما"، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-7. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "آليّة حساب التقويم الهجري"، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-8. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "قصة اعتماد التقويم الهجري"، www.aljazeera.net، 2013-11-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-8. بتصرّف.
  6. ↑ سورة التوبة، آية: 36.
  7. ↑ د. شوقي أبو خليل (2005)، أطلس التاريخ العربي الإسلامي، سورية-دمشق: دار الفكر، صفحة: 336. بتصرّف.
  8. ↑ "كيفيّة إجراء حساب الأشهر الزمنيّة"، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-8. بتصرّف.