-

معلومات في علم النفس

معلومات في علم النفس
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

علم النفس

يُمكِن تعريف علم النفس بأنَّه العِلم الذي يسعى إلى دراسة سُلوك الإنسان، وعمليّاته العقليّة؛ بهدف التحكُّم بهذه السلوكيّات، وضَبطها، وتعديلها إذا لزم الأمر،[1]، وعرَّفه آخرون بأنّه تفاعُل الفرد مع بيئته؛ بهدف تفسير السلوك، وتعديله، والتنبُّؤ به.[2]

معلومات في علم النفس

تُوضِّح النقاط الآتية بعض المعلومات العامّة في عِلم النفس:

  • يُعَدّ المجال الطبِّي، والمُمارسات الطبِّية، أوّل مجال بدأ بتفسير نظريّات الشخصيّة، حيث يعود الفضل إليه في ذلك.[3]
  • تُعتمَد عِدَّة طُرق لقياس الشخصيّة، ومنها: الاختبارات الإسقاطيّة (كاختبار بُقَع الحبر لرورشاخ، أو اختبار تفهُّم الموضوع)، وقوائم التقدير الذاتيّ (كاختبار مينسوتا المُتعدِّد الأوجه)، واختبارات السلوكيّات الموضوعيّة (من خلال الملاحظة المباشرة للسلوك)، والاستخبارات (كالاستبيانات)، والمقياس المَعرِفيّ (مثل مقياس الضبط لروتر).[3]
  • يُمكِن تمييز السلوك الإنسانيّ عن طريق الجانب المَعرِفيّ الذي يهتمّ بالتفكير، والتفاعُل مع ما يحدث حولنا من مظاهر، وأفعال، وعن طريق الجانب الحركيّ الذي يتعلَّق باستجابة الفرد للتعليمات الحركيّة، ومن خلال الجانب الانفعاليّ الذي يتعلَّق بالمشاعر التي تُصاحِب سلوك الإنسان.[4]
  • يُعتبَر علم النفس علماً يدرس جوانب الإنسان جميعها، ولا يدرس النفس الإنسانيّة فقط، ومن هذه الجوانب: الشخصيّة، والتفاعُلات، والعمليّات، والمُؤثِّرات المُتعدِّدة.[4]

أهداف علم النفس

إنّ علم النفس كأيّ عِلم، يمتلك عِدّة أهداف ليدرسَها، حيث يُمكِن تلخيصها في ثلاثة أهداف، هي:[1]

  • دراسة السلوك الإنسانيّ: إنّ الهدف الأوّل والأساسيّ لعِلم النفس، هو تفسير السلوكيّات العقليّة للإنسان؛ بهدف الوصول إلى فَهْم أنفسنا، وفَهْم الآخرين، وذلك عن طريق ما يأتي:
  • التنبُّؤ بالسلوك المُستقبلِيّ: إنّ مَعرِفة الاسباب التي أدّت بنا الى هذا السلوك، هي الخطوة الأولى للتنبُّؤ بما سيكون عليه السلوك في المُستقبَل، ومحاولة ضَبْطه، والتحكُّم به، فعلى سبيل المثال يُعَدّ وُجود مشاكل لدى الفرد في التنشئة، أو المعاناة من ظروف أُسَريّة صعبة، أمراً من شأنه أن يُساهِم في التنبُّؤ بحالة الفرد المُستقبَليّة، واحتماليّة إصابته بمرض نفسيّ خلال مراحل حياته اللاحقة.
  • ضَبْط السلوك، وتعديله: حيث يُمكِن ضَبط السلوك من خلال مَعرِفة الدوافع التي أدّت إلى هذا السلوك، ولذلك فإنّ مَعرِفة هذه الدوافع، يُعزِّز المقدرة على التحكُّم بالسلوك، وتعديله.
  • مَعرِفة الدوافع الحقيقيّة التي تُحرِّك الإنسان، وتُحرِّك الآخرين.
  • إدراك جوانب القوة، والضعف، ومدى القدرة لدى الإنسان.
  • فَهْم الاسباب التي أدّت إلى السلوكيّات غير السويّة، ومحاولة تعديلها.
  • الإلمام بالأسباب التي أدّت الى وجود خلل في التفكير، وفي عمليّة التعلُّم.

مدارس علم النفس

إنّ علم النفس عِلمٌ مبنيٌّ على التجارب العِلميّة، وهناك عِدَّة نظريّات، ومدارس لعلم النفس، من أهمِّها:[5]

  • مدرسة التحليل النفسيّ: يُعتبَر العالِم فرويد أوّل من أنشأ مدرسة التحليل النفسيّ، حيث ركَّز على بعض المُسلَّمات في نَظريّته؛ فقد تحدّث عن الخبرات اللاشعوريّة داخل الفرد، وأهمِّية خبرات الطفولة، وعمليّات الكَبت، والخِبرات المُؤلِمة التي يعيشها الفرد، ومدى تأثيرها في حياته.[5] أمّا فيما يختصُّ بجانب الشخصيّة في النظريّة التحليليّة، فقد صنَّف فرويد الشخصيّة الى ثلاثة أقسام، وهي (الهو)؛ وهو النظام الأساسيّ للشخصيّة، والذي يبحث عن الغرائز، وكيفيّة إشباعها، و(الأنا)؛ وهي التي تُمثِّل الواقع الذي يسعى إلى إشباع (الهو)، ولكن ضمن الظروف المُناسِبة للواقع، و(الأنا الأعلى)؛ وهي التي تُمثِّل الضمير لدى الشخص، والسلوكيّات التي يَتعلَّمها الطفل من والديه.[6]
  • المدرسة السلوكيّة: تمّ إنشاؤها عن طريق بافلوف وواطسون، ثمّ تمّ تطويرها من قِبَل سكينر، وقد تمّ في هذه النظريّة التركيز على تفسير السلوك الإنسانيّ الظاهر لدى الفرد، ومُحاولة تعديله، إذ تحدّث المُتبنُّون للنظريّة السلوكيّة عن وجود مُثيراتٍ تَستدعِي الاستجابة لدى الفرد، كما ظهرت بعض الانتقادات لهذه النظريّة، وخصوصاً أنّها تُركِّز على السلوك الظاهر للفرد، ولا تهتمّ بالعمليّات العقليّة، ممّا أدّى إلى ظهور أشخاص يَتبنّون الجانبَين: المَعرِفيّ، والسلوكيّ، فهم يهتمُّون بالبيئة (المُثِير)، والسلوك (الاستجابة)، والعوامل الشخصيّة (العمليّات العقليّة، والوُجدانيّة).
  • المدرسة المَعرِفيّة: اختلف العلماء في اعتبار هذه المدرسة من ضمن المدارس الأساسيّة لعلم النفس؛ وذلك لأنّها تُركِّز على جانب واحد من جوانب النموّ، والشخصيّة، وهو الجانب العقليّ والإدراكيّ لدى الشخص.
  • المدرسة الإنسانيّة: تُركِّز هذه النظريّة على خِبرات الفرد، وكيفيّة وُصوله إلى تحقيق ذاته، وقد ينعكس ذلك على الفرد، وشعوره بالسعادة، ورضاه عن نفسه، ويَعتقِد روجز -وهو أحد مُؤسِّسي المدرسة الإنسانيّة- أنّ شعور الفرد بالفشل والإحباط، هو السبب الرئيسيّ لظهور المُشكِلات النفسيّة، وإنّ أُولى خطوات تحقيق الذات لدى الشخص، هي الاطلّاع على المُشكِلة، والاستبصار بأسبابها، والبحث عن حُلول لعلاجها.[7]

أنواع الشخصيّات في علم النفس

صَنَّف عُلماء النفس الشخصيّة إلى عِدَّة أقسام، ولكلِّ نوع من أنواع الشخصيّة خصائص وصفات، نذكرها بشكلٍ مُختصَر كما يلي:[8]

  • الشخصيّة الانطوائيّة: يَتَّصف الشخص بناءً على هذه الشخصيّة، بأنّه شخص مُنعزِل، لا يُحِبّ تكوين الصداقات، وغير قادر على إظهار مشاعره للآخرين حتى أقرب الأشخاص إليه، فهو شخص لديه عالم أحلامه الخاصّ الذي لا يُحِب مشاركة أحد فيه.
  • الشخصيّة المُستسلِمة: وهذا الشخص لا يستطيع اتّخاذ القرارات بنفسه، وغالباً ما يكون من الأشخاص الذين يميلون إلى المُجاملات، وعدم إظهار مشاعرهم للآخرين.
  • الشخصيّة المُرتابَة: وهو من الأشخاص كثيري الشكِّ بالآخرين، كما أنّه يَنتقِد الآخرين بشكل جارح، وفي الوقت نفسه لا يَتقبَّل انتقاد الآخرين له، وهو شخص عُدوانيّ، ولا يَتقبَّل الآخرين بسهولة؛ لأنّه غالباً ما يُسِيء الظنّ بهم.
  • الشخصيّة الهستيريّة: يِتَّصف هذا الشخص في العادة بأنّه شخص يحبّ لَفت انتباه الآخرين إليه، ويُحِبّ إقامة علاقات اجتماعيّة كثيرة، خصوصاً مع الأشخاص ذوي السلطة؛ ليبقى هو في الأضواء.
  • الشخصيّة النرجسيّة: يَتَّصف هذا الشخص بأنّه شخص مغرور ومُتعالٍ، وهو من الأشخاص شديدي الإعجاب بأنفسهم، وأغلب علاقاته مع الآخرين قائمة على الانتهازيّة، والمصلحة الشخصيّة.
  • الشخصيّة العُدوانيّة: يَتَّصف أصحاب هذه الشخصيّة بأنّهم يُحِبّون التسلُّط على الآخرين، وفَرْض آرائهم عليهم، دون الاهتمام بمشاعر وآراء الآخرين، وغالباً ما يلجؤون إلى استخدام أساليب الأمر، والنهي.

المراجع

  1. ^ أ ب عماد المرشدي (26/01/2014)، "مفهوم علم النفس العام واهدافه"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2018. بتصرّف.
  2. ↑ د. كاظم عبد النور، مدخل علم النفس العام، صفحة 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ذكرى الخلي، "علم النفس ودوره في تحليل الشخصيات "، طبي، اطّلع عليه بتاريخ 29/7/2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب طلعت منصور، أنور الشرقاوي، عادل عز الدين وآخرون، أسس علم النفس العام، مصر: مكتبة األنجلو المصرية، صفحة 8-12. بتصرّف.
  5. ^ أ ب حسين الغامدي، تقديم عام لمدارس علم النفس المعاصر، صفحة 1-4. بتصرّف.
  6. ↑ نعيمة تمعزوزت، نصيرة طالح (2016)، نقد نظرية التحليل النفسي لفرويد وبيان ما يتوافق ولا يتوافق مع المجتمعات العربية الإسلامية، الجزائر: جامعة تيزي-وزو، صفحة 28-29. بتصرّف.
  7. ↑ وفية الياسري، "النظرية الانسانية"، كلية التربية للعلوم الانسانية- جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29/7/2018. بتصرّف.
  8. ↑ عبد الكريم الصالح ، تحليل الشخصيات وفن التعامل معها، صفحة 8-25. بتصرّف.