-

هل يتحرك الجنين في الشهر الرابع

هل يتحرك الجنين في الشهر الرابع
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حركة الجنين داخل الرحم

يُعتبر إحساس الأم الحامل بالحركات الأولية للجنين الموجود في أحشائها من العلامات الرائعة للحمل؛[1] حيث تدلّ حركة الجنين على نموّه الطبيعي من حيث الحجم والقوّة، وفي الحقيقة يُمكن للحامل أن تبدأ في الإحساس بحركة الجنين بين الأسبوع 16 وحتى الأسبوع 22 من الحمل، ويُطلق على أولى حركات الجنين المحسوسة من قِبَل الأم الارتكاض أو التسارع (بالإنجليزيّة: Quickening)، وعادةً ما تكون الحامل هي أول من يشعر بهذه الحركات، يليها الأفراد الآخرين المحيطين بها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطبيب المُدرّب يُمكن أن يشعر بحركة الجنين عن طريق لمس بطن الأم الحامل خلال الأسبوع 20 من الحمل، وهو ما يُعتبر مؤشراً إيجابيّاً لسلامة الجنين والحمل،[2] وفي الحقيقة تختلف حركات الجنين بناءً على ما يُحاول القيام به، وعلى المرحلة التي وصل لها من النموّ والتطوّر، بالإضافة إلى تنوّع الإحساس بهذه الحركات بين الرفرفة كالفراشات، والحفيف، والدحرجة، والهبوط، والركلات الصغيرة، وعادةً ما تُصبح الحركات أكثر وضوحاً وتكراراً مع تقدّم الحمل.[1]

ينصح معظم الأطباء الأم الحامل بمراقبة حركات الجنين خلال اليوم،[2] ويُمكن للحامل الإحساس بحركات الجنين بشكل أفضل عند الاستلقاء على الجانب الأيسر من الجسم؛ حيث يزيد بذلك تدفّق الدم للجنين، كما يُمكنها الجلوس مع رفع القدمين للأعلى، بالإضافة إلى ضرورة التركيز والتنبّه لملاحظة حركات الجنين، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجنين لديه أوقات يكون في قمّة نشاطه، وأوقات أخرى يميل إلى النوم، وفي الحقيقة قد لا تتوافق هذه الأوقات مع أوقات النشاط والنوم الخاصّة بالأم، فهو يميل للحركة والنشاط بين الساعة التاسعة صباحاً والثانية ظهراً، وبين الساعة السابعة مساءً والساعة الرابعة فجراً، بينما تقلّ حركة الجنين خلال فترات النوم التي تتراوح بين 20 و40 دقيقة والتي يُمكن أن تصل إلى 90 دقيقة،[3] ومن الجدير بالذكر أنّ انخفاض عدد حركات الجنين عن الوضع الطبيعي يُعتبر علامة تحذيريّة تدلّ على احتمالية وجود مشكلة خطِرة لدى الجنين، الأمر الذي يستدعي مراجعة الطبيب المتابع للحمل للاطمئنان على وضع الجنين.[2]

حركة الجنين في الشهر الرابع من الحمل

يشكّل الشهر الرابع من الحمل شهراً مليئاً بالتطوّرات الجنينيّة؛ حيث يصل طول الجنين تحديداً في الأسبوع السابع عشر من الحمل إلى 13 سنتيمتر، ويزداد وزنه ليُصبح 140 غرام، كما يُمكن للأم الحامل في الشهر الرابع معرفة جنس الجنين في حال كانت وضعيّة جسمه مناسبة لذلك خلال إجراء الفحص بجهاز الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزيّة: Ultrasound scan)، بالإضافة إلى إمكانية شعور الأم الحامل بركلات الجنين لأوّل مرّة،[4] وفي الحقيقة قد تشعر بعض النساء الحوامل لا سيّما نحيلات الجسم، ومن سبق لهنّ الحمل والإنجاب بحركة الجنين قبل ذلك، بينما تحتاج معظم النساء الحوامل لبضعة أسابيع إضافية لملاحظة وتمييز حركة الجنين التي تتشابه مع غازات الجسم والتشنّجات العضليّة.[5]

التطوّرات الحركية للجنين خلال الحمل

الثلث الأول من الحمل

يمتدّ الثلث الأول من الحمل من الأسبوع الأول وحتى نهاية الأسبوع الثاني عشر من الحمل،[6] تتميّز هذه الفترة من الحمل بالتطوّر الجسمي السريع للجنين، وبالرغم من تحرّك الجنين خلالها إلا أنّه لا يُمكن للأم الشعور بهذه الحركة، وذلك لأنّ حجم الجنين صغير للغاية، وهو موجود في داخل الرحم في نقطة عميقة ومحاط بطبقة بِطانية واقية تمنع الأم من الشعور بحركاته،[5] وفي الحقيقة يُمكن ملاحظة حركة الجنين خلال الثلث الأول من الحمل خلال إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية في حال كان الطفل مُستيقظاً أثناء الفحص؛ حيث يبدأ الطفل بعمل الحركات العامة للجسم كالإنحناء الجانبي في الأسبوع السابع إلى الثامن، بينما يُمكن للجنين تحريك ذراعه وساقه، وبدءِ عملية الابتلاع والمصّ، والإصابة بالحازوقة خلال الأسبوع التاسع، أمّا خلال الأسبوع العاشر فيستطيع الجنين ثني رأسه وتدويره، ورفع يده لملامسة وجهه، وتحريك فكه، كما يُمكن للجنين التثاؤب خلال الأسبوع الحادي عشر من الحمل.[7]

الثلث الثاني من الحمل

يمتدّ الثلث الثاني من الحمل من الأسبوع الثالث عشر وحتى نهاية الأسبوع السادس والعشرين من الحمل،[6] وبعد أن تشعر الأم الحامل بأولى حركات الطفل خلال الشهر الرابع، تبدأ خلال الشهر الخامس في الشعور بتشنّجات بسبب حركة الجنين النشِطة، وذلك نتيجة نموّ العضلات وتطوّر المهارات الحركية لديه، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا داعي للقلق في حال لم تشعر الحامل بركلات الجنين لعدّة ساعات وحتى يومين؛ حيث إنّه من الطبيعي عدم الشعور بحركة منتظمة للجنين خلال هذا الوقت بسبب حجمه الصغير، ومن الملاحظ خلال الشهر السادس أنّ الطفل يميل إلى النوم والاسترخاء خلال قيام الأم بالأعمال الروتينية؛ حيث تعمل حركة جسم الأم على تهدئة الجنين، بينما يبدأ الجنين نشاطه الحركي بعد استقرار حركة الأم خلال الليل، وبعد ارتفاع مستوى السكر في دم الجنين نتيجة تناول الحامل وجبة طعام خفيفة، وعندما تكون الأم متوترة وعصبية؛ حيث يرتفع هرمون الأدرينالين الذي يُعطي تأثيراً مُشابهاً لارتفاع مستوى السكر.[5]

الثلث الثالث من الحمل

يمتدّ الثلث الثالث من الحمل من الأسبوع السابع والعشرين وحتى نهاية فترة الحمل وولادة الطفل،[6] وبحلول الشهر السابع تبدأ المساحة المتاحة للجنين بالتضيّق التدريجي، مع استمرار إمكانية الأم في الشعور بالركلات واللكمات الصادرة من الجنين، كما يُمكنها الإحساس بارتعاشة سريعة وعَرضية يكون سببها شعور الأم بإصابة الطفل بالحازوقة، وفي الحقيقة هناك اختلاف في طبيعة وأنماط الحركات للأجنّة في أرحام الأمهات، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة عدّ حركات الجنين بشكل يومي بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل؛ وذلك عن طريق الجلوس بهدوء والاسترخاء لمدّة من الوقت ومحاولة ترصّد حركات الجنين؛ حيث من الطبيعي أن تشعر الأم بعشرة حركات من أي نوع خلال فترة ساعة أو أقل، وفي حال لم تشعر الحامل بعشرة حركات للجنين تُنصح بتناول وجبة خفيفة أو شرب عصير الفاكهة ثم الاستلقاء وعدّ الحركات من جديد.[5]

تستمرّ الأم بشعور حركة الجنين خلال الشهر الثامن بالرغم من ضيق المساحة في الرحم بالنسبة لحجم الجنين، ويُمكن للحامل ملاحظة بروز الكوع أو الركبة أو القدم، كما يُمكن للأم أن تتفاعل مع حركات الجنين خلال هذه المرحلة واللعب معه بالضغط بلطف على مكان البروز، ومن ثم قد يسحب الطفل هذا الجزء من جسمه ويُعيد دفعه للخارج، وتُنصح الحامل بتغيير وضعيّة جسمها حين تشعر بحركات مزعجة من الجنين، إذ إنّ الجنين حينها يقوم بتغيير وضعيته هو الآخر، وفي الحقيقة يجب على الحامل الاستمرار في عدّ حركات الجنين، مع العلم أنّه أصبح لديه دورة منتظمة من النوم والاستيقاظ، ومع اقتراب موعد الولادة في الشهر التاسع من الحمل تقلّ المساحة المتاحة لحركة الطفل، وبالتالي يقلّ الشعور بالحركات السريعة، بينما تكون حركة الجنين ملحوظة بشكل كبير، كما قد يقوم الجنين بالضغط بقدميه على ضلوع الأم بطريقة مزعجة، الأمر الذي يضطرّ الأم لتغيير وضعيّة جسمها وتجربة إجراء تمارين التواء الحوض، وتقلّ عادةً هذه المشكلة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قبل الولادة عندما يبدأ رأس الطفل بالنزول في حوض الأم تحضيراً لعملية الولادة.[5]

العوامل المؤثرة في حركة الجنين

هناك مجموعة من العوامل التي تمنع الأم من الإحساس بحركة الطفل بشكل طبيعي، ومن هذه العوامل ما يأتي:[3]

  • قلة حجم السائل الأمينوسي.
  • ازدياد سمك الجدار البطني نتيجة السمنة.
  • ازدياد سمك جدار الرحم نتيجة نموّ المشيمة الأمامية.
  • التدخين.
  • أن يكون الحمل هو الأول للمرأة، إذ تكون عضلات البطن مشدودة لديها.
  • تناول المواد المخدّرة التي تؤثر على الأم والجنين مثل؛ الكحول، والمواد الأفيونية.

المراجع

  1. ^ أ ب "Baby movements during pregnancy", www.pregnancybirthbaby.org.au,1-2-2017، Retrieved 5-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Joy Bryant and Jennifer Thistle (27-10-2018), "Fetal Movement"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 5-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب Liji Thomas (23-8-2018), "Fetal Movements in Pregnancy"، www.news-medical.net, Retrieved 5-12-2018. Edited.
  4. ↑ "Fetal ultrasound - 4 months", www.babycentre.co.uk,1-3-2017، Retrieved 5-12-2018. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج Maze Cord Blood (3-5-2012), "Fetal Movement During Pregnancy"، www.mazecordblood.com, Retrieved 5-12-2018. Edited.
  6. ^ أ ب ت Mary L. Gavin (1-8-2016), "A Week-by-Week Pregnancy Calendar"، www.kidshealth.org, Retrieved 5-12-2018. Edited.
  7. ↑ BabyCenter India Medical Advisory Board (1-2-2016), "Your baby's movements in pregnancy"، www.babycenter.in, Retrieved 5-12-2018. Edited.