-

مظاهر التجديد في شعر القرن الثاني للهجرة

مظاهر التجديد في شعر القرن الثاني للهجرة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة

يمثل القرن الثاني للهجرة العصر العباسي الأول والثاني، ويتميّز ذلك العصر بالازدهار والتطوّر وخاصّة في جانب الآداب حيث تطوّر في جميع نواحيه المختلفة من شعر ونثر وغيره، ويعود السبب في ذلك إلى دخول العديد من القبائل والشعوب المختلفة في الدولة الإسلامية، ممّا أدّى إلى امتزاج الكثير من المعاني والألفاظ الجديدة في جميع حقول الآداب وبخاصة الشعر، فقد استخدمها الشعراء واستعانوا بها في شعرهم.

من أشهر الشعراء الذين ساهموا في تطور الشعر في القرن الثاني للهجرة: بشار بن برد، وأبو نواس، ومن خلال المقال سوف نتعرّف على أهمّ مظاهر التجديد التي ظهرت على الشعر في القرن الثاني للهجرة.

مظاهر التجديد في شعر القرن الثاني للهجرة

ظاهرة التصريع

يعرف على أنه اتفاق قافية الشطر الأول في البيت الأول مع قافية القصيدة، وقد تجاوزها بشار بن برد في بعض قصائده، ولكنها أوردها في الكثير من القصائد الأخرى.

الأسلوب القصصي

هو من أهم مظاهر التجديد وهو عبارة عن سرد لقصص أثر الحياة، وفيه يصور الشاعر بطبعه الحس الدقيق والرقيق، ويعرض القصة كاملة باستخدام عنصر التشويق، ويعد توظيف بشار بن برد مع الأسلوب القصصي مميزاً لشعره عن شعر أبي نواس، إذ ارتبط ببعض مظاهر التقليد عند بشار، حيث وظفه لإبراز صورة العاشق الوفي المنكسر، أما عند أبي نواس ارتبط الأسلوب القصصي لديه باللهو واللذة، وقد حاول تنويع الشخصيات حتى أصبح رائداً لفنّ الأسلوب القصصي دون منازع.

ظهور الطرديات

يعدّ أبي نواس من أكبر شعراء الطرديات وأكثرهم تمثيلاً له، ويعود ذلك لما بلغته هواية الصيد في العصر العباسي من تطوّر ورقيّ، وأغلب طرديات أبو نواس تدور حول صيد الكلاب، حيث إنّ الطرديات تصوّر الكلب تصويراً قوياً، ووضعت عليه الكثير من الأوصاف الجميلة كالوفاء، والشجاعة، والخفة، والبراعة في الوثب على الفريسة، ولأبي نواس ما يقارب الخمسين طرديّة تتميّز كلّها بالجودة.

الشعر التعليمي

يتميّز الشعر التعليمي بخلوه من العاطفة وافتقاره للخيال، بالإضافة إلى تميّزه بتنوّع القوافي الشعرية، وطول النفس الشعري، ومن أهم الشعراء الذين اشتهروا به هو أبّان اللاحقي.

مظاهر أخرى

  • التطور في المعاني والأفكار: ويعود ذلك إلى حياة النعيم والرفاهية التي عاشها أبناء هذا العصر، ولذلك تميّزت الصور الشعرية بالطرافة والجدّة.
  • استخدام التراكيب الأعجمية: والتي ظهرت نتيجة الامتزاج بين الأعراق، فأدى ذلك إلى ظهور المصطلحات العلمية، والفقهية، والفلسفية أيضاً، ممّا تسبّب في الخروج عن المقياس الصرفي وظهور ظاهرة اللحن في الشعر.
  • تفرع الأغراض الشعرية: مثل الوصف، والرثاء، والغزل، والهجاء، والمدح، وبخاصة للسلاطين العباسيين، والذين أغدقوا الشعراء بالهدايا.