إعادة تدوير ورق الجرائد
إعادة التدوير
تُعَدُّ عمليّة إعادة التدوير حديثة النشأة؛ حيث بدأ العمل بها منذ السبعينيّات، إلّا أنَّ الفكرة كانت موجودة مُنذ آلاف السنين، ومع الإنتاج المُتزايد في العصر الصناعيّ الحديث، وتزايُد الضغط على مُختلَف الموارد في الحياة؛ بسبب الاكتظاظ السكَّانيّ، نشأت عمليّة إعادة التدوير التي تهتمّ باستعادة بعض مواد النفايات، والتي يمكن إعادة استخدامها بعد خضوعها للمعالجة، مثل: الحديد، والصلب، وعلب الألومنيوم، والزجاجات، والورق، والخشب، حيث تنتج عن عمليّة التدوير مواد جديدة قابلة للاستخدام، وتكون أقلّ سعراً من المُنتجات القديمة.[1][2] ويندرج تحتَ عمليّة إعادة التدوير نوعان رئيسيّان، هما:[1]
- إعادة التدوير الداخليّة: وهي عمليّة تُجرى على الموادّ الزائدة الناتجة عن عمليّات التصنيع، ويكثر استخدامها في صناعة المعادن، كما تُستخدَم أيضاً في إعادة تدوير الحبوب المهروسة، وتحويلها إلى أعلاف للماشية.
- إعادة التدوير الخارجيّة: هي العمليّة التي تُجرى على الموادّ المُستهلَكة، كالمجلّات، والعلب الزجاجيّة، وغيرها، حيث يتمّ تجميع هذه الموادّ بطرق مُختلفة، وإخضاعها لعمليّات المُعالجة.
إعادة تدوير ورق الجرائد
يُعَدَّ الورق أكثر الموادّ التي تتمّ إعادة تدويرها من النفايات؛ ففي الولايات المُتَّحدة يُعتبَر ثلث النفايات من ورق الجرائد، وورق الكتابة، وورق الطباعة، والورق المُقوَّى، وغيرها من أنواع الورق.[1] وتُعتبَر عمليّة إعادة تدوير ورق الجرائد عمليّة سهلة، حيث تتمّ بعدَّة طرق، منها:[3]
- الاستخدام المُباشر: إذ يمكن تحويله إلى سماد نباتيّ دونَ الحاجة إلى معالجته، وخاصّة الجرائد الحديثة التي تستخدم الحبر النباتيّ الذي لا يضرُّ بالنباتات، حيث تُساعد إضافة ورق الجرائد إلى السماد على مُوازنة نسبة المواد الخضراء الغنيّة بالكربون، والمواد البُنيّة الغنيّة بالنيتروجين، كما يمكن تحويل الجرائد إلى سماد، وذلك عن طريق حَفر حفرة في حديقة المنزل على عُمْق قدم واحدة، ثمّ وَضع ورق الجرائد داخلها، وتغطيتها بلوح، أو قرميد.
- المصنوعات اليدويّة: قد تُستخدَم الجرائد في صناعة بعض المشغولات اليدويّة، مثل: صنع إطار لصورة، أو تحويلها لأسطح طاولات مُزخرَفة، وغيرها من الأعمال اليدويّة البسيطة.
- صُنع ورق جديد: يمكن صنع ورق جديد من ورق الجرائد، وذلك بخطوات بسيطة، وذلك على النحو الآتي:[4]
- تمزيق الجريدة إلى قطع صغيرة، ووضع هذه القطع في الخلّاط.
- إضافة ثلاثة أكواب من الماء إليها، ثمّ خَلْطها بسرعة متوسِّطة لمُدَّة خمس ثوانٍ؛ حتى ينتج اللُّب (وهو ورق الجرائد المبلول، والمُعجَّن).
- تجهيز صينيّة، وذلك بوضع الماء فيها بارتفاع 2.5 سم، ثمّ سَكب اللُّب فوق الصينيّة، وفرده بالتساوي.
- تصفية الماء من الورق، ووضع اللُّب فوق جريدة قديمة، ثمّ قلبها بحيث يُصبح اللُّب أسفلها.
- تسوية سطح اللُّب باستخدام مدلاك العجين، والتخلُّص من الماء الزائد.
- ترك اللُّب لمُدَّة ليلة واحدة؛ حتّى يجفّ.
- فَصل الورقة المُعاد تدويرها عن ورقة الجريدة في الصباح، ممّا يؤدّي إلى الحصول على ورقة جديدة.
خطوات إعادة تدوير الورق
تتمّ عمليّة إعادة تدوير الورق ضمن مجموعة من الخطوات على النحو الآتي:[4]
- التجميع: ويُقصَد بها: عمليّة تجميع الأوراق بمُختلف أنواعها من المُستخدِم بشكل مباشر، أو من أماكن مخصَّصة لتجميع الورق القابل لإعادة التدوير.
- الفرز: بعد تجميع الورق في أماكن مخصَّصة، تُفرَز الموادّ غير القابلة لإعادة التدوير، والتي تكون مُرفَقة مع الأوراق، ككبسات الورق المعدنيّة، وأوراق المُلاحظات اللاصقة، وغيرها، وتنتج عن عمليّة الفرز رُزَم كبيرة قد يصل وزن الواحدة منها إلى 454كغم تقريباً، ثمّ تُرسَل إلى المصنع المُختصِّ بعمليّة إعادة التدوير.
- صنع اللُّب: يتمثَّل دور المصانع بفكّ رُزَم الورق، ووضعها في أحواض كبيرة مُجهَّزة بالماء، والموادّ الكيميائيّة؛ حيث تتفكَّك الورقة في هذه العمليّة إلى ألياف، ثم تُجمع؛ لتُشكِّل اللُّب.
- غربلة اللُّب: يُوضَع اللُّب في صواني غربلة؛ للتخلُّص من الشوائب العالقة به، كالحشوات، والطلاء، والموادّ المُضافة.
- إزالة الأحبار: يدخل اللُّب إلى جهاز تعويم مُختصّ بإزالة الأحبار عن الورق، إذ تتمّ فيه إضافة موادّ كيميائيّة إلى اللُّب؛ حتى تُساعد الحبر على الانفصال عن الورق، وبعدها تُنفَخ فُقاعات هواء في الخليط، فتعلَق جزيئات الحبر في هذه الفقاعات، وترتفع إلى الأعلى حيث يتمّ التقاطها، وفَصْلها عن الخليط.
- التصنيع: تُؤخَذ الألياف الخالية من الشوائب، وتُخلَط مع لُبٍّ جديد، ويُحوَّل الناتج إلى مُنتجات ورقيّة جديدة قابلة للاستخدام.
أهمّية إعادة التدوير
تُقدِّم عمليّة إعادة التدوير لمختلف الموادّ المُستخدَمة العديدَ من الفوائد للبيئة، والمجتمع، منها:[5]
- التخلُّص من النفايات: تنتُج عن الاستخدام البشريّ نفايات بكمّيات هائلة؛ ففي الثمانينيّات، أرسلَ الأمريكيّون ما يُقارب 150 مليون طن من النفايات إلى مكبّات النفايات، ولذلك فإنّ من الجدير بالذكر العلم بأنّ عمليّة إعادة التدوير تُساهم في التقليل من كمّية النفايات المُرسَلة إلى مكبّات النفايات.
- التقليل من التلوُّث: عندَ وصول النفايات إلى المكبّات المُخصَّصة، والتي تكون عادةً بعيدة عن المناطق السكنيّة، حيث تحرص السُّلطات المُختصَّة على دفنِ هذه النفايات؛ للتخلُّص منها، وأثناء عمليّة تحلُّل هذه النفايات، تنتُج عُصارَة مُكوَّنة من مواد كيميائيّة، ترشح إلى أعماق التربة، فتُلوِّثها، وقد تصل إلى المياه الجوفيّة، وتجعلها غير صالحة للاستخدام، وبالرغم من استخدام الأغطية البلاستيكيّة، إلّا أنّ الكمّيات الكبيرة من النفايات تُقلِّل من فعاليّة عملها.
- إنتاج مواد جديدة: تستهلك عمليّة إنتاج مواد جديدة الكثير من الموادّ الخام الطبيعيّة، فمثلاً عند صناعة الورق، يتمّ قطع الأشجار؛ لاستخدام لُبِّ الخشب، وعندَ صناعة البلاستيك، تُستهلَك كمّيات من الوقود الأحفوريّ، فإذا أُعيدَ تدوير المواد القديمة؛ لتصنيع مواد جديدة، فإنّ ذلك يُقلِّل من استنزاف المواد الخام الطبيعيّة.
- تقليل استهلاك الطاقة: إنّ عمليّة صناعة مواد جديدة تستهلك طاقة أكبر من الطاقة اللازمة لإعادة تدوير مواد قديمة، إلّا أنّ هذه الحالة لا تنطبق على المواد جميعها، فمثلاً تستهلك صناعة البلاستيك طاقة أقلّ من إعادة تدويره، ولكن في المُجمَل، فإنّ إعادة التدوير تُقلِّل من استهلاك الطاقة اللازمة لتصنيع أنواع كثيرة من الموادّ.
المراجع
- ^ أ ب ت Gloria Lotha, Marco Sampaolo (11-7-2018)، "Recycling"، www.britannica.com, Retrieved 2-10-2018. Edited.
- ↑ Ed Grabianowaski (17-8-2007), "How Recycling Works"، science.howstuffworks.com, Retrieved 2-10-2018. Edited.
- ↑ "How to recycle newspaper", earth911.com, Retrieved 2-10-2018. Edited.
- ^ أ ب Educational In Nature (2011), Paper Recycling, USA: Georgia-Pacific Corporation, Page 4،6. Edited.
- ↑ Ed Grabianowski (17-8-2007), "Benefits of Recycling"، science.howstuffworks.com, Retrieved 3-10-2018. Edited.