-

الصبر على موت الأم

الصبر على موت الأم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصبر على موت الأم

إنّ من أعظم البلاء والنوازل في العبد موت الأهل؛ الوالد أو الوالدة؛ يُخصُ بالذكرِ فَقدُ الوالدة إذا كانت قريبةً من أبنائها تحبهم وترعاهم وكثيراً ما تتفقد أحوالهم، مُتصفةً بصفات الحنان والحب واللين والحِلم؛ ولذلك يصعب على ابنها أو ابنتها فَقدُها حتى لا يكاد يُصدّق ذلك؛ لكنّ الموت من سنن الله -تعالى- في كونه؛ وعلى المرء أنّ يُحسن التصرّف في حال نزول هذا الابتلاء؛ فعلى الولد ألّا يكون كثير التسخط والجزع والبكاء؛ ولا يجوز له أن يتمنى الموت للحاق بوالدته؛ فإنّ الميت يتأذى ممّا يتأذي منه الحيّ؛ فإن علم الحيّ أنّ والدته تتأذى من هذه المشاعر والأمنيات فعليه ألّا يأتيها؛ بل يُبادرُ إلى تمضية أوقاته على الشكل الطبيعي الذي يَجدرُ به، ويرضى بما قسمه الله -تعالى- له.[1]

برّ الوالدة بعد وفاتها

إنّ ممّا يُخفّف على العبد مصابه بوفاة والدته عِلمهُ أنّه يستطيع بِرها حتى بعد وفاتها؛ ويكون بِر الوالدة بعد وفاتها بعدّة أمورٍ، منها:[2]

  • الاستغفار لها.
  • الدعاء لها.
  • تنفيذ وصيتها بعد وفاتها.
  • توقيف عملٍ خيريٍ عنها تزداد حسانتها ببركته، ومن أمثلة ذلك؛ تعليم العِلم بإقامة المحاضرات في المساجد عن روحها، أو كفالة دعاةٍ في بلادٍ تحتاج للدعوة.
  • صلة الأرحام التي لا تُوصل إلّا بها.
  • إكرام صديقاتها، وبذلك وصّى النبي -عليه السلام-.

الرضا بقضاء الله

إنّ ممّا يستعين به العبد لاستقبال البلاء النازل فيه، إذا كان وفاة أحد المقرّبين منه على وجه الخصوص ما يأتي:[3]

  • الرضا بقضاء الله وقدره؛ فإنّ العبد المسلم يدرك أنّ الله -تعالى- قد كتب على العبد رزقه وأجله وهو في بطن أمه؛ فلا يَجدرُ به إلّا أنّ يُلاقي هذا القضاء بالرضا التام عنه.
  • الصبر؛ فالصبر أجره عظيمٌ وأثره كبيرٌ؛ به ينشرح الصدر ويثبت الأجر، وأفضل الصبر؛ أوله لحظة نزول البلاء وله عظيم الأجر والثواب.
  • الاحتساب؛ وهو أن يحتسب العبد أجره على الله -تعالى- على ما أصابه؛ فهذا يُخفف عنه مُصابه وما ألمّ به.
  • اليقين بنزول البلاء؛ فعلم العبد أنّ هذا الموت ابتلاء من الله -سبحانه- نزل فيه؛ وأنّ البلاء إذا نزل كان مُكفّراً للذنب وسبباً في رفع الدرجات؛هان عليه الابتلاء ويَسُر الرضا به.
  • الإيمان بالقدر خيره وشرّه؛ فإذا كان القدر نازلاً ولا شكّ؛ فإنّ من الخير استقباله والرضا به والصبر عليه.
  • الإيمان باليوم الآخر؛ وفي ذلك مواساةً لكلّ من فقد حبيباً عزيزاً؛ أّنّه ما من شكّ بوجود يوم آخرٍ يجمع الله -تعالى- به بين العبد ورُفقائه وأحبابه ويُدخلهم جنّاته إذا كانوا أهلاً لها.

المراجع

  1. ↑ "بعد موت أمي لا أستطيع أن أعيش حياتي بصورة طبيعية"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-3. بتصرّف.
  2. ↑ "حق الوالدين بعد وفاتهما"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-3. بتصرّف.
  3. ↑ "رسالة إلى من ابتلي بفقد حبيب أو قريب"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-3. بتصرّف.