حكم دخول الحائض المسجد
حكم دخول الحائض المسجد
ذهب جمهور الفقهاء من أصحاب المذاهب الأربعة إلى القول بعدم جواز دخول الحائض إلى المسجد ومكوثها فيه، فقد منع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الحائض من مصلّى العيد وأمرها باعتزاله لكونه داخلاً في حكم المسجد، ممّا يدل على منعها من دخول المسجد كذلك، أمّا مجرّد مرورها من المسجد لحاجةٍ فجائزٌ بلا حرجٍ، بشرط أن تأمن عدم تلويثه أو تنجيسه، كما لا يحلّ لها حضور حلقات الذكر والقرآن الكريم فيه، إلّا إن كان هناك موضعٌ خارج المسجد يصل إليه الصوت، بحيث تجلس فيه للاستماع للذكر، فهذا جائزٌ لجواز استماع الحائض للذكر والقرآن الكريم.[1][2]
حكم دخول الحائض إلى المسعى
يجوز للحائض الدخول إلى المسعى والمكوث فيه، فهو مشعرٌ مستقلٌ عن المسجد الحرام، كما أنّ الطهارة ليست شرطاً من شروط السعي، فإذا حاضت المرأة بعد طوافها جاز لها أن تسعى على قول عامّة أهل العلم، بل حكى ابن عبد البر إجماعهم على ذلك، وقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للسيدة عائشة -رضي الله عنها- حين حاضت: (اقضي ما يقضي الحاجُّ، غير أن لا تطوفي بالبيت)،[3] وظاهر الحديث السابق يدلّ على اختلاف حكم المسعى عن حكم المسجد، ممّا يدلّ على جواز مكوث الحائض في المسعى بلا حرجٍ شرعيٍّ، وسواءً كان ذلك لحاجةٍ أو دون حاجةٍ.[4]
حكم دخول الحائض لما يلحق بالمسجد
يرجع حكم مكوث الحائض فيما يلحق بالمسجد إلى نيّة من أوقف المسجد، فإن كان قد نواه جزءاً من المسجد فلا يجوز للحائض أن تدخله وتمكث فيه لكونه في حكم المسجد، وأمّا إن لم ينوِه من المسجد بل جعله مكاناً للمغاسل وغيرها فلا يٌعدّ من المسجد ولا تلحق به أحكامه، فيجوز للحائض حينها دخوله والجلوس فيه، وكذلك الحال بالنسبة للجُنُب.[5]
المراجع
- ↑ "دخول الحائض المسجد لحضور مجلس علم أو حلقة لتحفيظ القرآن"، www.islamqa.info، 2005-3-7، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-4. بتصرّف.
- ↑ "حكم جلوس الحائض في المسجد لسماع الدروس"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-4. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1211، صحيح.
- ↑ خالد بن سعود البليهد، "مكث الحائض في المسعى"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-4. بتصرّف.
- ↑ "دخول الحائض لما يلحق بالمسجد"، www.islamqa.info، 2003-1-9، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-4. بتصرّف.