حكم خدمة الزوجة لزوجها
حكم خدمة الزوجة لزوجها
اتفقتْ جماهير أهل العلم على جواز خدمة المرأة لزوجها، ولكنّ المستقرِء لآراء العلماء في هذه المسألة يجد أنّ الآراء الفقهية تعدّدت بعد الاتفاق على جواز الخدمة،[1] وبيان ذلك فيما يأتي:
الرأي الأول
ذهب كلٌّ الشافعية والحنابلة وبعض أئمة المالكية إلى أنّ خدمة الزوجة لزوجها ليست واجبةً عليها، لكنّ الأوْلى للزوجة لها أنْ تفعل ما جرت به العادة في مكانها وزمانها، واستندوا إلى أنّ عقد النّكاح بينهما إنما يقتضي الاستمتاع بها، ولا يقتضي استخدامها وبذل المنافع له، وذهبوا إلى أنّ الأحاديث الواردة في المسألة إنّما تدل على تطوّع الزوجة بالخدمة، وأنّه من مكارم أخلاقها،[1] بل إنّ من أهل العلم من أوجب على الزوج أن يأتي لزوجته بخادمةٍ في بيت الزوجية إذا كانت الزوجة ممن يُخدم أمثالها كما لو كانت مريضةً، أو كانت ذات منزلةٍ اجتماعيةٍ رفيعةٍ؛ وكانت تُخدم في بيت أبيها قبل زواجها، ويُعدّ هذا من جملة النفقة الواجبة لها على زوجها ما لم تتنازل عن هذا الحقّ ، أمّا إن كان الأمر ليس كذلك فلا يجب على الزوج أنْ يُحضِر لها خادمةً، وتخدم هي نفسها، ولكن لا يجب عليها خدمة زوجها.[2]
الرأي الثاني
يتبنّى طائفةٌ من أهل العلم رأياً مغايراً لِما سبق، وقالوا: على المرأة خدمة زوجها على نحو العُرف الذي جرى العمل به منذ عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى زماننا من غير إنكارٍ، وتشمل هذه الخدمة إعداد الطعام، وغسل الثياب والأواني، وتعهّد المسكن بالتّنظيف، ونحو ذلك من العُرف الدّارج، ولكن لا يصحّ تكليف الزوجة بالخدمة فيما فيه مشقَّة وإجهاد لها، وإنّما تكون خدمتها في بيت الزوجية بحسب قدرتها،[3] وأصحاب هذا الرأي استندوا لأدلةٍ كثيرةٍ، غير أنّ من أهمّها أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حكم بين علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- وزوجته فاطمة -رضي الله عنها- حين اشتكت إليه من ثِقَل ما تلقى من خدمة بيتها وزوجها، فحكم -عليه السلام- على فاطمة بالخدمة البيت داخل البيت، كالعجن والطبخ والفرش والكنس، وحكم على علي بالخدمة خارج البيت، وفرّق ابن تيمية في خدمة الزوجة لزوجها بتنوّع الأحوال واختلافها؛ فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية، وخدمة الضعيفة ليست كخدمة الضعيفة.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت محمد المنجد (28-6-2008)، "هل يجب على المرأة خدمة زوجها؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ نوح القضاة (26-7-2012)، "يجب الإتيان للزوجة بخادمة إن كانت مما يُخدم أمثالها"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ ابن جبرين (27-9-2001)، "هل يجب على المرأة أن تطبخ الطعام لزوجها"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.