-

حكم خدمة أهل الزوج

حكم خدمة أهل الزوج
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم خدمة أهل الزوج

استقرّ عند أهل العلم أنّ الحكم الشرعي في خدمة الزوجة لأهل زوجها هو عدم الوجوب، ولا يصحّ إلزامها به، سواءً كانت الخدمة مطلوبةً منها لوالد زوجها أو أمّه أو أيّ أحداً من أقاربه،[1] وبيان ذلك فيما يأتي:

التحقيق الفقهي في المسألة

إنّ ممّا يجدر ألّا يختلف فيه أنّه ليس من لوازم عقد الزواج أنْ تقوم الزوجة بخدمة أهل زوجها أو أي أحدٍ منهم، وليس في الشريعة الإسلامية ما يدلّ على إلزام الزوجة بأن تخدم أهل زوجها أو أنْ تساعد أمّ الزوج في أعمالها، ونحوه، وعلى الزوج أنْ يكون وقّافاً عند حدود الدين وأحكام الشرع، وألّا يُلزم زوجته شيئاً لم يلزمها به الشرع، وعليه أنْ يعلم أنّه لا طاعة له عليها لو أراد إجبارها على خدمة أهله؛ فأمره لها بذلك ليس له في شرع الله -عزّ وجلّ- نصيبٌ.[2]

تطوع الزوجة بخدمة أهل زوجها

تُنصح المرأة التي يُطالبها زوجها بتقديم خدمةٍ لأهله أو لوالدته أنْ تستجيب إنْ أرادت في حدود طاقتها وقدرتها، وفي حدود المعروف، وفعل هذا منها يعدّ إحساناً لعشرة زوجها، وبرّاً به، واحتساباً للأجر والمثوبة عند الله -تعالى-، وهذا ممّا لا شكّ فيه يجلبُ المودة بين الزوجين، ويُسهم في ديمومة المحبة في الأسرة، وعلى الزوجة أنْ تستحضر في ذهنها زمناً قد يأتي عليها تكون فيه بأمسّ الحاجة لخدمة من زوجات أبنائها، فإذا خدمت أهل زوجها بالقدر المعروف ضمن استطاعتها لعلّ الله -سبحانه- أنْ ييسّر لها من زوجات أبنائها من تقوم على العناية بها وتقديم الخدمة لها،[2] وإذا كان المولى -سبحانه- قد تكرّم على من أزال شجرةً من طريق المسلمين بالجنة يتنعّم فيها؛ فما بال الزوجة عند الله -تعالى- وهي تستجيب لأمر زوجها، تقوم على رعاية أو خدمة أحدٍ من أهله، يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ؛ في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِنْ ظَهْرِ الطَّريقِ، كانَتْ تُؤْذي النَّاسَ).[3][4]

المراجع

  1. ↑ محمد المنجد (4-8-2007)، "خدمة الزوجة لوالد زوجها"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد المنجد (29-10-2008)، "هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها؟ وبماذا ننصح الزوجين في هذا؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
  3. ↑ رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1914، صحيح.
  4. ↑ لجنة الإفتاء (27-12-2012)، "رعاية أهل الزوج سبب للأجر والثواب عند الله تعالى"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.