-

حكم الدعاء على الظالم

حكم الدعاء على الظالم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم الدعاء على الظالم

يجوز للعبد أن يدعو على الظالم، فقد قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ)،[1] وجاء في تفسير ابن كثير حول الآية الكريمة السابقة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ الله لا يحب بأن يدعو أحداً على أحدٍ إلّا إن كان مظلوماً، فقد أجاز له سبحانه أن يدعو على من ظلمه، كما جاء في تفسير السعديّ حولها أيضاً، أي يجوز للعبد أن يدعو على من ظلمه ويشتكي منه ويجهر له بالسوء كما جهر له، على ألّا يكذب عليه أو يزيد في مظلمته، ودون أن يتعدّى بشتم غيره، والعفو عنه أولى وأفضل.[2][3]

أحوال الدعاء على الظالم

للدعاء على الظالم أحوالٌ عديدةٌ، وفيما يأتي بيانها على وجه التفصيل:[4]

  • الدعاء عليه بما يعزله ويُزيل ظلمه فقط، وهذا حسنٌ.
  • الدعاء عليه بهلاك أولاده وذهاب أهله ونحو ذلك من الدعاء على من له علاقةٌ به رغم عدم حصول جنايةٍ منهم على العبد، وهذا منهيٌّ عنه لما فيه من أذيّةٍ لمن لم يتعدّ عليه.
  • الدعاء عليه بحصول آلامٍ كبيرةٍ في جسمه تفوق ما يستحقّه من عقوبةٍ، وهذا أيضاً لا يُتّجه إليه.
  • الدعاء عليه بأن يقع في معصيةٍ من المعاصي، كأن يُبتلى بشرب الخمر أو الوقوع في الزنا او نحو ذلك، وهذا من المنهيّ عنه أيضاً؛ لأنّ إرادة المعصية للغير تُعدّ معصيةً.

أحوال المظلوم مع الظالم

للمظلوم مع ظالمه ثلاثة أحوالٍ وخياراتٍ، وفيما يأتي بيانها:[5]

  • إمّا أن يعفو ويصفح عنه راجياً بذلك ما وعده الله -تعالى- به من أجرٍ جزيلٍ وثوابٍ عظيمٍ، وهذا هو أفضل الخيارات.
  • إمّا أن يأخذ حقّه ويقابل إساءة الظالم بإساءةٍ مثلها دون الزيادة عليها.
  • إمّا ألّا يعفو وعنه ويحتفظ بحقّه ليلقى الظالم عقابه وحسابه عند الله تعالى.

المراجع

  1. ↑ سورة النساء، آية: 148.
  2. ↑ "جواز الدعاء على الظالم ولو كان مسلماً"، www.fatwa.islamweb.net، 2008-11-24، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-3. بتصرّف.
  3. ↑ "حكم الدعاء على الظالم"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-3. بتصرّف.
  4. ↑ "تدعو عليه بزيادة الضلال"، www.islamqa.info، 2007-10-21، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-3. بتصرّف.
  5. ↑ "حكم فرح المظلوم بمصاب الظالم"، www.fatwa.islamweb.net، 2007-4-29، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-3. بتصرّف.