بحث عن يونس عليه السلام
الأنبياء والرسل
بعث الله سبحانه وتعالى النبيين والمرسلين للأمم لدعوتهم إلى دين الله تعالى مبشّرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب السماوية التي تضمّنت شرائع وأحكاماً تهدي الناس إلى سواء السبيل، وتُخرجهم من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الإيمان والتوحيد.
فضّل الله سبحانه وتعالى الأنبياء بعضهم على بعض، فمنهم من كلّمه الله كسيدنا موسى عليه السلام، ومنهم من اتخذه خليلاً كإبراهيم عليه السلام، وكما كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام خاتمهم وسيد بني آدم وحبيب الله. فمن هو يونس بن متى ؟ وما هي قصته مع قومه ؟
قصة سيدنا يونس عليه السلام
كان النبيّ يونس بن متى من أنبياء بني إسرائيل؛ حيث بعثه الله تعالى إلى أهل نينوى - وهي مدينة كبيرة في العراق، تقع بالقرب من نهر دجلة - الذين كانوا قوم أهل ضلالة وشرك وبعد عن منهج الله تعالى، حيث إنهم كانوا يعبدون صنماً يُقال له عشتار، ويعبدون ثوراً مجنحاً له خمسة أرجل ورأس إنسان.
أرسل الله سبحانه وتعالى النبيّ يونس عليه السلام ليدعوهم إلى توحيد الله والإيمان برسالته، فلم يؤمن به أحد، فاستبدّ الغضب بيونس عليه السلام لمّا رأى إنكار قومه لوجود الله، حتى إنّهم كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم كي لا يستمعوا إلى كلمات التذكير والنصيحة، فأنذرهم بعذاب الله تعالى.
خرج يونس غاضباً متوجّهاً إلى ساحل البحر، وبعد وصوله للساحل وجد مركباً يحمل رجالاً ومتاعاً، فطلب من أصحاب السفينة أن يحملوه معهم، فحملوه لمّا توسموا فيه الصلاح والتقوى، وقيل إنّهم كانوا يعرفونه، وعندما تعرّضت السفينة للأمواج والرياح الشديدة وكادت أن تغرق استهمّ القوم على أن يلقوا رجلاً منهم، فوقع الاختيار على سيدنا يونس عليه السلام؛ حيث ألقي به في البحر والتقمه حوت عظيم، وبقي في جوفه يدعو الله ويستغفره ويناجيه حتى كشف الله ما به من الغم، فقذفه الحوت إلى البر وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.
وبعد ذلك شاء الله أن يرجع يونس عليه السلام إلى قومه فيجدهم قد آمنوا بالله تعالى، بعد أن تضرّعوا وكشف الله عنهم العذاب، وقد بقي فيهم يُعلّمهم أمور دينهم حتّى إذا توفّي ضلوا من بعده واستحقوا العذاب.