-

خواطر فصحى قصيرة

خواطر فصحى قصيرة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الخاطرة

تتعدّد أنواع الفنون الأدبيّة، وتختلف في أسلوبها وسجَعها وصورها البديعيّة. واحدة من هذهِ الفنون هي الخاطرة التي تمتاز بسلاستها وجمال تصويراتها، وقربها للقلب. أجمل الخواطر الفصيحة كتبناها لكم في هذا المقال.

خواطر فصحى قصيرة

  • إننا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منا ونصير جزءاً منه، وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان، ويفقد القدرة على أن يرى غيرها، ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف أن اللّون الأسود جميل لكن الأبيض أجمل منه، وأن لون السّماء الرماديّ يُحرّك المشاعر والخيال ولكن لون السماء أصفى في زرقته، فابحث عن الصّفاء ولو كان لحظة، وابحث عن الوفاء ولو كان مُتعباً وشاقّاً، وتمسّك بخيوط الشّمس حتى ولو كانت بعيدة، ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها.
  • إن رحلت عنك يوماً، وحمحمت راحلتي إيذاناً بالغياب؛ فلملم رفاتي في أقبية الذاكرة، واصنع لي تابوتاً في خافقيك، وادفني في داخل روحك لأرافقك أينما رحلت، والجأ إلي إذا ما هبت عليك رياح غربتك، واستظلّ بفيئي لما يلسعك هجير الذّكريات، وتوسّد كلماتي إذا بعثرك اليتم وأوغلت روحك في وحشتها، لملمني دفئاً في مُقلتيك إذا ابتردت عليك أرصفة الأوجاع ومسافات الحنين. فسأبقى أحبّك كمان كنت وسأبقى إلى ما لا نهاية.
  • تخونني الكلمات، ويُشلُّ لساني عن التّعبير، وتخنُقني عبراتي كلما رأيتُ خطوط العمر تُزيِّنُ وجنتيكِ. وكلما رأيتُ تعب السّنين يُلقي بكاهلهِ ليُوشّح رأسكِ، يا أُمّي، يا منبع سعادتي، ضُمّيني إليكِ، فأنتِ الصّدر الوحيد الذي يُريحني من عبء سنيني، يا أُمّي المسي بيديكِ وجنتيّ، فيدُكِ المباركةُ هي الكفُّ الوحيد الذي أتمنّى أنّ أُلقي برأسي عليها كلَّما ضاقت بي دُنيتي، وصدركِ الملاذُ الوحيد الذي يُجرِّدُني من همومي، سرِّحي بيديكِ شعري، فأنا أشتاقُ لدفءِ الشّوقِ في صدركِ، أشتاقُ للمساتكِ وحنانكِ، يا أُمّي قُصِّي لي حكايةً وغنِّي لي بصوتكِ العذب الحنون، فأنا كلما رأيتكُ أشتاق لطفولتي، ومهما كبرتُ فأنا طفلكِ المُدلَّل الذي يرفض أن يكبر يوماً بين ثنايا صدركِ، بين يديك كبرت وفي دفء قلبك احتميت، بين ضلوعك اختبأت ومن عطائك ارتويت.
  • بعد أن أحببتك تغيّر كل شي في الكون، توقّفت الأرض عن الدّوران، تكسّرت عقارب الزّمان، أصبح النّهر مالحاً، وغدا البحر عذباً، صار القمر شمساً، والشّمس أقماراً، تغيّر طعم قهوتي، عُدت لزمن ولادتي، غيّرت موضع قلبي، صار على اليمين بعد أن كان على اليسار‍، رأيت الليل كالأنوار، ذُبت في مياهِ الأمطار، وأطلقت سراح كل الأسرار بعد أن أحببتك، أرجو أن يحميني قلبك من كل الأخطار.
  • قل لنفسك كل يوم أنا لست زيادة عدد في هذا العالم، فلن أغادره بلاِ أثر، حتى لو كنت فرحاً في قلب صديق منكسر، أو معطفاً تحت المطر.
  • أحبّها، وحنيني يزداد لها، عشقتها وقلبي يتألّم برؤية دمعها، أفهمها حين أرى الشّوق في عينها، كم تمنيت ضمّها، كم عشقت الابتسامة من فمها، والضّحكة في نبرات صوتها، لا بل الرّائحة من عطرها، سألتها كم تشتاقي لي، فأجابت: كاشتياق الغيوم لمطرها، اشتياق الحمامة لعشها، اشتياق الأم لولدها، اشتياق الليلة لنهارها، اشتياق الزّهرة لرحيقها، بل اشتياق العين لكحلها، اشتياق قصيدة الحب لمتيمها، بل اشتياق الغنوة للحنها. قلت لها: كل هذا اشتياق؟ قالت: لا، بل أكثر وأكثر، فأنت وحدك حبيبي في الدّنيا كلها، فرُحت أتغنّى بسحرها، أغزل كلام الهوى بعشقها، ومن أشعار الهوى أسمعها، لا بل لأجلها أنا حفظتها، فاحترت بم أوصفها، قلبي؟ لا فسوف أظلمها، حبي، ملكتي، صغيرتي، فكل هذا لا يكفي فأنا في الحب أظلمها، فروح روحي أسكنتها، ومعبودتي في الحب جعلتها، فيا طيور الحب أوصلوا لها سلامي وحُبّي وبأني أنتظرها، يا كلّ العالم قولوا لها، عشقي وهيامي، وكم اشتقت لقلبها.
  • تفاءل وثِق بالله، إذا ذكرتهُ فهو معك، وإذا استغفرتَ غفر، وإذا شكرت زاد، وإذا دعوت وطلبت أجاب. ما الذي تريده أكثر؟ الله عند حسن ظنّك وأكثر.
  • ودّعتها والشّوق بيني وبينها بحور، ودّعتها رغم خوفي والوله مجبور، الحزن في يديها بيأسٍ يشدنّي، كل دربٍ عنها بعيد يصدني، ولا أدري المحبة هي التي ضيعتني أم أنا من ضيعتها؟
  • ليس مُهمّاً أن تروق للآخرين بفكرك وفعلك، فالمهم أن تبحث عن رضا الله عنك، وتبقى أنت في حدود رضاك عن نفسك.
  • بر الوالدين قصة تكتبها أنت، ويرويها لك أبناؤك فأحسن الكتابة.
  • إن لم تحصل على ما أردت يوماً فلا تقل من سوء حظي، بل قُل لعل الله أراد لي الأفضل.
  • لا تَخف أبداً أن تَرفع صوتك من أجلِ الصدقِ والحقيقةِ، ومن أجلِ التّعاطُف ضد الظلمِ، والكذبِ، والطمعِ، لو فعل كل الناس ذلك سيتغير العالم.
  • لا بد لشعلةِ الأمل أن تُضيء ظُلماتِ اليأس، ولا بد لشجرةِ الصّبر أن تَطرح ثمار الأمل.
  • لن يهتم الناس بك حتى تهتم أنت بنفسك.
  • القرارات والخطط هي مجرد نوايا أو غايات حسنة، ما لم تتحوّل على الفورِ إلى عملٍ جاد.
  • أحياناً يُغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه، وننسى أنّ في الحياةِ أشياء كثيرةٍ يُمكن أن تسعدنا، وأن حولنا وجوهاً كثيرةً يمكن أن تضيء في ظلامِ أيامنا شمعة، فابحث عن قلبٍ يمنحك الضّوء، ولا تترك نفسك رهينةً لأحزانِ اللّيالي المُظلمة.
  • إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي، وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطّيور وقد عادت تغني، وسوف ترى الشّمس وهي تلقي خيوطها الذهبيّة فوق أغصان الشّجر، لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً، وقلباً جديداً.
  • علّمني صمتي أن ليس كُل من يضحكُ مع النّاس مسروراً، أن لا أجرح مشاعر الآخرين؛ لأن الإنسان يشبهُ الورقة تماماً إذا مزقتها يصعُبُ جمعها، أن أُساعد من يحتاجني لكسب احترامه ومودّته ورضا الله، واكتشفتُ أنّ صمتي عالمٌ لا يفهمهُ إلا أنا.
  • شعرتُ أنّ صمتي أجمل من أن أكسره لأقول شيئاً قد لا يفهمهُ الآخرون.‬
  • القُلوبُ البيضاء قلوبهمْ بلونِ الثّلج، أحلامهُمْ بنقاءِ الماء، خَيالهم باتساعِ السماء، لَدَيهِم قُدرةٌ على التّسامحِ بلِا حدودْ، ويتَمَتَعون بقدرةِ الاغتسال بماءِ الأماني، وقدرةِ الحِلم والانغِماسِ فيه إلى آخر قَطَرَاتِه، لا يَنتَظِرون مرارة الأحزَان مِن يدٍ صافَحَتهُم، قلوبٌ بيضاء في زمنِ القُلوبِ الملّونة، طُقوسهُم وأيَامهم ولَوحاتهُم مُلونة بالتفاؤل، ويَتَعَلمون من أخطائِهم بسهولة، يمنحون القلوب حولَهم ثِقة مُتناهِية، ولا يَلمَحون اللَّون الأسود في الحياةِ، يقتَرِبون مِن الأرواح التي تَمُر في حياتِهم حَد الالتصاق، يتعَلّقون بالتّفاصيل والبقايا كثيراً، ترافقهم حسن النيّة بالآخرين دائماً.