مراحل تكون الجنين في الشهر الأول
الجنين
يبدأ الجنين النمو والتطور منذ التقاء الحيوان المنوي والبويضة واتحادهما معاً، وعلى الرغم من ضآلة حجم الجنين خلال الشهر الأول من الحمل إلا أنه يمر بمراحل مهمة من مراحل تكوينه، والتي لم يستطع العلم الكشف عنها إلا بعد التطور التكنولوجي الذي حصل في العصر الحديث، واختراع المجاهر الإلكترونية.
مراحل تكون الجنين في الشهر الأول
من الصعب أن تظهر علامات الحمل على الحامل خلال الأسبوع الأول من الحمل، إلا أنها قد تتعرض إلى زيادة بسيطة في درجة حرارتها، وهناك عدة مراحل يمر بها الجنين خلال الشهر الأول من الحمل؛ وهي:
مرحلة تكوين الزايغوت
خلال مرحلة التبويض تلتقي الحيوانات المنوية مع البويضة الناضجة في قناة فالوب، ويخصب حيوان منوي واحد البويضة، وفي تلك اللحظة يقفل الحيوان المنوي جدار البويضة لمنع اختراق أي من الحيوانات المنوية الأخرى لها، ويطلق على البويضة في هذه الحالة اسم الزايغوت، ولا يتعدى حجمها 0.2 ملم، وفي لحظة الإخصاب يفرز الزايغوت بروتين الحمل الأولي؛ وهو بروتين مهم لإتمام عملية الحمل، حيث يتثبط عمل الجهاز المناعي لمنع رفض الجسم للبويضة المخصبة.
مرحلة الانقسام الخلوي
تبدأ البويضة المخصبة مسيرتها في قناة فالوب متوجهةً نحو الرحم منذ لحظة إخصابها، وخلال هذه المسيرة تبدأ البويضة بالانقسام الخلوي؛ حيث تنتج خلايا مماثلة للخلية الأصلية المكوّنة لها، والتي تتمايز وتتخصص في المراحل القادمة من الحمل لتشكل أجهزة الجنين المختلفة، وتستمر هذه الخلايا بالانقسام والتضاعف، وتصل إلى الرحم بعد ثلاثة أيام تقريباً من الإخصاب، وتظهر البويضة في هذه الفترة على شكل ثمرة التوت، ويتراوح عدد الخلايا المكونة لها من 13-32 خلية متماثلة.
مرحلة الكيسة الأرمية
تستمر البويضة المخصبة في الانقسام حتى يصل عدد خلاياها إلى 500 خلية، وتتخذ مكانها في الرحم خلال ذلك، ثم تنقسم إلى جزأين؛ داخلي وخارجي، حيث يشكل الجزء الداخلي منها الجنين، بينما يشكل الجزء الخارجي منها الأرومة الغاذية، وتكون مسؤولة عن تأمين الغذاء للجنين، وعند اقتراب الكيسة الأريمية من جدار الرحم تلتصق به مباشرةً، وتحصل على التغذية من الشرايين الدموية الموجودة فيه، وفي اليوم الثاني عشر من الحمل تخرج الزغابات دقيقة من الأرومة الغاذية، والتي تنمو وتتصل مع بعضها لتكوّن المشيمة.
مرحلة انقسام الجنين
يقدر طول الجنين في اليوم الرابع عشر من الحمل بحوالي 0.1 سم، ويبدأ بالانقسام إلى ثلاث طبقات؛ وهي:
- الطبقة العلوية: وتعرف بالأديم الظاهر، وتتمايز فيما بعد لتشكل الجهاز العصبي.
- الطبقة الوسطى: وتعرف بالأديم المتوسط، وتتمايز فيما بعد لتشكل القلب، والجهاز الدوراني، والدم، والعظم، والعضل، والمبيضين، والخصيتين.
- الطبقة الداخلية: وتعرف بالأديم الباطني، وتتمايز لاحقاً لتشكل باقي أعضاء الجسم الداخلية.