مفهوم المواطنة وحقوق الإنسان
مفهوم المواطنة
المواطنة هي تمتّع الفرد بعضويته بدولة ما، وبذلك فإنه يمنح عدداً من الامتيازات بناءً على هذه العضوية؛ وسياسياً؛ فإن المواطنة هي جُملة من الحقوق التي تصونها دولة ما لكل من يحمل جنسيتها، وتفرض عليه التزامات خاصة بها، وتحفّز الفرد على المشاركة بكل ما يعزز شعور الانتماء فيه نحو وطنه.
كما يمكن تعريف المواطنة بأنها مفهوم تاريخ شامل ومعقد ذا أبعاد متعددّة ومتنوعة فيما بينها؛ سواء كان على ذلك الصعيد المادي أو القانوني، كما أنها تؤثر أيضاً في الجانب الثقافي السلوكي، وفي بعض الدول تتأثر المواطنة بالنضج السياسي، والرقي الحضاري للأفراد في مجتمع ما.
العناصر الأساسية للمواطنة
- العنصر المدني: يشمل العنصر المدني كل من الحريات الفردية، والتعبير، والاعتقاد، والإيمان، وحق التملك، بالإضافة إلى حق المساواة والعدالة، ويمكن تحقيق هذا العنصر في المؤسسات القضائية.
- العنصر السياسي: يشير إلى الحق الذي يتمتع به الفرد، ويمنحه الفرصة في أن يكون عنصراً فعالاً في الحياة السياسية في المجتمع، ويمكن تحقيق هذا العنصر من خلال المشاركة بانتخاب مجلس النواب والبرلمان بشكل عام.
- العنصر الاجتماعي: ويُشير إلى كل ما يتمتع به الفرد من خدمات تحقق الرفاهية الاجتماعية، وإشباع حاجة الفرد الاقتصادية، ويشمل هذا العنصر التعليم وحسن الرعاية الصحية، ويُشار إلى المواطن المتمتع بالمواطنة الصالحة في حال توفر خصائص اجتماعية معينة ذات معنى سياسي؛ كالحقوق، والواجبات، والالتزامات، والحرية في اتخاذ القرارات التي تمت للمصلحة الخاصة بصلة.
حقوق الإنسان
حقوق الإنسان هي الحريات التي تنسب للإنسان تلقائياً بمجرد ولادته، وتأتي دون ضرورة لاعتراف الدولة بها، وتُعّد من الأمور المقدسة ذاتياً وتستوجب ضرورة مُلحة في مراعاتها الدائمة، وصيانتها من عدم الانتهاك وعدم المساس، إذ تحفظ الإنسان وتجنبه الاضطهاد والعبودية والتبعية.
أبعاد حقوق الإنسان
- بُعد فلسفي: يهتم هذا البُعد بحقوق الإنسان باعتباره أمراً مقترناً بالطبيعة الإنسانية، إذ ينظر البعد الفلسفي للحقوق الإنسانية على أنها قيم ومبادئ ينفرد بها العنصر الإنساني عن غيره من الكائنات الحية كونه عاقلاً وحراً، بالإضافة إلى امتلاكه امكانيات جسدية وفكرية.
- بعد تاريخي: يُعنى هذا البعد بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان من قيم ومبادئ ذات صنع بشري عالمي مشترك بين كافة الحضارات والأجناس.
- بُعد قانوني: يأتي القانون ليؤكد على ضرورة صيانة حقوق الإنسان بجعلها امتيازات متأصلة مع الطبيعة البشرية؛ وبالتالي جعلها حقوقاً ذات ضمانة قانونية دولية ووطنية، وتقع على عاتق المنظمات الدولية والجهات القضائية في مختلف الدول مسؤولية ضمانها وصيانتها.
المواطنة وحقوق الإنسان
تختلط لدى الأفراد مفاهيم حقوق الإنسان والمواطنة؛ إلا أن هناك ضرورة مُلحة في التفرقة بينهما ليكون الإنسان في أعلى درجات العلم والدراية بمنظومة الحقوق الأساسية للإنسان والمواطن في آن واحد.
حقوق الإنسان سلسلة من المواثيق والإعلانات والاتفاقيات والقوانين الدولية المرتبطة بشكل وثيق بحريات الإنسان بغض النظر عن موقع ذلك الفرد فوق الكرة الأرضية، ومن أهم المواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان: الشرعية الدولية لحقوق الإنسان شاملةً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدولييّن لحقوق الإنسان.
أما فيما يتعلق بحقوق المواطنة فإنها على العكس تماماً من حقوق الإنسان، إذ تقتصر بطبيعتها على تقديم الدولة لهذه الحقوق لحامل الجنسية سواء كانت أصلية أو مكتسبة دون غيره، وتفترض هذه الحقوق تحقيق المساواة بين مختلف أبناء الدولة، وتقديم فرص متساوية من حيث الحياة السياسية والعامة، أما حقوق الإنسان فإنها تشمل كافة أبناء الكرة الأرضية.
