-

آثار جنوب لبنان

آثار جنوب لبنان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

لبنان

لبنان، بلد عربي يقع في غرب قارة آسيا، وهو بالأصل كان ضمن بلاد الشام، حيث تحده من الشمال الجمهورية السورية، ودولة فلسطين من الشرق، ومن الجنوب تركيا. نظام لبنان السياسي جمهوري، ديمقراطي، والديانة الرسمية فيه الديانة المسيحية، مع وجود الطوائف الأخرى من المسلمين، السنة، والشيعة، والدروز.

يتمتع لبنان بمناظر طبيعية خلابة، وجو معتدل في أكثر فصول السنة، وهو بلد الثقافة، والحضارة، والجمال، حيث برز فيه عدد كبير من مشاهير الوطن العربي، والذين يعدون قائمات في مسيرة الأدب، والشعر، والموسيقى، أمثال: جبران خليل جبران، ووديع الصافي، وفيروز، وغيرهم. في هذا المقال سأسلط الضوء على بعض الآثار المشهورة في منطقة جنوب لبنان.

آثار جنوب لبنان

قلعة صيدا البحرية

يعود تاريخ بناء قلعة صيدا البحرية لبداية القرن الثالث عشر، ففي إحدى الجزر المواجهة للمرفأ الشمالي، عمّر الصليبيون قلعة تتصل بالشاطئ، ووصلوها به بجسر ثابت يقسم إلى قسمين، قسم ثابت، والقسم الآخر متحرك، بطريقة يمكن فيها رفع القسم المتحرك، وعزل القلعة عن البر تماماً.

تم بناء القلعة على عدة مراحل بين عام ألف ومئتين وستة وعشرين، وألف ومئتين وواحد وتسعين، وهو تاريخ سقوط مدينة صيدا بأيدي المماليك.

بدأ العمل بالقلعة سنة ألف ومئتين وسبعة وعشرين على أيدي الصليبيين، على آثار وصول الإمبراطور فريدريك الثاني، وقد تم بناؤها بالحجارة، وعناصر بنائها تم اقتلاعها من مبانٍ أخرى قديمة، تعود لفترات سبقت العهد الصليبي، وهذا يظهر بوضوح في الجدران التي تتألف من مجموعة من الأعمدة التي يعود تاريخها للعهد الروماني.

تتألف قلعة صيدا من برجين متصلين بجدار، يقابل جداراً آخر، ومنه كان المدخل إلى القلعة، والتنقل من برج إلى برج يكون عن طريق درج جانبي يقع بمحاذاة الجدران المؤدية إلى مدخل القلعة، يوصل إلى قمة القلعة، وبين البرجين توجد صالة كبيرة كانت مقراً للملك لويس الرابع عام ألف ومئتين وأربعة وخمسين.

تظهر في القلعة جلياً الترميمات، والإضافات التي أضيفت للقلعة أيام المماليك، وخصوصاً في البرج الغربي، مما جعلها تبدو أقوى في حالتها مما كانت عليه سابقاً. موقع القلعة مهم واستراتيجي، كونها تقع أمام مدخل المرفأ، لذا اعتبرت صمَام الأمان لكل داخل، وخارج.

قلعة الشقيف أرنون

تبعد قلعة الشقيف عن بيروت حوالي تسعين كيلومتراً، وعن مدينة النبطية حوالي سبعة كيلومترات، وقد قيل أن الرومان هم من بنوا القلعة، واستعملوها كنقطة للمراقبة، ولحشد الجيوش، إلا أن الصليبيين طوروا بناءها، واستخدموها كمركز لتدريب الجيوش، والمراقبة، حيث إنّ آثارها تدل على القادة الكبار الذين كانو يأوون إليها، ويتحصنون فيها وقت وقوع المعارك، والحروب.

بنيت قلعة الشقيف في شكل هندسي جميل، ومثير للجدل لكثرة الأنفاق، والمخابئ الموجودة فيها، وهي تعتبر من أكبر القلاع الموجودة في لبنان بعد قلعة بعلبك.

تتألف القلعة من عدة طوابق، في مدخلها نجد آثاراً لحوض كبير كان يجمعون فيه الماء، وبالقرب منه هناك آثار لقرية كانت تابعة للقلعة، كما أننا نجد أيضاً حوضاً آخر للماء داخل القلعة، كما أن لها جسراً متحركاً من جهة الجنوب كان يفتح، ويغلق عند الحاجة، وبالقرب من الزاوية الشمالية الغربية للقلعة توجد مبانٍ ضخمة، وفي الغرب نجد أحواض ماء محفورة بالصخر، وفي وسط القلعة نجد الكنيسة اللاتينية ذات السقف المصلب، والباب الغوطي المؤدي للقلعة الغربية، وفي هذا الجانب أقسام أقدم من الأقسام التي بناها الصليبيون، وتظهر عليه آثار من العصور الوسطى.