-

نشأة وسائل الإعلام

نشأة وسائل الإعلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الإعلام والاتِّصال الجماهيريّ

يُعَدُّ الإعلام وسيلة التواصُل الأساسيّة مع الجماهير، حيث يعتمد عامّة الناس على الإعلام بوسائله المختلفة من جرائد، ومَجلّات، وراديو، وتلفاز، وإنترنت؛ من أجل الوصول إلى المُستجِدّات في عالَم السياسة، والاقتصاد، والترفيه، علماً بأنّ وسائل الإعلام تتعدَّد؛ لتضمن تنويع أساليب وصولها إلى الناس؛ بهدف تغطية أكبر عدد مُمكن من الجمهور، بكافّة اهتماماته، واحتياجاته.[1]

إنّ استخدام الوسائل الإعلاميّة يتيحُ المجال؛ لإيصال المحتوى الإعلاميّ إلى عدد كبير من الناس، وبأماكن، وأوقات، ولغات مختلفة؛ حيث تُسمَّى ب(وسائل الاتِّصال الجماهيريّ) تِبعاً لذلك، واليوم تتنافس وسائل الاعلام التقليديّة؛ لحَجز بصمة لها ضمن نطاق الإنترنت؛ وذلك لتحقيق هذا الانتشار الجماهيريّ الواسع، إذ إنّ وسائل الإعلام المَحلّية لا تُولي أهمّية كُبرى للانتشار الواسع خارج حدود الدولة مثلاً، ومع ذلك قد تنال هذه الوسائل المَحلّية سُمعة مرموقة، ومكانة مُقدَّرة لدى سُكّان الدولة، ممّا يبرز الأثر البالغ لصياغة الرسائل الإعلاميّة، والاهتمام بشؤون الناس، وتسليط الضوء على إنجازاتهم، وحياتهم اليوميّة في نسبة ولاء المشاهد، والقارئ، والمُستمِع، حيث إنّ الوسائل الإعلاميّة لا تقتصر مضامينها على الأخبار، بل إنّ هناك جانباً ترفيهيّاً رئيسيّاً، وتثقيفيّاً، وتربويّاً، وتعليميّاً لا يقلُّ أهمّية عن نشرات الأخبار في التلفاز، والإعلانات في الصُّحُف، والأخبار العاجلة في المِذياع، كما أنّ فَهم الاتِّصال الجماهيريّ، واختبار مدى تأثيره في الجمهور ما هو إلّا جزء لا يتجزّأ من فَهم ثقافة الناس، وفِكرهم، ومشاعرهم، وهذا ممّا يدلُّ على أهمّية الإعلام، ومركزيّة دوره.[2]

نبذة عن نشأة وسائل الإعلام

الوسائل المقروءة

بدأت رحلة الطباعة منذ أن بدأ العالِم الألمانيّ يوهان غوتنبرغ بابتكار، وتطوير الطابعة، وذلك منذ عام 1440م، إلى أن ظهرت أوّل صحيفة ألمانيّة في العالَم عام 1605م، ثمّ تلاها صدور أوّل صحيفة باللغة الإنجليزيّة عام 1620م، ليشهد القرن السادس عشر اختراعاً طوَّر وسائل الاتِّصال إلى الأبد، حيث تشمل الوسائل المقروءة ما يُمكن طباعته كلّه من أوراق، وصُحُف، وكُتيِّبات، ومَجلّات، ودوريّات، ونشرات، ولافتات، كما أنّ الصحافة تُعتبَر وسيلةً كتابيّةً؛ للإعلام، ونَشر الأخبار، والثقافة، وهي من الوسائل التي لا زالت مُسيطرةً على المجال الإعلاميّ على الرغم من التطوُّر الإعلاميّ؛ إذ إنّها من الوسائل التي تنقل كلّ ما يدور في أنحاء العالَم كلّه للناس، وبصورةٍ دقيقةٍ، وهي نافذةُ العالَم؛ لإلمامها بكلّ ما يخصّ السياسة، والاقتصاد، والعلوم، والثقافة، والفنّ، والموسيقى. ومن الجدير بالذكر أنّ الطباعة كانت في الماضي حِكراً على الطبقة الثريّة؛ نظراً لاستخدام أداة مُتطوِّرة، الأمر الذي تغيَّر في الوقت الحاليّ؛ بسبب النَّشر الإلكترونيّ، والذي من شأنه إعطاء مساحة لعدد أكبر من الناس؛ للنَّشر.[3][4]

الوسائل المسموعة

وهي الوسائل التي تنقل الأخبار، والبرامج إلى الناس، فتصلُهم من خلال السَّمع فقط، ومن هذه الوسائل: الإذاعة، والتسجيلات الصوتيّة، حيث تُعتبَر الإذاعة وسيلةً إعلاميّةً مسموعةً واسعة الانتشار مُقارنة بالوسائل المسموعة الأخرى، كما أنّها تختلف عن الوسائل المقروءة، مثل الصحافة، بتعدِّيها الحدود الزمانيّة، والمكانيّة؛ إذ إنّها تصل إلى كلّ مكانٍ، وطوال اليوم، وهي وسيلةٌ تُرضي مختلف الأذواق، والأعمار، والمُستويات التعليميّة، والثقافيّة. ومن الجدير بالذكر أنّ الوسائل الاتِّصالية المسموعة تطوَّرت عَبر العديد من المحاولات، وذلك منذ ثلاثينيّات القرن التاسع عشر؛ فقد دأب العالِمان: ماكسويل، وهيوز على تطوير النظريّة الكهرومغناطيسيّة، ممّا ساهم في اختراع التلغراف، ثمّ ظهرت الموجات الهرتزيّة التي اكتشفها هاينريش هيرتز عام 1888م، ثمّ بدأ العالِم تسلا عام 1893م باستخدام الطاقة اللاسلكيّة كوَسط ناقل للموجات الصوتيّة إلى أن بدأ أوّل بَثٍّ إذاعيّ في أوائل القرن العشرين.[5][4]

الوسائل المرئيّة والمسموعة

بدأت هذه الوسائل؛ نتيجة لتضافُر جهود عالِمَين، وذلك بدَمج اختراعَيهما؛ ففي عام 1830م دَمَج صمويل مورس التلغراف مع اختراعه المعروف بشفرة مورس، حيث استطاع من خلاله إرسال أوّل رسالة تلغرافيّة عام 1844م، ممّا أحدث ثورة في مجال الاتِّصالات آنذاك، ثمّ جاء ألكسندر غراهام باختراعه للهاتف عام 1876م، حيث تمّ عبره تحويل الإشارات الصوتيّة إلى إلكترونيّة، وقد شهد هذا الاختراع تطوُّراً تقنيّاً في تسعينيّات القرن العشرين، أمّا التلفاز، فقد كان وسيلة الاتِّصال الجماهيريّة، حيث تمّ التوصُّل إلى اختراعه بعد عدّة محاولات، واختراعات مُتفرِّقة، ومن الجدير بالذكر أنّ تاريخ أقدم أشرطة البَثّ التي كانت تبثُّ الأخبار، والأحداث بشكل غير مباشر يعود إلى ما بَعد الحرب العالَميّة الثانية.[4]

شبكة الإنترنت

يُعتبَر الإنترنت وسيلةً للتعليم، والترفيه، والتجارة، والإعلانات، والمحاورات، والنقاشات باختلاف الحدود الزمانيّة، والمكانيّة، وذلك من خلال مختلف المواقع ذات التخصُّصات المُتعدِّدة، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ شبكة الإنترنت ترفع من تجربة المستقبل التفاعُليّة، وذلك من خلال خدمة البريد الإلكترونيّ، وشبكات التواصُل الاجتماعيّة، علماً بأنّ مضاعفة سُرعة التواصُل، ونَقل المعلومات تُعتبَر واحدة من أهمّ الميِّزات التي أضافتها شبكة الإنترنت، ممّا جعلها من أكثر الوسائل المناسبة للاستخدام في العصر الحاليّ، أمّا في ما يتعلَّق ببدايات ظهور مصطلح الإنترنت، فإنّها تعود إلى العام 1973م لتبدأ شبكة الإنترنت العالَميّة، أو ما يُعرَف بالمواقع الإلكترونيّة على الشبكة العنكبوتيّة عام 1991م، وفي عام 1994م، تمّ إنشاء أوّل موقع؛ لتبادل رسائل البريد الإلكترونيّ. وبالنظر إلى ما يُعرَف ب(وسائل التواصل الاجتماعيّ)، فقد بدأت بمنصّة (فيسبوك) عام 2004م، لتليها في عام 2005م منصّة (يوتيوب)؛ لتبادُل، ونَشْر مقاطع الفيديو المُسجَّلة، ثمّ كان العالَم مع موعد لمنصّة جديدة، وهي (تويتر) المُخصَّصة؛ للتدوين المُصغَّر، وتوالت المنصّات، وتعدَّدت أشكالها، حيث رافق ذلك تطوُّرٌ هائلٌ، ومُتسارعٌ في إمكانات الهواتف الذكيّة، وتطبيقاتها.[6][4]

إيجابيات وسلبيّات الإعلام ووسائله

تتعدَّد الإيجابيّات، والسلبيّات لكلّ وسيلة، ولا شَكّ أنّ لطبيعة الاستخدام أثرها البالغ في ذلك، إلّا أنّه لا بُدّ من ذِكر أحد أبرز مظاهر الإيجابيّات، والسلبيّات في الإعلام، وذلك على النحو الآتي:[7]

  • إيجابيّات الإعلام: ومنها ما يأتي:
  • تسهيل التواصُل؛ ففي الوقت الذي كان فيه التواصل شبه معدوم مع العالَم الخارجيّ، فإنّ الإعلام اليوم يساهم في نَقل الأخبار في اللحظة نفسها.
  • المساعدة على تحفيز التجارة؛ فهي تُسهِّل التواصُل بين البائع، و المُشتري، و بين المُنتِج، و المُستهلِك، ممّا يجعل التجارة في حركة مُستمِرّة.
  • المساعدة على انتشار الثقافات، والفنون، وذلك من خلال عرض أهمّ ما يُميِّز كلّ ثقافة، وفنّ، حيث يستطيع البشر من خلالها استكشاف عوالِمَ مختلفة عن عوالِمهم، والاستنارة بأفكار جديدة.
  • إعطاء الصوت لمَن لا صوت لهم؛ إذ يتمكّن المُراسِلون من نَقْل قصص حيّة من مختلف أنحاء العالَم، والتي لم يكن من الممكن الوصول إلى عدد كبير منها دون الإعلام.
  • سلبيّات الاعلام: ومنها ما يأتي:
  • تمكين سُلطة ذوي القوّة؛ فالإعلام هو وسيلة يشتريها الأغنياء؛ للتأثير في العامّة بما فيه مصلحة الأغنياء، ممّا يزيد من قوّة القويّ، وسُلطته، واحتكاره لصُنع القرار.
  • نَشر الأكاذيب؛ حيث تستخدم الأنظمة السُّلطوية الإعلامَ كأداة؛ للتحكُّم في أفكار الناس، واهتماماتهم، واعتقاداتهم.
  • تقليل التنوُّع الثقافيّ؛ حيث إنّ أغلب سُكّان العالَم اليوم يستهلكون المادّة الإعلاميّة ذاتها، ممّا قد يُهدِّد تنوُّع الثقافات، وخصوصيّتها في كلّ منطقة.
  • تهديد التواصُل بين الأفراد على المستوى الشخصيّ؛ فعلى الرغم من وصول وسائل الإعلام إلى الناس في مختلف بِقاع الأرض، إلّا أنّ انتشارها قد يُهدِّد التفاعل الاجتماعيّ بي الأفراد.

المراجع

  1. ↑ "What Is Mass Media? - Definition, Types, Influence & Examples", study.com, Retrieved 1-1-2019. Edited.
  2. ↑ "What is Mass Media?", wisegeek.com, Retrieved 1-1-2019. Edited.
  3. ↑ Angela Oswalt, "Types Of Media "، mentalhelp.net, Retrieved 1-1-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Richard Munoz, "The Evolution of Communication through the Centuries"، mobilecon2012.com, Retrieved 5-1-2019. Edited.
  5. ↑ "Radio as a Medium of Mass Communication", ukessays.com,16-10-2017، Retrieved 1-1-2019. Edited.
  6. ↑ Marwan Kraidy, "THE INTERNET AS A MASS COMMUNICATION MEDIUM "، eolss.ne, Retrieved 1-1-2019. Edited.
  7. ↑ "the pros and cons of mass media"، waldenu.edu، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2019. بتصرّف.