-

أول باب في كتب الفقه

أول باب في كتب الفقه
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أول بابٍ في كتب الفقه

عادة الفقهاء أنّهم يعرضون الفقه في أبوابٍ متتاليةٍ، ويرتبونها ترتيباً منطقياً بحيث تؤدي مباحث الباب الأول إلى مباحث الباب الثاني، وبحيث تظهر العلاقة بين كلّ بابٍ والباب الذي يليه، فيكون من السهل على الباحث في الفقه أن يجد الأحكام المتقاربة متناسقةً ومجتمعةً في مكانٍ واحدٍ، وأول ما يبدأ الفقهاء بعرضه هو فقه العبادات، ثمّ فقه المعاملات، ثمّ فقه الأسرة، ثمّ فقه الجنايات والحدود والقضاء، والسبب في بدئهم بالعبادات؛ أنّها غاية خلق الخلق جميعاً، وأول العبادات الصلاة، فهي عماد الدين، لذلك يبدأون بها، ثمّ يجعلون باب الطهارة أولها؛ لأنّها أول شرطٍ من شروط الصلاة، سواءً أكانت طهارةٌ من الخبث للثوب، أو البدن، أو المكان، أو كانت طهارة حدثٍ، من حدثٍ أصغرٍ، أو أكبرٍ، وهكذا يظهر أنّ الترتيب المنطقي يبدأ من أحكام الطهارة؛ لأنّ التخلية تسبق التحيلة، ثمّ يبنى عليها ما تبقى بعد ذلك.[1]

أهم الكتب الفقهية للمذاهب الأربعة

إنّ المصنفات الفقهية كثيرةً متنوعةً، منها ما اختص بذكر فروع مذهبٍ من المذاهب، إمّا بذكر الدليل أو دون ذكره، ومنها ما جمع أقوال العلماء في كلّ مسألةٍ من المسائل مع ذكر أدلّة كلّ قولٍ، وفيما يأتي بيان أهم الكتب الفقهية لكل مذهبٍ من المذاهب الأربعة: [2]

  • المذهب الحنفي: كتاب رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين رحمه الله، وكتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني رحمه الله.
  • المذهب المالكي: كتاب المدونة لسحنون، وكتاب حاشية مواهب الجليل في شرح مختصر خليل للحطّاب.
  • المذهب الشافعي: كتاب الأم للإمام الشافعي رحمه الله، وكتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله.
  • المذهب الحنبلي: كتاب الفروع لابن مفلح رحمه الله، وكتاب كشاف القناع عن متن الإقناع للبهوتي.

تطور الفقه الإسلامي

كان المسلمون في حياة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يتلقون الأحكام الشرعية منه بشكلٍ مباشرٍ، وكان القرآن الكريم ينزل موجهاً، ومرشداً، ومفتياً، وموضحاً لما يشكُل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته رضي الله عنهم، وكان عليه الصلاة والسلام يفسح المجال للصحابة حتى يجتهدوا في فهم النصوص الشرعية، فربّما أقرّ بعضهم أو صوّبه، فكان منهم من يفتي أيضاً، وبعد وفاة الرسول اقتدى الناس بهديه، وهدي الخلفاء الراشدين من بعده، فقد كان أبو بكرٍ -رضي الله عنه- يقضي بين الناس بما يجد في القرآن الكريم والسنّة النبوية، فإن أعياه أمرٌ ولم يجد فيه نصّاً شرعياً جمع رؤوس الناس وخيارهم وقضى بما أجمع عليه رأيهم، وهكذا فعل عمر رضي الله عنه، وكان الصحابة في الأمصار يفتون بما وصلهم من القرآن الكريم، وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو بما رأوا أبا بكرٍ وعمر يفعلونه، أو بما يفضي إليه اجتهادهم.[3]

ثم انتشر الفقه الإسلامي بين التابعين عن طريق الصحابة رضي الله عنهم، فكانوا يتعلمون منهم ويأخذون عنهم، ثمّ عن طريقهم انتشر العلم في الآفاق، وكثر المشتغلون بحفظ الأحاديث وكتابتها، وكان غالب الناس في تلك الأيام على قدرٍ من الدين والورع، ممّا كان يمنع تكلم أحدهم وإفتائه بغير علمٍ، وعندما كثر الخلاف ودخل في العلم من ليس من أهله، شاءت حكمة الله تعالى أن يحفظ الدين بعلماءٍ وأئمةٍ مُجمعٌ على إمامتهم، ودرايتهم، وبلوغهم الغاية القصوى في العلم بالأحكام والفتوى، فأظهر الله ذكرهم ونشر بين الناس فضلهم، وأخذ الطلاب يأخذون العلم عنهم، ويكتبونه، ويحفظونه، فصارت مسائل وأحوال كلّ إمامٍ منهم مذهباً، والمشهور من هذه المذاهب اليوم أربعةٌ، وهي: المذهب الحنفي، والمذهب الشافعي، والمذهب المالكي، والمذهب الحنبلي، وقد اتفق أصحابها في أكثر الأمور وأهمّها في الدين.[3]

المراجع

  1. ↑ " منهج عرض أبواب الفقه"، www.islamweb.net، 2011-9-21، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.
  2. ↑ "أهم الكتب الفقهية الرئيسية في المذاهب الأربعة"، www.fatwa.islamweb.net، 2002-10-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "كيف تطور الفقه الإسلامي ؟"، www.islamqa.info، 2001-8-31، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.