أول من أمر بجمع القرآن في مصحف واحد
أول من أمر بجمع القرآن في مصحفٍ واحدٍ
تُوفي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- دون أن يجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ؛ وإنّما كان متفرّقاً في صدور الصحابة -رضي الله عنهم- وفي ألواحهم، وبعد أن تولّى أبو بكر -رضي الله عنّه- خلافة المسلمين وُجدت العديد من الأسباب والدوافع لجمع القرآن الكريم؛ ممّا دفع الصحابة -رضي الله عنهم- لفعل ذلك، وأول تلك الدوافع لحوق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالرفيق الأعلى؛ ممّا يعني انقطاع الوحي، فكان ذلك حدثاً جللاً باعثاً لجمع القرآن، ثم كانت بعد ذلك واقعة اليمامة، والتي استشهد فيها عددٌ كبيرٌ من الصحابة -رضي الله عنهم-، وكان من بين الذين استشهدوا عدداً من قرّاء القرآن الكريم، وهذا ما دفع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى الإسراع في الذهاب إلى أبي بكر -رضي الله عنه- وحثّه على جمع القرآن الكريم في أسرع وقتٍ؛ حرصاً عليه من ذهاب حُفّاظه، ومع تردّد أبي بكر قليلاً في بداية الأمر؛ لأنّ ذلك الفعل لم يحصل من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا أنّه فعله في النهاية، فكان -رضي الله عنه- أول من أمر بجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ بناءً على مشورة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[1]
أسباب عدم جمع القرآن في عهد النبي
إنّ عدم جمع القرآن الكريم في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان لأسبابٍ عديدةٍ، يُذكر منها:[2]
- كانت الفتنة في تحريف القرآن الكريم أثناء عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مأمونةً، كما كان عددٌ كبيرٌ من الصحابة يحفظون القرآن الكريم في صدورهم.
- لم تكن أدوات الكتابة متوفرةً بكثرةٍ في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم-.
- كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بصدد نزول الوحي عليه، فمن الممكن أن يأتي الوحي بنسخ شيءٍ من القرآن الكريم.
- لم ينزل القرآن الكريم جملةً واحدةً، وإنّما كان ينزل مُنجّماً؛ وبقي على ذلك ثلاثة وعشرين سنةً.
أول من نقّط القرآن الكريم
اختلف المؤرّخون في أول من نقّط القرآن الكريم؛ فمنهم من يرى أنّ الإعجام كان معروفاً قبل الإسلام لتمييز الحروف المتشابهة، غير أنّه تُرك عند كتابة المصحف، ومنهم من يرى أنّ الإعجام لم يُعرف إلّا عن طريق أبي الأسود الدؤلي، ثمّ اشتهر ووضع في القرآن الكريم في عهد عبد الملك من مروان، والظاهر هو القول الأول؛ لأنّ من البعيد جداً ألّا يكون لكلِّ حرفٍ علامةً تميزه عن غيره، ومهما كان الأمر فقد اشتدت الحاجة لتنقيط القرآن الكريم عند اتّساع رقعة الإسلام واختلاط العرب بالعجم، فبدأ بذلك اللَّبسُ والإشكال في قراءة آيات القرآن الكريم، فاهتم عبد الملك بن مروان بذلك وأمر الحجّاج أن يعتني به، فوظّف لذلك رجلين من خيرة المسلمين ومن تلاميذ أبي الأسود الدؤلي، فوضعا النُقط للحروف المتشابهة، وكان هذا توفيقٌ عظيمٌ للأمة، وقيل إنّ أول من نقّط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي نفسه، وأنّ ابن سيرين كان له مصحفٌ نقّطه له يحيى بن يعمر؛ ويمكن التوفيق بين هذه الأقوال بأنّ أبو الأسود الدؤلي هو أوّل من نقط المصحف بصفةٍ شخصيةٍ، وتبعه لذلك ابن سيرين، ثمّ كان أول من أمر بتنقيط المصحف بصورةٍ عامةٍ رسميةٍ هو عبد الملك بن مروان.[3]
المراجع
- ↑ "جمع القرآن في عهد أبي بكر"، www.islamweb.net، 2013-10-6، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-12. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (2013-5-15)، "جمع القرآن وترتيبه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-12. بتصرّف.
- ↑ "أول من نقط المصاحف"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-12. بتصرّف.