عدد الأنبياء والرسل بالترتيب
الأنبياء والرُسل
الأنبياءُ هم من أتاهم الوحي سواءً كان على هيئة ملك، أم على شكل إلهام، أو رؤيا صالحة، حيث كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- خاتم الأنبياء والرسل، أما الرسل فهم من أُوحي إليهم برسالة أُمِروا بتبليغها،[1] أما عن الفرق بين الأنبياء والرسل، فيكمن في أن الرسل أُرسلوا الى قوم كفّار مكذبين، بينما بُعث الأنبياء لقوم يؤمنون بشريعة رسول من قبل، لتكون مهمتهم تتمة ما جاء به هذا الرسول، بتعليمهم أصول دينهم، والحكم بينهم.[2]، وقال العلماء أن لفظ النبي أَعم من لفظ الرسول، فالرسول هو من أتاه الوحي بشرع، وأُمِر بتبيلغه، أما النبي فقد أتاه الوحي دون أن يؤمر بتبليغه، وعلى ذلك فإن كل رسولٍ نبيّ، ولكن ليس كلّ نبيّ رسول.[3]
عدد الأنبياء والرسل
لقد بعث الله لكل أُمة نبياً فكان منهم من ذُكر في القرآن الكريم، ومنهم من لم يُذكر، أما عن عدد الأنبياء والرُسل؛ كما ذُكر على لسان النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- في السنة النبوية، فهو كما ورد عن أبي ذر الغفاريّ -رضي الله عنه- حين قال: (قلت: يا رسولَ اللهِ أيُّ الأنبياءِ كان أولُ؟ قال: آدمُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ونبيٌّ كان؟ قال: نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟ قال : ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا)،[4][5] كان قد ورد منهم خمسة وعشرون مرسلاً في القرآن الكريم. على أن ثمانية عشر منهم ذُكروا في سورة الأنعام، حين قال تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ)،[6] وذُكر آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مواضع مختلفة من القرآن الكريم.[7]
ترتيب الأنبياء والرسل
رتّب أهل العلم الأنبياء، والرسل حسب التسلسل الزمني لبعثتهم كالتالي:[8]
- آدم عليه عليه السلام: حسب أهل العلم كان آدم عليه السلام أول الأنبياء، ومن دلائل نبوّته ما جاء في الحديث الشريف عن أبي أُمامة رضي الله عنه: (أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ أنبيًّا كان آدمُ؟ قال: نعم، مُكلَّمٌ. قال: كم كان بينه وبين نوحٍ؟ قال: عشرةُ قرونٍ. قال: يا رسولَ اللهِ كم كانتِ الرُّسُلُ؟ قال: ثلاثمائةٍ وخمسةَ عشرَ)،[9][10] كما دل الحديث الشريف أن الزمن بينه وبين نوح عليه السلام كان عشرة قرون.[8]
- شيث بن آدم عليه السلام: ورد عن أهل العلم أن شيث بن آدم كان نبياً بعد والده، كما أنه تولى أمر المسلمين بعد وفاته، وأُنزل عليه خمسون صحيفة.[11]
- إدريس عليه السلام: ثبتت نبوّة -إدريس عليه السلام- في القرآن الكريم، وورد عن ابن كثير أن إدريس كان أول نبيّ بعد أدم، وشيث،[11] كما رجّح بعض أهل العلم تقدّم نوح -عليه السلام- على إدريس في الزمن.[8]
- نوح عليه السلام: كان أول نبي بُعث في أهل الأرض كما ورد عن ابن كثير في كتابه البداية والنهاية. وكان قومه يُسمّون بنو راسب، وذُكرت قصته في القرآن الكريم، وكيف عذب الله قومه بالطوفان فأغرقهم؛ لكفرهم، وأنجاه ومن معه بالسفينة.[12]
- هود عليه السلام: ورد في القرآن الكريم أن قوم هود -عليه السلام- كانوا خلفاً لقوم نوح، وكانوا يسمّون قوم عاد.[8]
- صالح عليه السلام: ورد في القرآن الكريم أن ثمود قوم صالح عليه السلام جاؤوا تباعاً لقوم عاد.[8]
- إبراهيم عليه السلام: تبع سيدنا إبراهيم عليه السلام سيدنا صالح عليه السلام في الزمان، كما جاء قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).[13][8]
- لوط عليه السلام: نصّ القرآن الكريم في سورة العنكبوت، في قصة إبراهيم عليه السلام، على أن لوطاً عاصر النبي إبراهيم.[8]
- شُعيب عليه السلام: كان قوم شعيب يُسمون قوم مدين، وسُمّوا بذلك نسبة إلى قرية مدين التي سكنوها، وهي قرية في أطراف الشام بالقرب من الحجاز، وتقع على مقربة من بحيرة قوم لوط، حيث كانوا بعدهم بمدة قريبة.[14]
- اسماعيل وإسحاق عليهما السلام: ورد في القرآن الكريم أن اسماعيل، وإسحاق عليهما السلام جاءا بعد إبراهيم عليه السلام، وثبتت نُبوّتهما في القرآن الكريم.[8]
- يعقوب عليه السلام: ورد ذكر يعقوب عليه السلام في القرآن الكريم بعد إسحاق، مما يدل على تتابعهما الزمني.[8]
- يوسف عليه السلام: جاء يوسف بعد يعقوب عليه السلام، لأنّه ابنه،[8] كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه: (إِنَّ الكريمَ ابنَ الكرِيمِ ابنِ الكرِيمِ ابنِ الكرِيمِ، يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ إِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ).[15][16]
- أيّوب عليه السلام: ثبتت نُبّوته في القرآن الكريم، وقد ورد عن ابن كثير في كتابه البداية والنهاية؛ أن أيوب عليه السلام يصل في نسبه إلى إبراهيم عليه السلام، فهو أَيّوب بن مُوصَ بن زراح بن العيص بن إسحاق بن إِبراهيم الخليل. وقيل أيضاً أنّه أيّوب بن موص بن رعويل بن العيص بن إِسحاق بن يعقوب، وقال ابن عساكر أن أُمه كانت ابنة لوط عليه السلام.[17]
- يونس عليه السلام: ذُكر في القرآن الكريم على أنه من المرسلين، إلا أن أهل العلم اختلفوا في زمانه، ورجّح ابن كثير أن يكون قد جاء قبل موسى عليه السلام؛ لأن الله لم يعذّب قومه، بعد إعلانهم إيمانهم.[8] وقد عُرف عند أهل العلم أن الله لم يعذّب قوماً بعذاب من السماء بعد قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط، وفرعون، وغيرهم، بل أمر المؤمنين بالقتال، والجهاد، كما أمر قوم موسى عليهم السلام بقتال الجبابرة.[18]
- موسى وأخوه هارون عليهما السلام: اللذان أرسلا إلى قوم فرعون، قال تعالى: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا*فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا).[19][8]
- يوشع بن نون: هو فتى موسى عليه السلام المذكور في القرآن الكريم في سورة الكهف، وقد جاء في السنة النبوية ما يثبت نُبوّته.[8]
- إلياس وبعده اليسع عليهما السلام: فقد ورد عن أهل العلم أنه بعد يوشع، تولى أمر بني اسرائيل كالب بن يوفنا، ثم حزقيل بن بوذى من بعده،[20] وبعد وفاة حزقيل، توالت الأحداث على بني إسرائيل، وتركوا عهد الله وعبادته، فَبُعِث إليهم إلياس عليه السلام،[21] وتولى أمر بني إسرائيل من بعد إلياس اليسع عليه السلام،[22] أمّا عن إثبات نُبوّتهما، فقد ورد في القرآن الكريم ما يُثبت ذلك في أكثر من موضع.[8]
- النبي الذي أُشير إليه في القرآن الكريم: أشار القرآن الكريم إلى نبي بعد موسى عليه السلام، واختلف أهل التفسير في اسمه، حيث لم يرد له اسمٌ في القرآن الكريم، والسنة النبوية.[8]
- داوود عليه السلام: إن داوود عليه السلام عاصر النبيّ المشار إليه في القرآن الكريم كما ورد في القصة.[8]
- سُليمان عليه السلام: ورث سليمان ابن داوود عليهما السلام النبوة من أبيه تبعاً لما ورد في القرآن الكريم في سورة النمل.[8]
- زكريّا وابنه يحيى عليهما السلام: فقد جاءا تباعاً لبعضهما البعض، كما ورد في القرآن الكريم، كما أثبتت الآيات نبوتهما.[8]
- عيسى عليه السلام: هو النبي الأخير قبل محمد صلى الله عليه وسلّم.[8]
- محمد صلى الله عليه وسلّم: هو خاتم الأنبياء والمرسلين.[8]
رهط صالح اختلف في نبوته
اختلف أهل العلم في نُبوّة بعض الصالحين الذين ذكروا في القرآن الكريم مثل:[7]
ذو الكفل
رغم أنه لم لم يرد عن ذي الكفل شيء في القرآن الكريم سوى تعداده مع الأنبياء في أكثر من موضع في القرآن الكريم، إلأا أن ذلك لا يدُلّ إلّا على أنه نبيّ كما هو مشهور بين العلماء، كما ورد عن قومٍ أنّه ابنٌ لأيوب عليه السلام، والله تعالى أعلم.[23]
الخضر
وردت قصّة الخضر في القرآن الكريم في سورة الكهف، وهو صاحب موسى عليه السلام، وقد اختلف العلماء في نبوته فمنهم من أيّدها؛ لاتّباع موسى عليه السلام له، حيث ليس يجوز أن يتّبع النبيّ إلّا نبياً مثله، ومنهم من رجح أن الخضر رجلٌ صالح، وقيل أيضاً أنه مَلَك؛ لأن الله قد أمر موسى عليه السلام أن يأخذ عنه مما حملهُ من علم الباطن، والله تعالى أعلم.[24]
ذو القرنين
اختلف أهل العلم في نُبوّته، وقيل إنه من الأسلم عدم الخوض في ذلك؛[7] لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أدْرِي أَتُبَّعُ كانَ لَعِينًا أمْ لا وما أدرِي ذُو القَرْنَينِ أَنَبِيًّا كانَ أمْ لا وما أدرِي الحدودُ كفاراتٌ لأهلِهَا أمْ لا ؟).[25][26]
الأسباط
ذُكروا في القرآن الكريم، وهم أولاد يعقوب، ولم يُذكر من أسمائهم سِوى يوسف، إلأ أن أهل العلم، والمحققين رجحوا أنهم صاروا أنبياء. وقد ورد في تفسير ابن كثير أن الأسباط هم شعوب بني اسرائيل، وأنبياؤهم الذين نزل عليهم الوحي، إلا أن ذلك لا يدُلّ على أنهم جميعاً صاروا أنبياء، والعلم عند الله.[7]
لقمان الحكيم
ذُكِر في القرآن الكريم في سورة لقمان، وقد اجمع أهل السلف على أنه لم يكن نبياً، والله تعالى أعلم.[27]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى النبي في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ عبد الرحمن البراك (9-12-2000)، "الفرق بين الرسول والنبي"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "المبحث الثالث: الفرق بين الرسول والنبي"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 5669، صحيح.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 83-86.
- ^ أ ب ت ث الشيخ عادل يوسف العزازي (18-1-2016)، "عدد الأنبياء والرسل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، www.islamqa.info، 28-9-2017، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي أُمامة الباهليّ، الصفحة أو الرقم: 6/359، إسناد صحيح.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019.
- ^ أ ب ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 99، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 101، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 70.
- ↑ ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 184، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7/1723، إسناده حسن.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019.
- ↑ ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 220، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن تيمية (1999)، الجواب الصحيح (الطبعة الثانية)، السعودية: دار العاصمة، صفحة 251، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 35-36.
- ↑ الطبري (1387هـ)، تاريخ الطبري (الطبعة الثانية)، بيروت: دار التراث، صفحة 457، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ الطبري (1387هـ)، تاريخ الطبري (الطبعة الثانية)، بيروت: دار التراث، صفحة 461، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ الطبري (1387هـ)، تاريخ الطبري (الطبعة الثانية)، بيروت: دار التراث، صفحة 464، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 225، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 16، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حزم، في المحلى، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 11/125، صحيح السند.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019.
- ↑ ابن كثير (1419هـ)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 299، جزء 6. بتصرّف.