سبب غزوة حنين
غزوة حنين
تعتبر غزوة حنين من الغزوات المهمّة في التّاريخ الإسلامي، فقد حدثت تلك الغزوة في مرحلةٍ حاسمة من مراحل الدّعوة الإسلاميّة، حيث فتحت مكّة المكرّمة في السّنة الثّامنة للهجرة، وأصبح للمسلمين دولتهم التي يحسب القاصي والدّاني لها ألف حساب، فمتى حدثت غزوة حنين ؟، وما هي الأسباب التي أدّت إليها ؟، وما هي الحِكم والدّروس المستفادة من هذه الغزوة ؟ .
سبب غزوة حنين
بعد أن فتح المسلمون مكّة المكرّمة وصلت أخبار الفتح إلى قبائل العرب، وقد هالهم ما وصل إليه الإسلام من تمكينٍ في الأرض، فاجتمع أعيان قبائل ثقيف وهوازن وقرّروا تنصيب زعيمٍ لهم يدعى مالك بن عوف النّضري لتوكل إليه مهمّة حشد الجيش واستنفار النّاس لمحاربة المسلمين وغزوهم في معقلهم مكّة المكرّمة، وقد كان السّبب الرّئيسي الدّافع إلى هذا الاجتماع وهذه النّية خوف هذه القبائل من مدّ الإسلام القادم إليها.
قد استطاع مالك بن عوف حشد ما يقارب ثلاثين ألف مقاتل ليخرجوا مع نسائهم ومالهم وأنعامهم حتّى يكون ذلك دافعاً لهم في القتال وعدم الهرب، وقد أشار أحد شيوخهم ويدعي دريد بن الصّمة على أن يكمن جيشهم في الأشجار الموجودة في وادي حنين حتّى يباغتوا المسلمين وقد استحسن مالك قائد جيش الكفّار هذا الرأي وتبنّاه.
أحداث غزوة حنين
إنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام وردته أخبار عن نيّة هوازن وثقيف غزو مكّة المكرّمة، فقرّر الخروج من مكّة باتجاه موضعٍ يسمّى حنين بين مكة والطائف، وقد جمع عليه الصّلاة والسّلام ما يقارب اثني عشر ألف مقاتل، حيث ضمّ إلى جيش المهاجرين والأنصار رجالات قريش الذين أسلموا بعد فتح مكّة، وحينما قدم النّبي الكريم بجيش المسلمين إلى حنين تفاجؤوا بمباغتة جيش الكفّار المختبئ في كمائن الأشجار، حيث أطبق جيش الكفّار الحصار على جيش المسلمين الذي ولّى كثيرٌ منهم هاربين من شدّة الرّمي، ولم يبق مع رسول الله إلاّ قلّةٌ قليلة من المؤمنين.
ظلّ النّبي ثابتاً يشحذ همم المسلمين من جديد ويبثّ فيهم روح النّصر حتّى تجمّعوا مرّة أخرى فأمسك النّبيّ قبضةً من تراب الأرض بيده الطّاهرة ثمّ حثاها في وجوه جيش الكفار وهو يردّد (اللهم شاهت الوجوه )، فملأ التّراب أعين الكفّار ومدّ الله المؤمنين بمدٍد من عنده فهزم جيش الكفّار وانتصر جيش المسلمين.