مراحل دعوة نوح عليه السلام
نبي الله نوح عليه السلام
ذكر الله سبحانه وتعالى نبيه نوح عليه السلام كواحد من أولي العزم من الرسل والأنبياء، فمكث عليه السلام في قومه فترة طويلة بلغت ألف سنة إلا خمسين عاماً، كانت حافلة بكثير من الأحداث والمواقف، فابتدع قوم نوح عليه السلام في بادئ الأمر أصناماً كيعوق، ويغوث، وود، ونسر عبدوها من دون الله تعالى، فانبرى نوح عليه السلام بأمر من الله لدعوتهم إلى التوحيد وترك ما هم عليه من الضلالات والشرك مستنفذاً كافة الأساليب في دعوة قومه، ومنتقلاً في التبليغ والنصيحة والدعوة من مرحلة إلا أخرى، وكانت النتيجة أن آمن معه قليل من الناس، وكفر بدعوته الكثير ممن أهلكهم الله بالطوفان.
مراحل دعوة نوح عليه السلام
- الدعوة إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده، وترك الإشراك به، فبدأ نوح عليه السلام بدعوة قومه إلى توحيد الله حينما قال لهم: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الأعراف: 59]، وتلك هي المرحلة الأولى في دعوة الأنبياء والرسل جميعاً.
- الرد على الاتهامات التي وجهها القوم إليه، فاتهم القوم نوح عليه السلام بكثير من الاتهامات المغرضة منها اتهامه بالضلالة، والجنون، والسفاهة، والكذب، ورد نوح عليه السلام على تلك الاتهامات وفندها حينما بين أنّ الله أرسله من بينهم لينذرهم ولعلهم يتقون، ونفى عن نفسه الضّلالة والسّفه.
أساليب دعوة نوح عليه السلام
- تذكير القوم بنعم الله عليهم وعجيب خلقه، فقد استخدم نوح عليه السلام أساليب الوعظ والتذكير لقومه حينما بين لهم كيفية خلقهم، وموتهم، ثمّ معادهم، كما ذكرهم بنعم الله عليهم الكثيرة ومنها جعل الأرض بساطاً لهم، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا*ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا*وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا*لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا) [نوح: 17-20].
- دعوة القوم في جميع الأحوال، فدعا نوح عليه السلام قومه في الليل والنهار، كما دعاهم في السر والجهر، وكل ذلك حتى يقدم عذره إلى الله تعالى، ويقيم الحجة على قومه يوم القيامة.
- الترغيب والترهيب، فقد استخدم نوح عليه السلام استخدام أسلوب الترغيب لقومه حينما بين لهم عاقبة الإيمان بالله تعالى وثمارها الطيبة في قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10-12]، كما استخدم أسلوب الترغيب حينما حذرهم من عذاب الله.
- التبليغ والنصيحة، فقد بلغ نوح عليه السلام قومه ما أمر الله به من الشرائع، كما استخدم أسلوب النصيحة التي تدل على أنه مشفق بهم، حريص عليهم، وهذا غاية في حسن الدعوة وكمالها.
تخويف القوم من عذاب الله
هو العذاب الذي يصيب الكافرين المستكبرين، فحذر نوح عليه السلام قومه من عذاب الله الذي سيصيبهم إن أصروا على استكبارهم ورفضوا دعوته.
دعاء نوح عليه السلام على القوم
وذلك بعد استنفاذ كافة الأساليب، فقد كانت آخر مرحلة من مراحل دعوة نوح عليه السلام دعوته لربه بأن يهلك الظالمين قال تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) [نوح: 26].