-

عمل نبي الله إدريس

عمل نبي الله إدريس
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نبي الله إدريس

إدريس هو أحد الأنبياء الذين أخبر الله عنهم في القرآن الكريم، حيث وردت العديد من الآيات القرآنيّة الصريحة الدالّة على نبوّته، وهو ممّن يجب الإيمان بهم والاعتقاد الجازم بنبوّتهم؛ لأنّ القرآن الكريم ذكره باسمه، وتحدّث عن شخصيّته ووصفه بالنبوّة، وهو أوّل من أُعطي النبوّة بعد آدم وشيث عليهما السلام، كما ذكر ابن إسحاق أنه أدرك من حياة نبي الله آدم حوالي ثلاثمائة وثماني سنين، ويُقال إنّ اسمه إدريس بن يارد بن مهلائيل، إذ ينتهي نسبه إلى شيث بن آدم، ويُسمّى عند العبرانيّين بـ " خنوخ " وهو من أجداد النبي نوح عليه السلام.

نشأته

اختلف العلماء في أمر مولده ونشأته، حيث ذكر بعضهم أنّه وُلِدَ في فلسطين، وقال البعض الآخر منهم إنّه ولد في بابل، بينما قال آخرون إنّه ولد في أرض مصر، وذكر غير ذلك في هذا الموضوع، وفي بداية عمره أخذ من علم شيث بن آدم، كما أدرك حياة آدم عليه السلام؛ لأنّه عاش فترة طويلة مقدارها ألف سنة، ولما كبر وهبه الله عزوجل النبوّة، للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، فأطاعه عدد قليل وخالفته أعداد كبيرة، حتّى قرّر الرحيل عن قومه، وكما ورد في القرآن الكريم أنّ الله عزوجل رفع إدريس إليه بعد وفاته، حيث قال تعالى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) [سورة مريم، 57].

أعماله

كان نبي الله إدريس يعمل خيّاطاً، وهو أوّل من قام بخياطة الثياب البيضاء، التي كانت زيّاً رسميّاً للصابئة في عصره، كما ورد أنّ أوّل من علّم الناس السياسة المدنيّة هو نبي الله إدريس، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، ممّا أدَّى إلى عمارة الأرض، وإنشاء المدن المختلفة، حيث بلغ عددها في زمانه حوالي 188 مدينة، ويُعتقد أنّه أوّل من كتب بالقلم، ودوّن الصحف التي أنزلَها إليه الله عزوجل. ولقد تعدّدت المواعظ والآداب التي دعا إليها نبي الله إدريس عليه السلام، حيث أرشد الناس إلى دين الله، وإلى عبادة خالقهم عزوجل، كما نصحهم بتخليص نفوسهم من العذاب الذي سيحل بهم في الآخرة، من خلال العمل الصالح في الدنيا، وحضّ على الزهد في هذه الدنيا الزائلة، كما أمر قومه بالصلاة والصيام والزكاة والطهارة من الجنابة، وحرّم عليهم شرب الخمر والمسكرات.

الصابئة

الصابئة هي اسم أقدم ديانة سماويّة توحيديّة موجودة في الأرض، وهي الديانة الأولى التي نزلت على النبي آدم عليه السلام، ومصطلح الصابئة أصله من الفعل الآرامي المندائي "مصبتا"، ويعني صيغ أو اغتسل، حيث يدل على التطهّر والنقاء، ويُقال إنَّ لهذه الديانة التوحيديّة سبعة أنبياء فقط هم : آدم، وشيث أو شيتل بن آدم، وآنوش، ونوح، وسام بن نوح، وإدريس، وزكريّا.