أنواع الشرك
ورد لفظ المشركين والإشراك بالله في القرآن الكريم والأحاديث النّبويّة الشّريفة، وقد جاء هذا اللّفظ مرتبطًا بالوعيد والعذاب الشّديد، فما هو معنى الشّرك؟ وما هي أنواع الشّرك ؟
تعريف الشّرك لغةً واصطلاحًا
يُعرّف الشّرك لغةً من شرِك، فيقال شرِك فلانًا في الأمر أيّ جعل له فيه نصيبًا، ويقال عن المؤسسة التّجارية التي يشترك في ملكيّتها أكثر من شخص شركة.
أمّا اصطلاحًا فالشّرك هو أشدّ الأعمال جرمًا وذنبًا عند الله تعالى بحيث يشرك الإنسان في عمله أو قوله أو اعتقاده في الله أحدًا غيره من المخلوقات.
أنواع الشّرك
ولقد قسّم العلماء الشّرك إلى نوعين شركٌ أكبر وشركٌ أصغر، فالشّرك الأكبر هو شركٌ يخرج من الملّة بحيث يكون المشرك كافر تجب عليه التّوبة، ومن أنواعه:
الشّرك الأكبر
للشرك الأكبر صور عدة منها:
- الشّرك في ربوبيّة الله، فالمسلم يؤمن في اعتقاده أنّ الله تعالى هو وحده الرّزاق المدبّر الخالق المحيي المميت وإنّ أيّ اعتقادٍ غير ذلك بأن يعتقد الإنسان أنّ ثمّة مخلوقاً أو ندّاً مزعوماً له أفعال الله تعالى فإنّه يكون بذلك قد وقع في أحد صور الشّرك الأكبر.
- الشّرك في ألوهيّة الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى وحده المستحقّ للعبادة والإنابة والدّعاء وغير ذلك من أفعال العباد، وإنّ اعتقاد الإنسان أنّ ثمّة شريكًا لله في ذلك يستحق نصيبًا من أفعال العباد يعدّ شركًا أكبر.
- الشّرك في صفات الله تعالى وأسمائه، فلله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى والصّفات العلى التي ذكرت في كتابه العزيز وسنّة نبيّه الكريم، وإنّ هذه الأسماء والصّفات لا يجوز إطلاقها على غير الخالق سبحانه، وإنّ اعتقاد ثبوت تلك الصّفات أو أحدها لمخلوق يعتبر شركًا بالله تعالى.
الشّرك الأصغر
أمّا الشّرك الأصغر فهو الشّرك الخفي، الذي هو في الأمّة أخفى من دبيب النّمل، وهو من الذّنوب والمعاصي التي يخشى على صاحبها من أن يقع في العذاب والوعيد، فهي وإن لم تكفّر الإنسان في الحال فإنّها تقرّبه من الشّرك الأكبر والعياذ بالله، ويأتي هذا الشّرك على صورٍ نذكر منها:
- الرّياء في العبادات والأعمال، ومعنى ذلك أن يقوم الإنسان في عباداته وأعماله وهو يرائي الخلق بمعنى يشركهم في النّظرة إلى عمله بحيث يكون خاشعًا أمام النّاس، أمّا في غيبتهم لا يكون كذلك.
- وهناك أعمال تعدّ من الشّرك الأصغر، ومثال عليها الحلف بغير الله تعالى، ففي الحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصّلاة والسلام من حلف بغير الله فقد أشرك.
- ومثال على الشّرك الأصغر أن يقول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان، فالمشيئة لا تكون إلا لله تعالى.