-

العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم العنف ضد المرأة

العنف في اللغة يعني الخرق بالأمر، ويُقال شخص عنيف أي لم يكن رفيقاً في أمره، واعتنف الأمر أي أخذه بشدة. ومن صور العنف هو العنف ضد المرأة، حيث يمكن تعريفه بأنه أي عمل أو سلوك يُرتكب بحق المرأة (سواء كانت أختاً، أو أماً، أو ابنة، أو حتى زوجة) بقصد أو من غير قصد، حيث يُلحق الضرر المباشر والأذى النفسي، أو الجسدي، أو الجنسي بها. ويَشمل العنف أيضاً أشكال السلوك والأفعال الفردية والجماعية تجاه المرأة والتي تُلحق ضرراً بها وتُقلّل من شأنها وقدرها في المجتمع، ويحرمها من المشاركة وممارسة حياتها بشكل طبيعي، كما يؤدي العنف ضد المرأة إلى حرمانها من ممارسة حقوقها المنصوصة في القانون. ووسائل العنف ضد المرأة متعددة، فقد يكون عن طريق التهديد، أوالاستغلال، أو الخداع، أو التحرش، أو الإنقاص من إمكانيات المرأة العقلية أو الجسدية، وقد يكون عن طريق إهانة كرامتها أو التقليل من احترامها لذاتها.[1]

أسباب العنف ضد المرأة

قد يتشكّل العنف عادةً بسبب الحرمان النفسي كالشعور بالإحباط، والإحساس بالظلم، أوالتعرُّض لضغوط مختلفة، فقد يلجأ الفرد للعنف بسبب عدم القدرة على تحقيق ذاته ويُعتبر العنف حينها وسيلةً من أجل حسم الصراعات لصالحه، ويرى البعض أن العنف ضد المرأة يظهر نتيجة فشل المجتمع والإدارة في وضع قوانين وتعليمات من شأنها ضبط سلوك الأفراد، ويرى آخرون أن العنف هو سلوكٌ يُمكن أن يكتسبه ويتعلمه الفرد كباقي السوكيات والأنماط الأخرى. وقد ظهرت العديد من النظريات التي تُفسر ظاهرة العنف، ونذكر فيما يأتي أهم هذه النظريات:[1]

  • نظرية التعلم الاجتماعي: تنص هذه النظرية على أن الأفراد قد يتعلمون ويكتسبون ظاهرة العنف عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين، وتُعتبر الأسرة المصدر الأساسي لتعليم سلوك العنف، حيث يتعلم الأبناء أفعال آبائهم ويقلِّدونها، فقد يرون أن العنف هو الحل في مواقف معينة والطريقة الوحيدة لتحقيق المطلوب.
  • نظرية الإحباط والعدوان: يرى أصحاب هذه النظرية أن العدوان يظهر نتيجة وجود الإحباط، وأن الإحباط ينتج عن الحرمان، وهذه الحرمان يؤدي إلى العنف الجسدي؛ لأن العنف يُمثل استجابةً لوجود حرمان. على سبيل المثال، يشعر الزوج غير القادر على سد احتياجات عائلته ويعاني من فقدان الموارد المادية بحالة من الضغط والإحباط، الذي يدفعه مع مرور الوقت إلى ممارسة أشكال من العنف مع أسرته أو الأشخاص المحيطين به.
  • نظرية الثقافة الفرعية للعنف: ترى هذه النظرية أن سلوك العنف يظهر نتيجة تبني القيم الثقافية المتعلقة بالعنف مثل السلطة والرأي.

أنواع العنف ضد المرأة

تتعدّد أشكال وأنواع العنف ضد المرأة بسبب تنوع المجتمعات، ونذكر فيما يأتي أهم هذه الأنواع:[2][1]

  • العنف الجسدي: يُعتبر العنف الجسدي من أكثر أنواع العنف انتشاراً ووضوحاً، ويتمثّل بالاعتداء على المرأة بالضرب، أو الركل، أو الصفع، ويتم ذلك بواسطة أعضاء الجسم أو باستخدام أداة معينة مثل السكين أو العصا.
  • العنف النفسي: وهو النوع الأكثر تأثيراً على الصحة النفسية للمرأة، ويمكن أن يكون عنفاً لفظياً أو غير لفظي، ويكون العنف اللفظي بشتم المرأة بألفاظ بذيئة وجرح كرامتها أمام الآخرين. كما يكون العنف النفسي بالسخرية منها وتحقيرها وعدم إبداء أي اهتمام بها.
  • العنف الاقتصادي: ويتمثل هذا النوع من العنف بالسيطرة والتحكم بالموارد المادية التي تستحقها المرأة بهدف إذلالها، وقد يكون بحرمانها أو إجبارها على العمل، أو أخذ حقها من الإرث.
  • العنف الجنسي: وهو ممارسة الجنس مع المرأة بالقوة ودون رضاها، وإجبارها على القيام بأفعال مُخلّة وغير أخلاقية.
  • العنف الصحي: ويتمثّل بحرمان المرأة من حقوقها الصحية مثل التطعيم، والعلاج، والغذاء المناسب، وقد يكون بإجبارها على الحمل والإنجاب أو حرمانها منه، ومنعها من مراجعة الطبيب في أثناء الحمل أو الإنجاب.
  • العنف الاجتماعي: وهو منع المرأة من مشاركة المجتمع والانخراط به، كمنعها من زيارة أهلها، وعائلتها، أو صديقاتها، وقد يكون أيضاً بإجبارها على ترك الدراسة وحرمانها من التعليم.

آثار العنف على المرأة

يتّخذ العنف ضد المرأة أبعاداً سلبيةً على نفسية المرأة وأوضاعها العاطفية والاجتماعية، ونذكر فيما يأتي الآثار الناتجة عن العنف ضد المرأة:[1]

  • الآثار النفسية: يؤدي العنف ضد المرأة إلى شعورها بالإحباط ونوع من الكآبة والعذاب النفسي، بالإضافة إلى أنها قد تفقد ثقتها واحترامها لنفسها.
  • الآثار الجسدية: يؤدي العنف الجسدي إلى إلحاق الضرر والأذى بجسم المرأة، مثل الرضوض، والكسور، والخدوش، وقد يصل إلى إجهاض الحمل إذا كانت حاملاً.
  • الآثار الاجتماعية: وهي التي تؤثر في المرأة، والأسرة، والمجتمع، حيث تؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق، بالإضافة إلى عدم تربية الأبناء تربية سليمة نفسياً واجتماعياً نتيجة التفكك الأسري، وقد يميل الأبناء إلى العنف والقيام بتصرفات عدوانية.
  • الآثار الاقتصادية: فالمرأة المعنفة لن تتمكن من الانخراط في سوق العمل، وقد يؤدي ذلك إلى وجود إعاقة في مظاهر التنمية الاقتصادية.

الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة

تتعرّض المرأة بجميع المجتمعات إلى أنواع وأشكال مختلفة من العنف وانتهاك لحقوقها، مما يسبب لها المعاناة النفسية والجسدية، بالإضافة إلى تمزق نسيج المجتمع بكامله؛ لذا ظهرت العديد من الجهات ومنظمات حقوق الإنسان التي تُطالب بوقف ظاهرة العنف ضد المرأة، ففي عام 2008 أُطلق شعار "فلنتحد لإنهاء العنف ضد المرأة" الذي يهدف إلى إجبار البلدان والدول على وضع قوانين وطنية من شأنها القضاء على جميع أشكال العنف ضمن معايير حقوق الإنسان الدولية، كما تهدف هذه القوانين إلى تجريم العنف ضد المرأة ومعاقبة الجناة بالإضافة إلى دعم وتمكين الضحايا وتعزيز ثقتهم بنفسهم.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث عالية أحمد ضيف الله، العنف ضد المرأة بين الفقه والمواثيق الدولية: دراسة مقارنة، صفحة 21-22-24-25-26-27-28-29. بتصرّف.
  2. ↑ سهيلة محمود بنات، العنف ضد المرأة: أسبابه، آثاره، وكيفية علاجه (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار المعتز للنشر والتوزيع، صفحة 22-23. بتصرّف.
  3. ↑ United Nations، Handbook for Legislation on Violence Against Women، صفحة ج-تصدير. بتصرّف.