ما هي أسباب غزوة الخندق
غزوة الخندق
تُعدّ غزوة الخندق من الغزوات المشهورة في التاريخ الإسلاميّ التي لم يحدث فيها قتال مباشر بين الأطراف المشاركة، وهي إحدى الغزوات التّي وقعت في شهر شوالٍ في السّنةِ الخامسةِ من الهجرة، عامَ 627م على حدود المدينة المنوّرة بين المسلمين والأحزاب، ولذلك سُميّت أيضاً بغزوةِ الأحزاب، وانتهت هذه الغزوة بنصرِ المسلمين بعد انسحاب الأحزاب جميعها بسبب الرياح الشديدة التي تعرضت لها.
أسباب غزوة الخندق
بعد أن نقضَ بني نضير العهدَ الذي بينهم وبين الرّسول -صلَى الله عليه وسلم-، ومحاولتهم لاغتيال الرّسول محمّدٍ عند خروجه مع الصّحابةِ على طريقِ قباءٍ إلى بني النّضير للاستعانة بهم في ديةِ العامريين والهوازنيين وهم رجالُ بني كلاب الذين لاقوا عمرو بن أميةَ فقتلهم، وهو لا يعلمُ أنهم كانوا عند الرّسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان قتلهم في الشّهرِ الحرامِ بالأول من رجب، فقام بني النّضير باستقبال الرّسولِ والصّحابةِ ببشاشةٍ، ثم خلوا في بعضهم للتفكير بطريقةٍ لقتل الرّسول والغدرِ به، فكان أول اتفاق بينهم برمي صخرةٍ كبيرةٍ عليهِ من فوق جدارٍ كان يجلس تحته، لكن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- أدرك الأمر فنهضَ وعادَ إلى المدينةِ ولحقه الصّحابةُ فيما بعد.
قرّرَ الرّسول محمدٌ محاربتهم لنقضهم للعهد والميثاق الذي بينهم، وأمر الصّحابة بالتّهيؤ لقتلهم، وأنذرهم الرّسول صلى الله عليه وسلم بإخلاء بيوتهم والرّحيل خلالَ عشرةِ أيام، فأرسل إليهم محمد بن مسلمةَ ليخبرهم بذلك، وبعد مضي العشرةِ أيام تحركت جيوش المسلمين لبني النّضير، وفرض عليهم الحصارَ لمدةِ خمسَ عشرةَ ليلةً، وأدرك بنو النّضيرِ أن لا مفرّ لهم من جلائِهم، وبدؤوا باليأسِ وخاصّةً بعد أن أخلف عنهم عبد الله بن أبي سلول.
خرج يهودُ بني النّضير من المدينة إلى منطقةِ خبير، وهم يحملون حقداً كبيراً على المسلمين، فما أن استقروا في خبير حتى بدؤوا بالتّخطيط للانتقام من المسلمين، فكانت خطتهم بالتّوجه للقبائل العربية لتحريضهم على المسلمين، فخرج عشرون رجلاً من زعماءِ يهود بني الّنضير لسادةِ قريشٍ بمكةَ لتحريضهم على المسلمين لغزوِ الرّسول محمدٍ وأصحابه، فاستجابوا لهم ووافقت قريشٌ على غزو المدينة، فخرج من جنوب قريشٍ أربعة آلاف مقاتلٍ بقيادةِ أبي سفيانٍ بن حرب، ونزلوا إلى وادي العقيقِ، ولحق بهم بنو سليمٍ الظّهران، وبلغ عددهم سبعمئةٍ بقيادةِ سفيان بن شمس، ومن الشّرق خرج بنو أسدٍ بقيادةِ طليحة، وقبائل غطفان وبنو مرة وبنو أشجع، وتحرّكت جميع هذهِ الجيوش نحو المدينة.
وقوع غزوة الحندق
كان المسلمون يتابعون أخبار الجيوشِ بدقةٍ لمعرفة عددهم، ولترصّد حركتهم، فعند معرفةِ عددهم الهائلِ أسرعَ الرّسول صلى الله عليه وسلم بعملِ اجتماعٍ عاجلٍ للمسلمين، فأشارَ الصّحابي سلمانٌ الفارسي بحفر خندقٍ، وبعد استقرار الرّأي بحفر الخندقِ ذهب الرّسول مع أصحابه لتحديد مكان الحفر، فتم تحديد مكان الحفر من الشّمال، وقام بحفره أربعون رجلاً، وكان هو المكان الوحيد الذي يمكن دخولُ المدينة من خلاله لعلوّ الجبال حول المدينة، فكان الخندق مفاجأةً كبيرةً للمشركين، وأبطلَ جميع خططهم.