-

ما مفهوم الصدق

ما مفهوم الصدق
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الصّدق لغةً

يعرف الصدق لغةً باعتباره من الأخلاق المحمودة وخصال الخير العظيمة يحمل في مفهومه معانٍ جليلةٍ عديدة نقلها الأئمّة وعلماء اللغة؛ فابن الفارس في كتابه مقاييس اللغة قال إنّه يدلّ على القوّة لقوّته في نفسه وهو يختلف عن الكذب الذي لا قوّة فيه، وعند ابن منظور فالصّدق هو عكس الكذب، ومن صدق في حديثه فقد أخبر بالصّدق، والصّديق هو الدّائم التّصديق، أمّا الخليل فقال: الصّدق الكامل من كل شيء، أمّا الأصفهاني فقال: الصديق من كثر منه الصدق ومن صدق في القول والاعتقاد، ولا يقول الكذب لأنّه تعوّد أن يكون صادقاً.[1]

مفهوم الصدق اصطلاحاً

يعرف الصدق اصطلاحاً بأنّه الاخبار بالشيء على حقيقة ما هو عليه في الواقع، وأن يأتي القول الضّمير مطابقاً للمُخبَر عنه فإذا انتفى أحدهما فلا يكون صدقاً كاملاً.[2]

مجالات الصدق

قيمة الصّدق لا تقتصر على صدق الكلمة وحسب بل تمتدّ لتشمل مجالات متعدّدة أهمّها:[3]

  • صدق العمل: بطولة الصّادق تكمن في صدق العمل فتكون أفعاله مطابقة لأقواله، وهذا عين الصّدق.
  • الصّدق في القول: هو التزام الصّدق في أقواه؛ فيما يخبر عنه ويتكلّم به، فلا ينطق إلّا حقّاً، ويبتعد عن الكذب والنّميمة والشّتائم وقول الزّور.
  • الصدق في النّيّة: يتجلّى في الاخلاص لله وحده في كلّ عمل يقوم به المرء، والذي هو شرط أساسيّ لقبول العمل، وهو يزرع في النّفس العزيمة والإقدام والمثابرة، فالدّاعي إلى الله مثلاً إذا كانت دعوته خالصة لله لا يبتغي حمد النّاس ولا بناء المجد عندهم سيعطيه ذلك دافعاً أكبر لمواصلة السّير في طريق الدّعوة لإيصال الخير إلى النّاس.

الوسائل المُعينة على الصّدق

  • الحياء الذي يمنع صاحبه من الكذب، فيخشى أن يطّلع الله عليه وهو يكذب أو يشيع بين النّاس أنّه كذّاب وهذا ما جعل أبا سفيان وهو لا زال مشركاً أن يجيب هرقل بالصّدق وهو يسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: (فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت عنه).[4]
  • استحضار مراقبة الله عزّ وجل، وأنّ أعماله وأقواله تُحصيها عليه الملائكة الكرام كما في قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).[5]
  • الابتعاد عن أصدقاء السّوء ومصاحبة الأخيار من أهل الصّدق الّذين يُقتدى بأقوالهم وأفعالهم، وفي ذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).[6]
  • التّربية منذ الصّغر في أسرة تُحذّر من الكذب بل وتحافظ على الصّدق وتغرسه في نفوس أبنائها.
  • اللجوء إلى الله بالدّعاء ليكون عوناً للنّفس على الصّدق وموفّقاً لها، قال عز وجل: (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا).[7]
  • معرفة المرء لعواقب الكذب الوخيمة وسوء المُنقلب في الدّنيا والآخرة كان ذلك دافعاً قوياً للابتعاد عن الكذب والتّمسك بخلق الصّدق القَويم.[8]

المراجع

  1. ↑ مناهج جامعة المدينة العالمية، التّفسير الموضوعي 2، صفحة 119-120. بتصرّف.
  2. ↑ مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، موسوعة الأخلاق الإسلامية ، صفحة 334، جزء 1. بتصرّف.
  3. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: الناشر: مطبعة سفير، صفحة 43-44.بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سفيان بن حرب، الصفحة أو الرقم: 7، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  5. ↑ سورة ق، آية: 18.
  6. ↑ سورة التّوبة، آية: 119.
  7. ↑ سورة الإسراء، آية: 80.
  8. ↑ مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، موسوعة الأخلاق الإسلامية ، صفحة 342. جزء 1. بتصرّف.