متى يجب الصيام على الطفل
متى يجب الصيام على الطفل
يأمُرُنا دينُنا الحنيف أن نُربّيَ أبناءنا التربية الإسلامية الصالحة، وأن نُعوّدَهم في وقت مُبكّر على تأدية الفرائض، والواجبات، ومنها الصيام، حتى يكونوا مُؤهّلين للقيام بها عند البلوغ، ولا يجدوا أيّ صعوبة في ذلك،[1]فالصيام ليس واجباً على الأطفال الصغار إلّا أن يَبلغوا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ عن المجنونِ المغلوبِ على عقلِه حتى يفيقَ وعن النائمِ حتى يَستيقيظَ وعن الصبيِّ حتى يَحتلمَ)[2]إلا أنّه يَنبغي على الآباء أن يأمروا أبناءهم به، حتى يَعتادوا عليه، ويُصبحَ سهلاً بالنسبة لهم، ويكون ذلك في سن سبع أو عشرِ سنوات، كما جاء عن بعض العلماء، وذلك حسب قوّة بِنية الطفل، وقدرته على تحمّل الجوع، والعطش، وصبره عليهما، وقال الإمام النووي رحمه الله: قال المصنف والأصحاب: وإذا أطاق الصوم وجب على الولي أن يأمره به لسبع سنين بشرط أن يكون مميزاً، ويضربه على تركه لعشر لما ذكره المصنف، كما أنّه يَنبغي على الآباء عندما يكون لأبنائهم القدرة على الصيام دون تعب ألّا يُقصّروا من باب الشّفقة، والخوف عليهم، وعلى صحتهم في حثهم وأمرهم على الصيام، وليس على الأطفال شيءٌ إن صاموا نصف اليوم، أو أقل، أو أكثر، حسب قدرتهم، وذلك من باب التدريب لهم، وخصوصاً أنّ الصيام ليس واجباً عليهم كما تمّ ذكره، حيث قال ابن عثيمين: صيام الصبي ليس بواجب عليه، بل هو سنَّة، له أجره إن صام، وليس عليه إثم إن أفطر، ولكن على ولي أمره أن يأمره به ليعتاده.[3]
وسائل تعويد الطفل على الصيام
يُوجَد العديدُ من الوسائل التي تُساعد الطفل على الصيام وهي:[4]
- تعريف الطفل بفوائد الصيام العظيمة، وأنّه أحدُ الطرق المُهمّة التي لو سلكها المسلم وصل إلى جنة الخلد، ودخلها من باب خصّصه الله سبحانه وتعالى للصائمين، وهو باب الريان.
- تهيئته للصيام، وذلك بأن يصومَ عدّة أيام من شهر شعبان، كتدريبٍ له، كي يكونَ على استعداد للصيام في رمضان.
- تناوله طعام السحور قُبَيلَ الفجر، حتى يكونَ لديه القدرةُ على صوم النهار كاملاً.
- صيامه عدّة ساعات من نهار رمضان، وتزداد هذه الساعات يوماً بعد يوم في هذا الشهر الفضيل.
- إشغاله بألعاب هادئة لا تُتعبه، أو بالنوم والراحة، كما أنّه يوجد العديد من البرامج التلفزيونية المُحافظة، والمُخصّصة للأطفال، والتي من شأنها أن تُلهيَه عن الجوع والعطش.
- تشجيعه، وجعله يستمرّ في الصيام بعمل زيارات في الليل والنهار.
- الثّناء عليه بعبارات تزيد من همّته، وذلك أمام الحاضرين سواءً عند الفطور، أو السحور.
- تقديم الهدايا والمكافآت له كل يوم، أو كل أسبوع، وفي ذلك تشجيع له على المُتابعة.
- تجهيز الحلويات والفواكه، والعديد من الأطعمة، والمشروبات التي يُحبّها الأطفال بعد الإفطار، أو أخذهم في رحلات مباحة.
- اصطحاب الأب لابنه إلى المسجد، ولا سيما بعد العصر، وذلك للصّلاة، وقراءة القرآن، والذّكر.
- إنشاء الآباء مُنافسة بين أطفالهم إن كان لديهم أكثر من طفل، مع مراعاتهم لمن يُقصّر قليلاً، وعدم تعنيفه.
أخطاء يرتكبها الآباء مع أطفالهم في رمضان
هُناك عدّة أخطاء يقع فيها الآباء تجاه أبنائهم في رمضان ومنها:[5]
- جعل الأطفال يصومون دون تعليمهم، وتفهيمهم معنى الصيام.
- عدم إعطاء صيامهم أي أهمية تُقوّي من عزيمتهم.
- توجيه العبارات التي تُحبطهم، كالثناء على أطفال صاموا أكثر منهم، وتفضيلهم عليهم.
- إجبارهم على الصيام رغماً عنهم.
- توجيه التهديدات لهم إن لم يرغبوا بالصيام.
المراجع
- ↑ "الأطفال ورمضان"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2/5 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ "الوقت الذي يؤمر فيه الصبي بالصيام"، fatwa.islamweb.net، 2011-8-24، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.
- ↑ "كيف يتم تعويد الأطفال على الصوم ؟"، islamqa.info، 2009-8-28، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.
- ↑ أ.د. راشد السهل، "التعامل مع الأطفال في رمضان"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.