-

لماذا يمنع الطيران فوق الكعبة

لماذا يمنع الطيران فوق الكعبة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مكّة المُكرمة

تقع مدينة مكّة المُكرّمة غرب المملكة العربيّة السعوديّة، وتُعتبر مدينةٌ مُقدّسةٌ عند المسلمين. تبلغ مساحة مكّة 850 كم²، وعدد سُكّانها يتجاوز 1.5 مليون نسمة. تتميّز بأنّها مدينةٌ جبليّةٌ وعرةٌ وصخورها من الجرانيت الأسود الصُّلب. مناخها بأغلب أوقات السّنة شديد الحرارة؛ حيث تصّل أعلى درجة حرارة إلى 49.8°. تحتوي المدينة على أكثر المناطق قُدسيّةٍ لدى المُسلمين وهو المسجد الحرام والكعبة. والمدينة مُزوّدة بمطار رئيسيّ هو مطار الملك عبد العزيز الدوليّ، ولأهميتها الدينيّة زُوِّدت بالطّرق السّريعة، والقطارات، والمستشفيات، والمدارس، والمكتبات، والجامعات الدينيّة.

قُدسيّة الكعبة عند المسلمين

للكعبة مكانةٌ دينيّةٌ خاصّةٌ جدّاً لدى المسلمين؛ فهي أول مسجد بُني على كوكب الأرض،[1] كما أنّها تُعتبر قبلةُ جميع المسلمين التي يتّجهون لها في صلاتهم من مُختلف أنحاء العالم. يختلف المسلمون فيمن كان أوّل من بنى الكعبة؛ فمنهم من يقول الملائكة، ومنهم من يقول النبيّ آدم عليه السّلام، لكن كلاهما مُقدّس بكلّ الأحوال. بعد زمانٍ طويل أعاد النّبي إبراهيم وابنه إسماعيل بناءها بأمرٍ من الله. وكانت مدينة مكة التي توجد فيها الكعبة هي المدينة التي نزل فيها القرآن الكريم على إحدى الجبال في غار حراء، كما أنّها تقع بالقرب من بئر زمزم الذي روى النّبي إسماعيل وأمّه هاجر بمُعجزةٍ إلهيّة.[2]

يتوّجه سنويّاً ملايين المسلمين لمكّة لإقامة إحدى أهمّ الفروض الدينيّة وهو الحج، كما يتوجّه للكعبة على طوال العام أعدادٌ هائلة من المسلمين لإقامة العمرة فيها. ويُقام سنويّاً تغيير ستار الكعبة بتكلفة 22 مليون ريال سعوديّ، وبعمل أكثر من 80 عامل وفنيّ. تستهلك الكسوة 700 كغم من الحرير المصبوغ بالأسود، و120 كغم من الذّهب والفضّة.[3]

منع الطّيران فوق الكعبة

نظراً للأهميّة الدينيّة الكبيرة للكعبة لدى المسلمين اتُّخذت بعض الاحتياطات الأمنيّة للحفاظ عليها سالمةً، ولأنّ المسلمين في تلك البقعة من الأرض يكونون في قمّة العبادة والخشوع، يفرض المسؤولون عن المسجد الحرام كلّ ما بوسعهم لعدم إزعاج المُصلّين. ومن تلك الاحتياطات المُتَّخذة لحماية الكعبة وعدم إزعاج مُرتاديها عدم السّماح بتحليق الطّائرات فوق الكعبة مُطلقاً؛ تقديساً واحتراماً لها، فقامت السعوديّة بحظر المِلاحة الجويّة عن منطقة الحرم المكيّ كاملاً، مع وجود بعض الاستثنائات للطّائرات العاموديّة التي تقوم بنقل المرضى، وتنسيق مسار الحُجّاج في موسم الحجّ، حيث يشعر المرء بالهدوء والطّمأنينة أثناء طوافه بالكعبة، وينشغل بالتقرّب لله تعالى، كما يستشعر عظمةَ المكان الذي هو فيه، ولا ينشغل بصوت الطّائرات.

قال الدّكتور عبد الله المسند الأستاذ المُشارك في قسم الجغرافيا بجامعة القطيف: (إنّ الطّائرات لا تُحلّق فوق المسجد الحرام؛ لأنّه اُصطلِح مدنيّاً أنّ منطقة الحرم محظور الطّيران فوقها للطّائرات وليس للأقمار الصناعيّة). وقال: (يوجد في الخرائط الملاحيّة مُثلّث فوق منطقة الكعبة المُشرفة يَحظُر على كلّ أنواع الطّائرات أن تُحلّق فوقها بما فيها الدوليّة. وأنه لم يثبت حسيّاً أنّ الطّيور والطّائرات لا تستطيع التّحليق فوق الكعبة لأسباب إعجازيّة).[4]

معلوماتٌ مغلوطة عن الطّيران فوق الكعبة

يعتقد البعض بأنّ الكعبة هي مركز كوكب الأرض، ومركز الجاذبيّة الأرضيّة فيها، لكن هذه الادّعاءات ليس لها أيّ أساسٍ دينيّ أو علميّ، وقد يُصدّق غالبيّة المُسلمين مثل هذه الادعاءات بسبب حبّهم وتعظيمهم للكعبة، ويعتقد البعض استحالة طيران الطّائرات وحتّى الطّيور فوق الكعبة المُشرّفة مُبرّرين ذلك ببعض التّحاليل العلميّة التي لم يتمّ إثباتها إطلاقا، مثل وجود فراغ في طبقات الهواء التي تعلو الكعبة، ووجود مركز جذبٍ مغناطيسيّ فوق الكعبة، ووجود نور يخرج من الكعبة ويعبر إلى الفضاء الخارجيّ، لكن جميع هذه التّحاليل لا تستند لأيّ بحث علميّ مُثبت على الإطلاق.[5]

موقع الكعبة

تقع الكعبة على خط الطّول 21° شمال خطّ الاستواء، وخطّ الطّول 39.5° شرق خطّ غرينتش.[6] تقع الكعبة بين مجموعةٍ من الجبال السّوداء التي تُحيط بها من جميع الاتّجاهات، وترتفع المنطقة التي توجد فيها الكعبة عن سطح الأرض 300 متر في إحدى أودية جبال السّراة،[7] لذلك لا تصحّ الأقاويل التي تقول بأنّ مكان الكعبة يخلو من أيّ ميلانٍ أو انحرافٍ أو اعوجاجٍ في تضاريس الأرض، أو أنّها أوّل نقطة تستقبل شروق الشّمس على الكرة الأرضيّة.

مُكوّنات صحن الكعبة

في المسجد الحرام الكثير من المناطق المُقدّسة غير الكعبة، والتي يقوم المسلمين بتقديسها، وزيارتها، وإقامة الصّلوات والدّعاء عندها. ومن هذه المعالم:[8]

  • الحجر الأسود: وهو إحدى حجارة الجنّة حسب الرّوايات الإسلاميّة، وقد تحوّل لونه للأسود من ذنوب النّاس على الأرض. يبدأ عند الحجر الأسود الطّواف وينتهي من عنده، ويوضع الحجر الأسود على إحدى زوايا الكعبة داخل إطارٍ فضيّ لحمايته.
  • الحطِيم: وهو بناء يُمثّل نصف دائرةٍ في شمال المسجد الحرام، وقد قام النّبي إبراهيم وابنه إسماعيل ببنائه من حجرٍ دائريّ لتؤوي الغنم إليه.
  • مقام إبراهيم: وهي مِنصة نحاسيّة لها فتحاتٌ زجاجيّة يُوضع فيها الحجر الذي استخدمه النّبي ابراهيم كرافعةٍ عند علوّ البناء. يظهر على الحجر آثار قدمَيّ النبيّ إبراهيم بعدما غاصت قدماه فيه.
  • الصّفا والمروة: وهما جبلان يُعتبران من المعالم المُميّزة في المسجد الحرام، ويُقام فيهما شعيرة السّعي؛ وهي شعيرةٌ تُقام على أثر زوجة النبيّ إبراهيم هاجر التي سعت بين الصّفا والمروة سبع مرّات بحثاً عن الماء لإنقاذ ابنها إسماعيل.
  • باب الكعبة: وهو باب وُضِع في العهد العثمانيّ مصنوعٌ من الفضّة، ويتمّ تزيينه بمنحوتاتٍ قُرآنيّة.

المراجع

  1. ↑ سورة آل عمران، آية: 96.
  2. ↑ "الكعبة"، المعجم الإسلامي، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2016.
  3. ↑ "استبدال كسوة الكعبة المشرفة بتكلفة 22 مليون ريال سعودي"، العربية، 14-10-2013، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2016.
  4. ↑ عودة المهوس (26-7-2014)، "الدكتور المسند : لا صحة أن مكة المكرمة لا تتعرض للزلازل"، جريدة الإقتصادية، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2016.
  5. ↑ فهد الأحمدي (1-2-2006)، "( عفواً) .. مكة ليست مركزاً للكون"، الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2016.
  6. ↑ "الموقع الجغرافي للكعبة"، geohack.
  7. ↑ "جبال مكة المكرمة "، موقع كلمات، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2016.
  8. ↑ "الكعبة المشرفة.. بيت الله الحرام"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2016.