لماذا سمي نوح بهذا الاسم
نوح عليه السلام
خلق الله سبحانه وتعالى النّاس موحّدين لا يشركون بالله شيئاً، ثمّ وَسوست لهم الشّياطين فحرفتهم عن فطرتهم باتّخاذهم الأصنام والأنداد ليعبدونها من دون الله، ويشركون به، فاقتضت مشيئة الله تعالى أن يبعث للنّاس أوّل رسولٍ على وجه الأرض وهو سيّدنا نوح عليه السّلام، وذُكرت قصّة هذا النّبي الكريم في القرآن الكريم حيث وصفه الله تعالى بأنه أولي العزم من الرّسل.
قصة نوح عليه السلام
دعا نوح قومه سنين طويلة طيلة ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً، حيث كان يُشفق عليهم من العذاب، ويرجو لهم غفران ورحمة الله التي وسعت كل شيء، فلم يفقد فيهم أمل رجوعهم إلى الله تعالى، فظلّ يدعو لهم ويدعوهم ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، ويضرب لهم الأمثال، ويُناقش كل حججهم، ويبيّن لهم الآيات، ولكن ظلّ قومه يفرّون منه، ويضعون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم كلما جاء إليهم، فلم يؤمن معه إلا القبيل منهم، من البسطاء، والمساكين، وهو الأمر الذي لم يُعجب به سادة القوم، وأصحاب السلطة والمال، فإنّهم ظنوا أنّه لا يمكن أن تجمعهم دعوة واحدة.
زاد عناد قوم نوح عليه السلام وإصرارهم على موقف الكفر، ولكن نوح لم يفقد فيهم أمل الهِداية حتى أوحى الله له أنّه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن، وهنا دعا نوح على قومه بالهلاك، فكان الطوفان هو عذابهم الذي أنزله الله تعالى إليهم من السماء، بماء أغرق كل كافرٍ عنيد، وكل الّذين سخروا منه، حتى ابن نوح كان معهم من المهلكين، ولم يستجب لأمر أبيه، ونجا مع نوح الذين صدّقوا دعوته، بسفين عملاقة صنعها لهم من أمرٍ من ربّ العالمين.، كما جاء في آيات الكتاب المبين: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ * فَأَوْحَيْنَا إليه أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ * فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُخ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) [المؤمنون: 26-30].
سبب تسمية نوح بهذا الاسم
قصّة سيدنا نوح عليه السلام توضّح لنا سبب تسميته بهذا الإسم، وهو من كثرة نوحهِ، وشدّة حزنه و بكائِه على قومه، فطيلة سنوات عمره وهو يدعوهم ولكن لم يؤمن معه إلا قليلٌ من قومه.