يتعامل الشخص مع الكتلة في عدد كبير من التجارب العلميّة وفي الحياة العمليّة؛ حيثُ يحتاج إلى قياس كتل المواد المُستخدمة في تحضير الحلويات والأطعمة المختلفة، كما أنه يحتاج إلى اختيار دقيق لكُتل المواد الكيميائيّة التي تدخل في تركيب المستحضرات الطبيّة والأدوية، سواء كانت صلبة، أم سائلة، أم حتى غازيّة؛ وذلك لأنّ الاختيار الخاطئ لكتل هذه المواد يؤدّي إلى حدوث مشاكل صحيّة كبيرة.[1]
الكتلة هي عبارة عن مقدار ما يحتويه الجسم من مادة، أيّ أنّ كُتل الأجسام سواء كانت صغيرة أم كبيرة تبقى ثابتة في أيّ مكان، وهذا يختلف عن المفهوم الخاطئ الذي يتعامل معه المجتمع على أنَّ الكتلة والوزن هما الشّيء نفسه؛ حيث إنّ الوزن هو عبارة عن قوة جذب الأرض أو أي جرم سماوي له جاذبية كبيرة للأجسام التي عليه، فالأوزان تختلف من مكان إلى آخر؛ فوزن الإنسان على الأرض يكون ستة أضعاف وزنه على القمر، بينما مقدار الجاذبية على القمر تساوي قرابة سُدس جاذبيّة الأرض، أي أنّ وزن الإنسان على القمر يساوي سُدس مقدار وزنه على الأرض، ووزن الجسم على سطح المُشتري أكبر من وزنه في الأرض بمقدار الضعف تقريباً؛ حيثُ إنّ قوّة الجاذبيّة في المُشتري أقوى بكثير من قوّة جاذبيّة الأرض.[2][3]
إنَّ لجميع الكميات الفيزيائية -سواء كانت كميات قياسية أم متجهة- وحدة اتفق عليها العلماء للتعبير عن هذه الكميّات، فقد اتفق العلماء على أنَّ وحدة قياس الكتلة في النظام العالمي هي الكيلوغرام، ولكن هنالك وحدات أخرى تستخدم حسب التجربة أو الكميّة الفيزيائية التي يمكن قياسها، ومن هذه الوحدات:[4][5]
حسب قانون العالِم إسحاق نيوتن، فإنَّ القوّة المؤثّرة في الجسم يُساوي كتلة هذا الجسم مضروبةً بتسارُعه، وتُكتَب العلاقة على شكل (القوّة = الكُتلة × التسارُع)، وفي حال أثّرت قوة على جسم ساكن، فستُسبّب تسارُع هذا الجسم بنفس اتجاه القوّة، وفي حال كان الجسم مُتحرّكاً أصلاً قبل أن تؤثِّر فيه قوّة؛ فإنَّ تعرُّضه لقوّة خارجيّة سيؤدّي إلى إبطاء الجسم المُتحرّك، أو زيادة سُرعته، أو تغيير اتّجاهه اعتماداً على طبيعة القوّة المؤثرة. تُشير القوّة والتسارُع في القانون إلى كمّيّات مُتّجهة؛ مما يعني أنَّ كلاهما له مقدار واتّجاه، ويمكن أن تكون القوّة عبارة عن مُحصِّلة لمجموعة من القوة الأخرى المؤثِّرة.[6]
من هذا القانون تمَّ اشتقاق قانون الوزن، والذي يُعبَّر عنه بالمُعادلة (الوزن = الكتلة × تسارُع الجاذبيّة الأرضيّة)، ومن أجل مُقاومة الجاذبيّة ورفع جسم ما، فيجب التأثير على الجسم بقوّة مُعاكِسة للجاذبيّة (للأعلى) تكون بمقدار أعلى من حاصل ضرب كُتلة الجسم بتسارُع الجاذبيّة الأرضيّة.[6]
تتعدَّد أنواع الموازين المُستخدمة في قياس كُتَل الأجسام، فمنها ما يقيس كُتل أجسام ثقيلة بشكل هائل، ومنها ما يستطيع قياس أجسام لا تتعدّى كتلتها بضعة كيلوغرامات، وفي ما يلي أهمّ الموازين المستخدمة:
تُقاس كُتل الأجسام الكبيرة باستخدام أنواع موازين أخرى متخصّصة بذلك، فَلِقياس كتلة الشاحنات على سبيل المثال، يُستخدَم ميزان بسكول، وهو عبارة عن طريق حديديّة مُدعّمة بمضخّات هيدروليكيّة.[3]