نبذة عن هارون الرشيد طب 21 الشاملة

نبذة عن هارون الرشيد طب 21 الشاملة

نشأة وحياة هارون الرشيد

تلمعُ في التاريخِ أسماء لبعضِ الشخصيّاتِ التي كانَ لها أثرٌ طيّبٌ في حياة الناس، حيث تركت للأجيالِ دروساً، وعِبَراً في القوّة، والعَزمِ، والحكمة، ويُعَدُّ هارون الرشيد، الخليفة العباسيّ الخامس للمسلمين، إحدى هذهِ الشخصيّات، وهو هارون، بن محمّد المهديّ، بن عبد الله أبي جعفر المنصور، بن محمد، بن علي، بن عبد الله، بن عبّاس الهاشميّ، كان يُكنَّى بأبي موسى، ثمّ أصبح يُكنّى بأبي جعفر، وُلِد هارون الرشيد في مدينة الريّ سنة 148هـ/765م، لوالديه: المهديّ، وأمّ الهادي (وتدعى الخيزران)، وقد نشأ هارون في كنفِ والده الخليفة؛ فاهتمّ بتعليمه، وتثقيفه لغةً، وأَدَباً، كما زَرَعَ فيه حبّ الجهاد، فنشأ شجاعاً وقويّاً، كما أنّ والده أرسله إلى الفتوحات وحوله قادةٌ أكفياء لتعليمه، ومن الجدير بالذكر أنّ هارون الرشيد تزوَّجَ من ابنة عمّه جعفر بن أبي جعفر المنصور، وكانت تُدعَى زبيدة، وذلك في عام 165هـ/782م، حيث أنجبَت له الأمين، والمأمون.[1][2]

خلافة هارون الرشيد

بعد وفاة الهادي؛ وهو الأخ الأكبر لهارون الرشيد، انتقلَت الخلافة إليه، فتولّاها سنة 170هـ/786م، ليُصبح خليفةً على إمبراطوريّة تمتدّ من وسط آسيا، حتى المحيط الأطلسيّ، وهو لا يزالُ في الخامسة والعشرين من عُمره، حيث عَيّنَ هارون الرشيد يحيى البرمكيّ وزيراً له، علماً بأنّ خلافة هارون الرشيد كانت مكسباً للأمّة الإسلاميّة؛ وذلك بسبب أعماله العظيمة التي قدّمها للأمّة، فقد قِيل إنّ فترة خلافته هي الأفضل خلال فترة الخلافة العباسيّة التي دامت خمسة قرون،[3] ومن أهمّ ما قدّمه الخليفة الرشيد في فترة حُكْمه:[3]

السياسة في خلافة هارون الرشيد

لم تكن الأوضاع السياسيّة خلال فترة هارون الرشيد مُستقِرّة؛ فقد كانَت هناك بعض النزاعات الداخليّة، والخارجيّة، والتي حاوَل هارون الرشيد أن يُخمِدها، أو يَحلّها خلال فترة خلافته، ومن أهمّ الأمور السياسيّة التي واجهَت الخليفة:[4]

البرامكة في عَهْد هارون الرشيد

كانت أسرة البرامكة مُقرَّبةً من الخليفة هارون الرشيد؛ فقد كَبُرَ هارون وحوله يحيى بن خالد بن البرمكيّ الذي كانَ يتمتَّع بالنُّبل، والأخلاقِ الرفيعة، والذي كان يَعُدُّه أباً له، فعيَّنَه وزيراً بعدَ تولِّيه الخلافة، وكانت أسرة البرامكة عوناً لهارون في حُكْمه، إلّا أنّ التاريخ يذكرُ ما يُعرَف ب (نكبة البرامكة)، إذ حَصَل خلاف بين هارون الرشيد، وأسرة البرامكة، وغَضب هارون الرشيد منهم، ممّا أدى إلى مقتلِ جعفر بن يحيى بن خالد البرمكيّ سنة 187هـ/803م، ولكنّه ندمَ ندماً شديداً بعدَ تلكَ الواقعةِ، ويَرِد عنه أنّه قال: (لعنَ الله من أغراني بالبرامكة، فما وجدت بعدهم لذّة ولا رجاءً، وَدِدْت والله أنّي شَطَرت نصف عمري وملكي، وأنّي تركتهم على حالهم)، ويختلف المُؤرِّخونَ في سبب تلكَ النكبةِ؛ فبعضهم يروي بأنّ الوُشاةَ، وأصحابَ المَكْرِ، أوقعوا بينَ الخليفة، والبرامكة؛ وذلك حسداً لما وصلت إليه العائلة من مَجدٍ وعزٍّ في عَهْده، إذ يروي بعض المُؤرِّخينَ أنّ أحد الوشاةِ أخبرَ الخليفة بأنّ البرامكةَ يُؤثِرونَ مصلحة العلويِّين على مصلحته؛ أي أنّهم خانوا الثقة التي أعطاها لهم الخليفة، إلى نحو غيرها من الروايات.[2]

وفاة هارون الرشيد

تعرَّضَ هارون الرشيد لمرضٍ لا شفاءَ له، وكانت حالته الصحِّية تسوء مع الوقت، إلّا أنّه اضطرَّ إلى السفر إلى خراسان؛ لوَضْعِ حلّ للاضطّرابات والتمرُّد الذي كان بقيادة الأمويّ رافع بن الليث، وفي طريقه إلى هناك، وتحديداً في مدينة (مَشهد) التي كانَ يُطلَق عليها اسم (طوس)، لَفَظَ الخليفة هارون الرشيد آخرَ أنفاسِه، وتُوفِّيَ عام 193هـ/809م، عن عُمرٍ يُناهزُ الثالثة والأربعين.[5]

المراجع

  1. ↑ عبدالله الذنيبات (2007)، المجالس الشعريّة والنقديّة في مجالس الخليفة هارون الرشيد، الأردن : جامعة مؤتة، صفحة 6، 9. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "خلافة هارون الرشيد"، islamstory.com، 12-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "هارون الرشيد.. والعصر الذهبي للدولة العباسيّة"، www.cia.gov، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2018. بتصرّف.
  4. ↑ د. عبد الرحمن دركزللي، هارون الرشيد، الإمارات: جامعة الإمارات، صفحة 1،2. بتصرّف.
  5. ↑ إبراهيم الغرايبة (26-9-2005)، "هارون الرشيد ولعبة الأمم"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2018. بتصرّف.