يعدّ الحديد من العناصر المهمة لجسم الإنسان، وذلك لدوره في عملية تصنيع بروتين الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين إلى الخلايا، كما أنّه يساهم في المحافظة على المناعة في الجسم، وخلال فترة الحمل يزداد احتياج الجسم للحديد، وذلك لأنَّ كمية الدم في الجسم تزداد بنسبة 50٪، وعلى الرغم من أنَّ الجسم يمتص الحديد بكفاءة أكبر أثناء الحمل، فإنَّ من الممكن أن لا تحصل الحامل على احتياجاتها من الحديد من خلال النظام الغذائي وحده؛ حيث إنَّ الكثير من النساء يبدأن الحمل بمخزون غير كافٍ من الحديد.[1]
قد يوصي الطبيبُ المرأةَ الحاملَ في بعض الحالات بتناول حبوب الحديد، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالحديد، ممّا يضمن حصولها على الكميات الكافية منه، وذلك لأنّه يعدّ ضرورياً للجسم، حيث إنّه يساعد على:[2]
تحتاج النساء الحوامل إلى 27 مليغراماً من الحديد يومياً، وهي ضعف الكمية التي تحتاجها النساء غير الحوامل (18 مليغراماً)، ومن المهمّ جداً عدم استهلاك أكثر من 45 مليغراماً من الحديد يومياً خلال فترة الحمل، ويمكن تجنّب ذلك عن طريق تناول مكملات الحديد بالكميات التي أوصى بها الطبيب، وفي حال تجاوز هذه الكمية بشكل مستمرّ فإنَّ ذلك سيؤدي إلى ارتفاع مستويات الحديد في الدم بشكل كبير، مما يسبب العديد من المشاكل للأم والطفل.[1][2]
تحتوي المكملات الغذائيّة للحديد على جرعات عالية منه، لذلك فإنَّها يمكن أن تسبّب مجموعة من التأثيرات الجانبية، منها:[3][1]
ومن الجدير بالذكر أنَّ الجسم يمكن أن يتكيّف مع مكمّلات الحديد الغذائيّة بعد فترةٍ قصيرة، كما يمكن تخفيف الإمساك الناتج عن تناول مكمّلات الحديد عن طريق شرب كميات جيّدة من الماء، وتناول الأطعمة الغنيّة بالألياف، وفي حال استمرار الآثار الجانبية، يمكن تناول حبوب الحديد مع الطعام أو تقسيمها على جرعتين، أمّا إذا استمرّت هذه الآثار بشكل مزعج فيُنصح باستشارة الطبيب.[2]
تعتبر حبوب الحديد مهمّة بشكل خاص للحوامل اللواتي يعانين من فقر الدم، أمَّا النساء اللواتي يمتلكن نسباً طبيعيةً من الحديد فإنَّ تناول مكملات الحديد كإجراء وقائي يمكن أن لا يكون له أي فوائد صحية؛ وذلك لأنَّه يمكن الحصول على ما يكفي الجسم من الحديد عن طريق اتباع نظام غذائي صحيٍّ يساعد على الوقاية من نقص الحديد،[3] ويتوفر الحديد في الغذاء بنوعين، هما:[2]
فيما يأتي مجموعةٌ من النصائح لزيادة امتصاص الحديد من الغذاء، والاستفادة منه:[2][4]
يمكن أن يسبّب فقر الدم الناجم عن عوز الحديد انخفاضاً في مستويات الطاقة بالجسم، بالإضافة إلى بعض الأعراض التي تشبه أعراض الحمل العامة في الغالب، ومن هذه الأعراض:[5]
يمكن أن يزيد الحمل من احتمالية الإصابة بفقر الدم،[4] وقد يؤثر في صحة الحمل، وتبيّن النقاط الآتية تأثير نقص الحديد الذي لم يتمّ علاجه في صحّة الحامل والجنين:[1]
ومن الجدير بالذكر أنَّ فقر الدم المعتدل الذي يتمّ تشخيصه وعلاجه مبكراً عن طريق مكمّلات الحديد لا ينبغي أن يسبّب مشاكل أثناء فترة الحمل؛ حيث إنَّ الطبيب عادةً ما يطلب من الحامل القيام بمجموعةٍ من تحاليل الدم، ومنها اختبار مستويات الحديد، كما أنَّ احتمالية الإصابة بفقر الدم الشديد تكون منخفضة إذا كانت المرأة الحامل تتبع نظاماً غذائياً متوازناً، ولكنَّ فقر الدم يمكن أن يسبّب مشاكل صحيّة خطيرة عند النساء اللواتي يلتزمن بنظامٍ غذائيٍ صحيّ ومتوازن.[4][3]