ما بعد القبر طب 21 الشاملة

ما بعد القبر طب 21 الشاملة

الموت

لكلّ إنسان أجل محدود، فإذا انتهى أجله جاءه الموت في أي مكانٍ، وفي أي زمانٍ، فلا يستطيع ردّه عن نفسه ولا عن غيره، فليس للموت مكان محدّد، ولا زمان محدّد، كما قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،[1] وقد مات الكثير من الصحابة -رضي الله عنهم- خارج بلادهم على طاعة الله، والجهاد في سبيله، ومات أكثر العُصاة في أماكن اللهو والفجور، ويُمكن القول إنّ الموت هادم اللذّات، ومفرّق الجماعات، ومكدّر الشهوات، ويمضي في طريق لا يتوقّف ولا يستجيب لصرخة ملهوفٍ، أو حسرة مُفارقٍ، ومن أكثر ما يذكّر بالموت هو القبر، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من زيارة القبور، ويقول: ( أَكْثروا ذِكْرَ هادمِ اللَّذَّاتِ)،[2] بالإضافة إلى أنّ النبي -عليه السلام- علّم أمته كيفية الدعاء عند زيارة المقابر، فكان يقول: (السلام عليكم أهلَ الدِّيارِ، من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله لَلاحقون، أسأل اللهَ لنا ولكم العافيةَ).[3][4]

ما بعد القبر

عندما يحين أجل الإنسان يرسل الله -تعالى- ملائكةً لقبض روحه، التي تعتبر بمثابة المحرّك للجسد، حيث قال الله تعالى: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)،[5] وتكون صورة الملائكة مخيفةً بالنسبة للكافر والمنافق، أمّا المؤمن فتأتيه الملائكة بصورةٍ حسنةٍ جميلةٍ، ثم يدخل الإنسان في سكرات الموت والاحتضار، وفي ما يأتي بيان بعض ما يمرّ به الإنسان بعد الموت:[6]

تزاور الأرواح وتلاقيها بعد الموت

لا تستطيع الأرواح المعذّبة التزاور ولا التلاقي؛ لأنّها مُنشغلة في العذاب عن ذلك، بينما تتلاقى الأرواح المُنعّمة وتتزاور ما دامت مُرسلةً وغير محبوسةٍ، حيث تكون كلّ روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها، فيتذاكرون ما كان في الدنيا وأهلها، وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا وليَ أحدُكم أخاه فلْيُحسنْ كفنَه؛ فإنَّهم يُبعثونَ في أكفانِهم، و يتزاورونَ في أكفانِهم)،[11] وقول الله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا)،[12] ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المعية تكون في الدنيا، والبرزخ، والجنّة.[13]

المراجع

  1. ↑ سورة لقمان، آية: 34.
  2. ↑ رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 133، صحيح.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 975، صحيح.
  4. ↑ "الموت"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الأنعام، آية: 61.
  6. ↑ عمر سليمان الأشقر، القيامة الصغرى، صفحة 13-107. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن هانئ مولى عثمان، الصفحة أو الرقم: 3461، حسن.
  8. ↑ رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 2/498، إسناده صحيح.
  9. ↑ سورة المؤمنون، آية: 100.
  10. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن مسروق بن الأجدع بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1887، صحيح.
  11. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 845، صحيح.
  12. ↑ سورة النساء، آية: 69.
  13. ↑ "هل أرواح الموتى تتلاقى وتتزاور"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2018. بتصرّف.