الثقافة والفن طب 21 الشاملة

الثقافة والفن طب 21 الشاملة

الثقافة

الثقافة هي صقلٌ للنفس والفطنة والمنطق، أمّا الفن هو عبارة عن موهبة مُقدّسة يتمكّن الفرد من خلالها من التعبير عن نفسه وذلك من خلال استخدامها لترجمة الصّراعات والأحاسيس التي تنتابه. تُعتبر الثقافة روح الأمّة والعنوان الرئيسي لهويتها، فهي إحدى أهمّ ركائز بناء المجتمع ونهوضه، حيث إنّ لكلّ أمةٍ ثقافةٌ تستمد منها خصائصها وعناصرها، فتنسب إليها وتصطبغ بصبغتها.

تتميّز الأمم على اختلافها بعددٍ من الثقافات التي تختص بها وتميّزها عن الأخرى، ومن الثقافات المعروفة في التاريخ الإنساني الثقافة الرومانيّة، واليونانيّة، والهلينيّة، والفرعونيّة، والهنديّة، والفارسيّة، إضافةً للثقافة العربيّة.

الثقافة هي مفردةٌ عريقة في أصول اللغة العربيّة، وتعني ثقف ثقفاً ثقافة في القاموس المحيط، وتَعني تثقيف الرّمح أي تقويمه وتسويته، وتُستخدم كلمة الثقافة في الوقت الحاليّ للدلالة على الرقيّ الأدبيّ، والفكريّ، والاجتماعيّ للفرد والجماعة، ولا تعتبر الثقافة مجرّد مجموعةٍ من الأفكار، فهي إضافةً لذلك تعتبر نظريّة في السلوك لرسم مجمل طريق الحياة، متمثّلةً بالطابع العام السائد في المجتمع، والثقافة هي إحدى الوجوه التي تميّز كلّ أمةٍ عن غيرها من الأمم والمجتمعات بكلّ ما تحويه من لغة، وعقيدة، وقيم، ومبادئ، وسلوك، وتجارب، وقوانين، وميراث مقدّس.

خصائص الثقافة وميزاتها

الفن

يُعتبر الفن هو إبداع الأشكال وأنماط جديدة - كما عرفه الإنجليزي هربرت ريد – ولاكتمال المعنى وليصبح أكثر شموليّة، فقد أضيفت له أنماط الفنون المختلفة، كالفنون التشكيليّة والسمعيّة والمركبة؛ فالفنون التشكيليّة تمثّلها فنون التصوير التشكيلي، وفن العمارة، والنحت، والأشغال الفنيّة؛ كصناعة المعادن، والسجاد، والنسيج، إضافةً إلى المجسّمات الجماليّة.

الفنون السمعيّة والتي تتمثّل بالإيقاعات الموسيقيّة والأهازيج والأغاني والأناشيد، والفنون المركبة التي تمثلها العروض المرحيّة التي تحتوي على نصوصٍ أدبيّة وعدد من الإيقاعات الموسيقيّة والفنون التشكيليّة، ويتمثل هذا النوع بفنون الأوبرا والمسرحيّة وغيرها. من كلّ هذا يتّضح لنا معنى الفن، وهو عبارة عن ابتكار أشكال وأنماط جديدة يُعبّر بها الفنان عن مشاعره ونفسه ومواقفه تجاه المُحيط والكون الذي يعيش فيه، ويُعتبر هذا الفن وليد انفعالٍ سابق وحس مرهف وذكاءٍ إيجابي.

الثقافة والفن

يُعتبر الفن أداةً من أدوات تطبيق الثقافة من جميع النواحي، إضافةً إلى مساهمته بشكلٍ فعّال في رفع المستوى الثقافي على جميع الأصعدة، وتساهم الثقافة في تنمية المدارك وخلق أنواع جديدة من الفنون من الناحية العمليّة والجماليّة، وهذا الأمر يوضّح العلاقة الوطيدة بين الفن والثقافة والبنى التركيبيّة المشتركة بين كلا المجالين، فعادةً ما يرتبط المصطلحان مع بعضهما البعض في كافة المنابر.

بما أنّ الفن هو لغة الحوار بين عددٍ من الثقافات وأداة تطبيق لتلك الثقافات فإنّه يهدف إلى إنشاء نوع من الفضاء الحواري وخلقه وصقله وتشكيله، لخلق معانٍ جديدة ذات شكلٍ جمالي للثقافة.

من هنا يتّضح بأنّ الثقافة هي عبارة عن كلّ مركّب يتضمن جميع العقائد، والمعارف، والأخلاق، والفنون، والعادات، والقوانين، ولأنَّ الثقافة في معانيها ومركّباتها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفنون، يتّضح بأنّه لا يوجد فنّ دون ثقافة، ولا توجد ثقافة دون فنٍّ، فهما يتّحدان ببعضهما كاتحاد الأكسيجين بالكربون لينتج الماء، فتتّحد الثقافة بالفنّ لينتج الإبداع.