تعريف النقد طب 21 الشاملة

تعريف النقد طب 21 الشاملة

تعريف النَّقْد

يُعرَّف النَّقْد لغةً، بأنّه تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها، ويأتي بمعنى فَحْص الشيء وكَشْف عيوبه. أمّا في الاصطلاح، فالنَّقْد هو تمحيص العمل الأدبي بشكلٍ متكاملٍ حال الانتهاء من كتابته؛ إذ يتمّ تقدير النصّ الأدبيّ تقديراً صحيحاً يكشِفُ مواطن الجودة والرداءة فيه، ويبيّن درجته وقيمته، ومن ثمّ الحكم عليه بمعايير مُعيّنة، وتصنيفه مع من يشابهه منزلة.[١]

فالنَّقْد يختلف بمعاييره وأحكامه باختلاف الفن الذي يُمارَس فيه النَّقْد؛ فالنَّقْد الذي يُوجَّه للأدباء والنُّقاد يختلف عن النَّقْد المُوجَّه للفقهاء، كما أنّ نَقْد الأصوليّين يختلف عن نَقْد المُحدِّثين؛ فلكلٍّ منهم أسلوبه وأحكامه، إلّا أنّ المشترك بينهم هو النَّظر في الأثر الأدبيّ وتحليله مضموناً وشكلاً، ثمّ الحكم عليه وتقويمه، والنَّقْد قد يكون في مجال الأدب، والسياسة، والفلسفة، وفي مختلف المجالات الأُخرى، ومن الجدير بالذّكر أنّ هناك مفردات مقاربة للنَّقْد، كالتقييم، والردود، والمناظرات، والمحاورات، والجدل، والمباحثة، إلّا أنّ لكلِّ مصطلحٍ ما يميِّزه عن غيره من حيث الأساليب، والأحكام، والغايات.[١]

الفرق بين النَّقْد البَناء والنَّقْد الهَدَّام

قسَّم أهل العلم النَّقْد إلى نَقْد بَنَّاء، وهو الذي يسعى الناقد فيه إلى تقويم الخطأ ويحاول إصلاحه بناءً على أُسُس علميّة، مبتعداً عن التعصُّب، وإصدار الأحكام المُسبَقة. ونَقْد هَدَّام، وهو الذي يكون فيه النَّقْد من أجل النَّيْل من الآخرين، وتشويه سمعتهم، والترصُّد لهم، بإظهار أخطائهم من غير حُجَّة ولا برهان.[٢]

فيظهر من ذلك أنَّ الناقد في النَّقْد البَنَّاء يُقدِّم نَقْداً مُتخصِّصاً قائماً على أساليب علميّة في مجال تخصُّصه، بينما الناقد في النَّقْد الهَدَّام ينتقد من غير إنصاف، وقد يقوم على تجريح الناس؛ بسبب تعصُّبه لفكرة ما، وقد تكون في غير مجال دراسته. كما أن النَّقْد البَنَّاء يكون هدفه الأساسيّ تصويب الأوضاع؛ لذلك يسعى الناقد إلى تقديم النُّصح للناس، أو التلميح لهم دون تجريح، بينما يكون هدف الناقد في النَّقْد الهدَّام هو الانتصار، بغَضِّ النظر إن كان على صواب أم لا؛ حيث يعمد الناقد هنا إلى الثأر من الآخرين وفضحهم.[٢]

ومن جانب آخر، يرى الناقد في النَّقْد البَنَّاء أنَّ رأيه قد يُؤخَذ به أو قد يُرفَض، لكنَّ الناقد في النَّقْد الهدَّام يرى أنَّ رأيه هو الحقيقة المطلقة غير القابلة للنَّقْض، بينما يتَّضح الفرق الثالث في ترحيب الناقد بجميع الآراء المطروحة في النَّقْد البَنَّاء؛ إذ لا يهمه صاحب الرأي بقدر ما يهمه الرأي ذاته، لكن الناقد في النقد الهدّام لا يهمه تقديم حلول ومناقشتها، بقدر ما يهمه الانتقاد بحسب مكانة الأشخاص، ويتجلى الفرق الأخير في أن الناقد في النقد البناء يفصل بين كل فكرة وأُخرى، ويتقبل الأفكار الإيجابية الأخرى التي تصدر من الشخص ذاته الذي انتقده، بينما في النقد الهدام يرفض الناقد جميع الأفكار التي تصدر من الشخص الذي انتقده، حتى لو كانت ذات أهمية.[٢]

مراحل العملية النَّقْدية

يخضع النَّقْد لمجموعة من الإجراءات والخطوات الضروريّة، فيمرّ بثلاث مراحل. هي:[٣]

شروط الناقد

هناك بعض الشروط الواجب توافرها في الناقد. منها:[٢]

المناهج النَّقْدية

للمنهج النَّقْدي مفهومان: أحدهما عام، يرتبط بطبيعة الفكر النَّقْدي الذي وضع أُسُسَه ديكارت، وقد كان مبدؤه يقوم على عدم قبول المُسَلّمات قبل عرضها على العقل؛ فيحللها ويختبرها؛ ليصل بعد ذلك إلى التأكُّد من صحتها، والآخر مفهوم خاص، وهو يتعلّق بمظاهر الإبداع الأدبيّ من طبيعة، وعناصر، وقوانين، وعلاقة الأدب بالمجتمع، وعاداته، وتقاليده. وتنقسم المناهج النَّقْدية إلى مَنظومَتين: المَنظومَة التاريخيّة والمَنظومَة الحداثيّة.[٤]

المَنظومَة التاريخيّة

المنظومة الحداثيّة

المراجع

  1. ^ أ ب د. بليل عبدالكريم (2-4-2012)، "تعريف النقد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث وائل العدس (17-11-2015)، "بين النقد البنّاء والهدّام، الابتعاد عن الهوى والتعصب والأحكام المسبقة والتجرد والإنصاف"، alwatan.sy، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2018. بتصرّف.
  3. ↑ صبيحة شبر (13-5-2006)، "حول النقد الأدبي"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2018. بتصرّف.
  4. ↑ د. صلاح فضل (2002)، مناهج النقد المعاصر (الطبعة الأولى)، القاهرة: ميريت للنشر والمعلومات، صفحة (10-11). بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت د. صلاح فضل (2002)، مناهج النقد المعاصر (الطبعة الأولى)، القاهرة: ميريت للنشر والمعلومات، صفحة (25-36). بتصرّف.
  6. ↑ د. صلاح فضل (2002)، مناهج النقد المعاصر (الطبعة الأولى)، القاهرة: ميريت للنشر والمعلومات، صفحة (45-48). بتصرّف.
  7. ↑ د. صلاح فضل (2002)، مناهج النقد المعاصر (الطبعة الأولى)، القاهرة: ميريت للنشر والمعلومات، صفحة (66-68). بتصرّف.
  8. ↑ د. صلاح فضل (2002)، مناهج النقد المعاصر (الطبعة الأولى)، القاهرة: ميريت للنشر والمعلومات، صفحة (85-88). بتصرّف.
  9. ↑ د. صلاح فضل (2002)، مناهج النقد المعاصر (الطبعة الأولى)، القاهرة: ميريت للنشر والمعلومات، صفحة (109-111). بتصرّف.
  10. ↑ د. صلاح فضل (2002)، مناهج النقد المعاصر (الطبعة الأولى)، القاهرة: ميريت للنشر والمعلومات، صفحة (123-124). بتصرّف.