شرح خطبة حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم طب 21 الشاملة

شرح خطبة حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم طب 21 الشاملة

حجة الوداع

قرّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذهاب للحجّ للمرة الأولى في حياته في شهر ذي القعدة، من العام العاشر للهجرة، وذلك بعد أن شعر بدنوّ الأجل، حيث قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- عندما بعثه إلى اليمن: (يا معاذُ إنَّك عسى ألَّا تلقاني بعد عامي هذا لعلك أن تمُرّ بمسجدي وقبري)،[1] فأعلن الرسول نيته للخروج إلى الحجّ، ولمّا وصل الخبر إلى القبائل توجّهت من جميع أنحاء الجزيرة العربية إلى المدينة المنورة؛ طمعاً في صحبة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في تلك الحجة، التي أُطلق عليها اسم حجة الوداع، فبلغ عدد الذين حضروا مئة ألف مسلمٍ، ومن العلماء من قال بأنّ عدد المسلمين وصل إلى مئة ألفٍ وأربعةٍ وأربعين ألفاً، وفي أواخر ذي القعدة خرج رسول -الله صلّى الله عليه وسلّم- من المدينة المنورة، وأحرم في ذي الحلفية قارناً بين الحجّ والعمرة، ولمّا وصل مكة في الرابع من ذي الحجة أتمّ عمرته، ولم يتحلّل من إحرامه؛ لأنّه كان قارناً، وفي اليوم الثامن من ذي الحجّة توجّه إلى مِنى، وبات فيها، وفي صباح يوم التاسع من ذي الحجّة توجّه إلى عرفات، ونزل في نَمِرة حتى زالت الشمس، وخطب خطبةً عظيمةً جامعةً.[2]

شرح خطبة حجة الوداع

خطب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالناس يوم عرفة خطبةً عظيمةً، ركّز فيها على عددٍ من النقاط المهمة، وفيما يأتي بيانها:[3]

البلاغ مهمة أمة الإسلام

من الأمور التي حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عليها في خطبة الوداع، توضيح مهمته شخصياً، ومهمة الأمة الإسلامية من بعده، ألا وهي تبليغ الرسالة للناس كافةً، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ البلاغ شيءٌ، والهداية شيءٌ آخر، حيث قال الله تعالى: (مَا على الرَّسُول إِلا الْبلاغُ الْمُبِينُ)،[5] بينما يرجع أمر الهداية إلى مشيئة الله تعالى، مصداقاً لقوله: (إنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)،[6] وقد ختم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خطبته في حجة الوداع ببيان مهمته، وهي تبليغ الناس دين الله تعالى، حيث قال: (وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ، فقال بإصبعه السبَّابة، يرفعُها إلى السماء، وينكتها إلى الناس اللهمَّ اشهد، اللهمَّ اشهد ثلاث مراتٍ)،[4] وقد فهم الصحابة -رضي الله عنهم- طبيعة المهمة التي كُلّفوا بها بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعلموا أنّ ما يقومون به من تبليغ للرسالة إنّما هو واجبٌ عليهم، لا منّةً ولا فضلاً لأحدٍ فيه، وكان ذلك الفهم ظاهراً في كلام ربعي بن عامر رضي الله عنه، عندما بيّن أنهم قومٌ ابتعثهم الله ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.[7]

المراجع

  1. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان،عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 647، أخرجه في صحيحه.
  2. ↑ "حجة الوداع"،www.islamstory.com،اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2017. بتصرّف.
  3. ↑ "شرح الحديث رقم 1218"،www.dorar.net،اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1218، صحيح.
  5. ↑ سورة النور، آية: 54.
  6. ↑ سورة القصص، آية: 56.
  7. ↑ "وصايا النبي في حجة الوداع (2-2)"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2017. بتصرّف.