تعريف الحج لغة واصطلاحاً طب 21 الشاملة

تعريف الحج لغة واصطلاحاً طب 21 الشاملة

أركان الإسلام

بعث الله تعالى النَّبي محمد -عليه الصَّلاة والسَّلام- برسالة الإسلام ليكون خاتمة الرسالات وآخر الدِّيانات السَّماويَّة، ويكون للنَّاس كافَّةً من العرب والعجم أين وُجدوا ومتى وجدوا، من يوم بعثته -عليه الصَّلاة والسَّلام- حتى قيام السَّاعة، وجاءت الشَّريعة الإسلاميَّة بأحكامٍ ناظمةٍ لحياة النَّاس المختلفة من عباداتٍ ومعاملاتٍ وأخلاقياتٍ، وفي ما يتعلق بجانب العبادات فقد شرعها الله تعالى وبيَّنتها نصوص القرآن الكريم والسُّنة النَّبويَّة، ومن بين هذه العبادات من خُصَّت ومُيِّزت بكونها أركان الإسلام التي يبنى عليها ويقوم، وحقٌّ على كلِّ مسلمٍ مكلَّفٍ أداؤها وإتيانها، وهذه الأركان كما جاء في حديث النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- هي: (بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتَاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)،[1] وتالياً حديثٌ عن أحد هذه الأركان وهو الحجُّ، وبيانٌ لمعناه في اللغة والاصطلاح، وتوضيحٌ لحُكمه التكليفيّ وفضله، والحِكمة من تشريعه.

تعريف الحجِّ

الحجُّ لغةً

الحجُّ في اللغة من الجذر اللغوي حجج، فالحاء والجيم جذٌر دالٌّ على أربعة أصولٍ (والأصل الأول هو المراد هنا)، وهي:[2]

الحجُّ اصطلاحاً

الحجُّ في الاصطلاح الشَّرعي هو قصد بيت الله الحرام وجبل عرفة في شهورٍ معلوماتٍ للقيام بأعمالٍ مخصوصةٍ، وهذه الأعمال عند جمهور الفقهاء هي: الوقوف بعرفة، والطَّواف ببيت الله الحرام، والسَّعي بين الصفا والمروة، وذلك وفق شروطٍ وهيئةٍ مخصوصةٍ،[4] وقد جاء في قول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).[5]

حُكم الحجِّ

الحجُّ كما سبق ركنٌ من الأركان الخمسة التي بُني الإسلام عليها، وقد ثبت كون الحجِّ فرض عينٍ على كلِّ مسلمٍ مستطيعٍ قادرٍ مرَّةً واحدةً في العُمر، وقد جاءت نصوصٌ شرعيَّةٌ كثيرة من القرآن الكريم والسُّنة النَّبويَّة تدلِّلُ على فرضية الحجِّ، منها قول الله تعالى: (...وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[6]، ومنها ما روي عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (أيها الناسُ: قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا، فقال رجلٌ: أكلّ عامٍ يا رسولَ اللهِ؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لو قلتُ نعم لوجبت، ولما استطعتم)،[7] وقد انعقد إجماع الأمَّة على كون الحجِّ فرضاً على كلِّ مسلمٍ قادرٍ مرَّةً واحدةً في حياته، وأنَّ فرضيته ممَّا هو معلومٌ من الدِّين بالضَّرورة؛ أي يكفُر من أنكره وجحده.[4]

حِكمة تشريع الحجِّ

إنَّ الله تعالى إذ شرع العبادات المختلفة ليؤديها المسلم ويتقرب إلى الله تعالى بأدائها، فقد جعل لهذه العبادات حِكماً وغاياتٍ ومعانٍ جليلةً قصدها -سبحانه وتعالى- حين شرّع هذه العبادات، وأمَّا عن الحِكم والغايات من تشريع الحجِّ، فمنها:[4]

فضل الحجِّ

إنَّ لأداء فريضة الحجِّ فضائل ومنافع يجنيها المسلم الحاجُّ، فقد جاء في قول الله تعالى في سورة الحجِّ: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)،[8] ومن هذه الفضائل:[4]

أركان الحجِّ وواجباته

أركان الحجِّ

إنَّ للحجِّ أركاناً أربعة على قول جمهور أهل العلم، وهي:[12]

واجبات الحجِّ

وللحجِّ واجباتٌ سبعةٌ على قول أكثر أهل العلم، وهي:[12]

والفرق بين أركان الحجِّ وواجباته أنَّ الرُّكن لا يصحُّ الحجُّ بفواته، بينما يصحُّ الحجُّ بفوات أحد الواجبات، لكن يُلزم الحاجُّ عند تركه لواجبٍ من الواجبات بِدَمٍ (أي ذبح شاة).[12]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16.
  2. ↑ ابن فارس (1979)، مقاييس اللغة، دمشق: دا الفكر، صفحة 29-31، جزء 2. بتصرّف.
  3. ↑ سورة القصص، آية: 27.
  4. ^ أ ب ت ث مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 23-53، جزء 17. بتصرّف.
  5. ↑ سورة البقرة، آية: 197.
  6. ↑ سورة آل عمران، آية: من الآية 97.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1337.
  8. ↑ سورة الحج، آية: 27-28.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1521.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد اللهبن عباس، وجابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3170، حديثٌ حسن.
  11. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2623.
  12. ^ أ ب ت "أركان وواجبات وسنن الحج"، الإسلام سؤال وجواب، 30-10-2014، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2017. بتصرّف.