علامات الساعة التي تحققت طب 21 الشاملة

علامات الساعة التي تحققت طب 21 الشاملة

علامات الساعة

تعدّ علامات الساعة من الغيب الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي مقدمة لحدث عظيم جداً، ألا وهو انتهاء هذه الحياة وقيام الساعة، وبما أن الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان؛ فالإيمان بعلامات الساعة من أركان الإيمان أيضاً، فهي من مقدمات هذا اليوم، ومن الغيب الذي امتدح الله -تعالى- المؤمنين به، حيث قال: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)،[1] وللإيمان بعلامات الساعة الكثير من الفوائد، منها: زيادة الإيمان في قلوب المؤمنين وتثبيتهم، وإقامة الحجة على الكفار وإقناعهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال بيان علامات الساعة التي تعدّ من علم الغيب الذي أخبر عنه -عليه الصلاة والسلام- قبل حدوثها، إذ يستحيل لأحد من البشر معرفة ذلك إلا عن طريق الوحي.[2]

علامات الساعة التي تحققت

قُسّمت علامات الساعة الصغرى إلى علامات تحققت، وعلامات لم تتحقق بعد، وقُسّمت العلامات التي تحققت إلى علامات وقعت وانقضت فلا يمكن أن تتكرر، وعلامات وقعت في الماضي وقد يتكرر وقوعها في المستقبل، أو أنها تظهر بالتدريج على فترات، لا دفعة واحدة، ويمكن بيان كل قسم من علامات الساعة التي تحققت فيما يأتي.[3]

علامات الساعة التي تحققت وانقضت

هناك العديد من علامات الساعة التي تحققت وانقضت، ولا يمكن أن تتكرر، وفيما يأتي بيان بعضها.[3]

أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن بعثته كانت أُولى علامات الساعة، مصداقاً لما رُوي عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أنه قال: (رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ بإِصْبَعَيْهِ هكذَا، بالوسْطَى والتي تلِي الإبْهَامَ: (بُعِثْتُ أنا والساعةَ كهاتينِ)،[4] وقد ورد في كتب السيرة أن اليهود كانوا يتحدثون عن بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وأن بعثته من علامات الساعة، كما أن وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من علامات الساعة أيضاً، فقد روى عوف بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (اعددْ ستًا بين يديْ الساعةِ: مَوْتِي، ثم فَتْحُ بيتِ المقدسِ، ثم موتانِ يأخذ فيكم كقُعَاصِ الغنمِ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعْطَى الرجلُ مائةُ دينارٍ فيظَلُّ ساخطًا...).[5][3]

وقعت حادثة انشقاق القمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من أمّهات معجزاته عليه الصلاة والسلام، مصداقاً لما ورد في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُريهم آية، فأراهم انشقاق القمر، بالإضافة إلى أن انشقاق القمر كان من علامات اقتراب الساعة، مصداقاً لقول الله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ* وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ)،[6] وقد أجمع العلماء على أن انشقاق القمر حدث في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، واستدلوا بما رواه الصحابة رضي الله عنهم عن تلك الحادثة.[3]

أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات الساعة فقدان المسلمين لأهم الموارد المالية لبيت مال المسلمين، وهما الجزية والخراج، حيث إن الجزية هي الأموال التي كان يدفعها أهل الذمة المستأمنون للدولة الإسلامية، والخراج هي الأموال التي يدفعها من يستغل الأراضي التي فُتحت في الدولة الإسلامية، فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَنَعَتِ العراقُ دِرْهَمَها وقَفِيزَها، ومَنَعَتِ الشامُ مُدَّها ودينارَها، ومَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّها ودينارَها، وعُدْتُم من حيثُ بَدَأْتُم، وعُدْتُم من حيثُ بَدَأْتُم، وعُدْتُم من حيثُ بَدَأْتُم)،[7] وتجدر الإشارة إلى أن المد والقفيز والإردب مكاييل لتلك البلاد في ذلك الزمان، أما الدرهم والدينار فهي عملات معروفة في ذلك الزمان.[3]

ويرجع السبب في منع تلك الدول لما ورد ذكره في الحديث الشريف إلى استيلاء الكفار عليها في الأزمان الماضية، حيث استولى الروم ومن بعدهم التتار على الكثير من الأراضي الإسلامية، وفي الزمن الحاضر احتل الكفار ديار الإسلام، وأنهوا دولة الخلافة الإسلامية، وأبعدوا الشريعة عن الحكم، وقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله- عدة أقوال في تعليقه على الحديث، ومنها القول بأن سبب منع الجزية والخراج يرجع إلى استيلاء الروم والعجم على تلك البلاد في آخر الزمان، ومنها القول بأنهم يرتدون عن الإسلام ويمنعون الزكاة والجزية وغيرها، ومنها القول بأن قوة الكفار الذين عليهم الجزية تزداد فيمتنعون عن دفعها، وكل التعليلات الذي ذكرها الإمام النووي -رحمه الله تعالى- وُجدت بالفعل، بالإضافة إلى انهيار الدولة الإسلامية التي كانت تقيم اقتصادها على الشريعة الإسلامية.[3]

علامات الساعة التي تحققت ولا تزال في تتابع وتكاثر

هناك العديد من علامات الساعة التي تحققت في الماضي ومستمرة في الحاضر ولا تزال تتكاثر، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:[8]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 2،3.
  2. ↑ "ثمرات الإيمان بأشراط الساعة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي (1411 هـ - 1991 م)، القيامة الصغرى (الطبعة الرابعة)، الأردن: دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 137-155. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 4936، صحيح.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 3176، صحيح.
  6. ↑ سورة القمر، آية: 1،2.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6623، صحيح.
  8. ↑ محمد شعبان (13-5-2017)، "علامات للساعة ظهرت ولا تزال تتتابع وتتكاثر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 157، صحيح.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6496، صحيح.