كيف عاش الرسول عليه الصلاة والسلام طب 21 الشاملة

كيف عاش الرسول عليه الصلاة والسلام طب 21 الشاملة

الرسول محمد عليه الصلاة والسلام

حياة الرسول عليه الصلاة والسلام منذ ولادته حتى وفاته، حياة مشرّفة، مليئة بالكدّ، والكفاح، والدعوة، والجهاد، حتى قبل أن يُبعث نبياً، فقد كانت شمائله عليه الصلاة السلام عنواناً له، لما عُرف عنه من الأمانة، والصدق، والحلم، والتعقل، والحكمة، والرأي السديد، ولم يُعرف عنه طيلة حياته خلقٌ سيئٌ، بل كان مثالاً يُحتذى للأخلاق الفاضلة والحميدة، فقد كان قدوة في كل شيء، كان الأب، والمعلم، والصاحب، والواعظ، والقائد.

وقد عاش الرسول عليه الصلاة والسلام حياة متكاملة، كرّسها للدعوة إلى الله عز وجل، حتى انتشر الإسلام، وجاء النصر العظيم، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، فكانت عليه الصلاة والسلام حياته كلها دعوة وجهاد في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل، ولم تكن حياته لنفسه، لم يكن ليفكر بنفسه، وشهواته، وأهوائه، بل كانت حياته لرسالته الشريفة، وهي الدعوة إلى الإسلام، التي لم تأتِ بسهولة، بل كان طريق الدعوة طريقاً صعبة، وقد عاداه في حياة الدعوة أهله، وعشيرته، ولقي منهم جميع صنوف العداء والتعذيب القوليّ، والفعلي، فكيف كانت هذه الحياة؟ وكيف عاشها عليه الصلاة والسلام؟

حياة الرسول عليه الصلاة والسلام

الحديث عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، يقودنا للحديث عن حياته منذ ولادته حتى وفاته، وعن حياته في مكة، وحياته في المدينة، وعن السريّة في الدعوة، والجهر فيها، وعن الدعوة السلمية، والجهاد في سبيل الله عز وجل، والنصر المؤزر، وكل ذلك سيكون ضمن ما يلي: (حياة اليتم، حياة الشباب، حياة العزلة، حياة الدعوة، حياة الجهاد)، وذلك كالتالي:

حياة اليتم

حياة الشباب

عمل عليه الصلاة والسلام في شبابه برعي الأغنام في بني السعد، وفي مكة المكرمة أيضاً، ثم بعدها عمل بالتجارة، والحديث عن حياته عليه الصلاة والسلام أثناء شبابه يستلزم الوقوف عند عدة أمور وهي:

حياة العزلة

كان عليه الصلاة والسلام طويل التأمل، والتفكّر، حيث كان يطالع بعقله أحوال الحياة، وأحوال الناس، وكان يشاركهم بكل ما هو حسن، وبغير ذلك، فقد كان يعود إلى عزلته، ولما اقترب عليه الصلاة والسلام من سن الأربعين زاد حبّه للخلاء والعزلة، فكان يذهب إلى غار حراء، ويأخذ السويق، والماء، ثم يأخذ أهله معه، ويقيم شهر رمضان كاملاً، ويقضي هناك وقته في التفكّر فيما حوله من مشاهد الكون، وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وعند الأربعين في السنة الثالثة من عزلته في غار حراء في شهر رمضان المبارك نزل عليه الوحي، جبريل عليه السلام، وبعدها بُعث عليه الصلاة والسلام وحمل رسالة الإسلام.

حياة الدعوة

عاش عليه الصلاة والسلام كل حياته منذ تبلغه الرسالة في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل، حيث ظل قائماً أكثر من عشرين سنة، ولم يسترح، ولم يعش لا لنفسه، ولا لأهله، بل عاش في سبيل الدعوة إلى الله، وحمل على كاهله عبء هذه الأمانة الكبرى، عبء البشرية، والعقيدة، والكفاح، ولم يكن يلهيه أي شيء آخر عن تلك الأمانة، والرسالة العظيمة. وكما ذكرنا أن حياته عليه الصلاة والسلام كانت كلها دعوة لله تعالى، ولكن الدعوة كانت في أوجها منذ البداية وتحديداً في مكة، لأنه بعد أن انتقل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة اتخذت الدعوة شكلاً، ومساراً آخر، واختلفت حياته في المدينة، عما كانت عليه في مكة، لذلك كان لابد من تفصيل هذه المرحلة من خلال الحديث عن (الدعوة السرية، والدعوة الجهرية، والاضطهاد والتكذيب، والمقاطعة العامة، وعام الحزن، والدعوة خارج مكة، وإسلام أهل يثرب، والهجرة)، والتفصيل كالتالي:

حياة الجهاد

استقبل أهل المدينة الرسول بكل فرح وسرور، وهنا بدأت الحياة الجديدة، حيث قام الرسول عليه الصلاة ببناء مجتمع جديد، وبدأ ببناء المسجد النبوي، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، وكانت دعوة الرسول في هذه المرحلة على أشُدّها، فهي مرحلة جديدة، وبناء مجتمع جديد، في مكان جديد، ولكن غلب على هذه المرحلة حياة الحروب، والجهاد في سبيل الله، لذلك كان لابد من تفصيل هذه المرحلة بالحديث عن (الإذن بالقتال، وصلح الحديبية، ومخاطبة الملوك في شتى بقاع الأرض، وفتح مكة، والنصر العظيم)، والتفصيل كالتالي:

مخاطبة الملوك: بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بمكاتبة الملوك في شتى بقاع الأرض ودعوتهم للإسلام حيث دعى كل من: النجاشي ملك الحبشة، والمقوقس ملك مصر، وكسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم، وهوذة بن علي صاحب اليمامة، والحارث صاحب دمشق، وملك عمان.

وفي الختام أقول: إن ما ذكرناه هو خلاصة الخلاصة، فحياته عليه الصلاة والسلام زاخرة، وهي مدرسة، يستطيع الشخص أن يتعلم منها، ويستقي منها ما يشاء، وذلك في كل جانب من جوانب الحياة، ومن خلال الزاوية التي ينظر فيها إلى حياة الرسول الكريم وسيرته العطرة، فمن أراد أن ينظر إليها من زاوية الأخلاق، فشمائله لا تكفي المجلدات للحديث عنها، وكذلك من زاوية المعلم، والزوج، والقائد العسكري، والصاحب، وكيف لا يكون ذلك، وقد كان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن الكريم، وهو خاتم الأنبياء، وسيد البشر.