كيف أعرف نفسي وأفهمها طب 21 الشاملة

كيف أعرف نفسي وأفهمها طب 21 الشاملة

ماهيّة النّفس

كرّم الله سبحانه وتعالى النّفس البشريّة، وميّزها عن غيرها من المخلوقات الكثيرة التي لا تُعَدّ ولا تُحصى، وقد أقسم الله سبحانه بها في كتابهِ العزيز، فقال:(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا)،[١] ولأنّ النّفس فيها شيءٌ من الغموض، فقد قال أحد الحكماء عنها: (اعرف نفسك... عندها ستدرك كنه كلّ ما هو جدير بالمعرفة)، وهنا تكمن أهميّة النّفس البشرية، وتظهر مكانتها التي يجب أن توضع فيها، مكانة فيها كلّ الرعاية والاهتمام، فالنّفس تهرم وتشيب وتصيبها الكآبة إن أُهمِلت وعُومِلت بشيءٍ من القسوة، أمّا إذا أحاطها الإنسان بالاهتمام فإنّ السعادة ستحطّ رحالها عندها، ويظهر منها الخير الكثير.[٢]

تكمن في داخل الإنسان محفّزاتٌ داخليّةٌ خاصّةٌ به، فإذا عرف وأدرك حقيقة هذه المحفّزات التي تُحرّكه وتوجّه تصرّفاته من أقوالٍ وأفعالٍ، أصبح بإمكانه استغلال تلك المحفّزات؛ للوصول إلى الغاية المَرجُوّة.[٣]

كيفيّة معرفة النّفس

معرفة الإنسان لنفسه يحتاج منه إلى وقفةٍ متأنّيةٍ، وإذا أراد أن يعرف نفسه وقدراته فعليه الاهتمام بعدّة أمورٍ، منها:[٤]

أهميّة معرفة النفس

قد يتساءل بعض الأشخاص عن الهدف والغاية من معرفة الإنسان نفسه، وبحثه عن ذاته، والاهتمام بما لديه من قدرات، هل يبحث في نفسه لمجرّد المعرفة، أم للنّجاح، أم لغايةٍ أخرى غابت عنه فتراتٍ طويلةً حتّى أصابها ما أصابها من نسيان؟ هنا يجلس الإنسان مع نفسهِ، ليتذكّر أنّ الغاية من معرفة النّفس والنجاح الذي يحققه ويسعى إليه هو نيل رضا الله عزّ وجلّ، والفوز بجنّاته سبحانه، وإن غفل الإنسان وتاه عن هذا الدرب؛ فهو بسبب الانشغال الشديد، وكثرة الأعمال والأعباء التي يضعها على عاتقهِ، فرضا الله سبحانه هي الهدف الأسمى من الأعمال التي يقوم بها ويؤدّيها.[٦]

لذلك على الإنسان أن يستحضر النيّة في كلّ تصرفٍ يقوم به، وفي كلِ نشاطٍ يومي يؤدّيه، فيجد بعد ذلك حلاوةً في إنجاز الأعمال؛ لأنّها تحوّلت من أعمالٍ عاديةٍ إلى وسائل تقرّبه إلى الله عز وجل،[٦] قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:(إنما الأعمالُ بالنِّيّاتِ، وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيبُها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه).[٧]

المراجع

  1. ↑ سورة الشمس، آية: 7.
  2. ↑ دونا واتسون (2007)، 101طريقة بسيطة لتكون ناجحاً مع نفسك (الطبعة الثالثة)، السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة: 11، جزء: 1، بتصرّف.
  3. ↑ إبراهيم الفقي (2011م)، سحر الكلمة (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة العبيكان، صفحة: 16، جزء: 1، بتصرّف.
  4. ↑ دونا واتسون (2007م)، 101طريقة بسيطة لتكون ناجحاً مع نفسك (الطبعة الثالثة)، السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة: 15، 20، 24، 32-33، 43، 51، جزء: 1. بتصرّف.
  5. ↑ إبراهيم الفقي (2000م)، المفاتيح العشرة للنجاح (الطبعة الأولى)، كندا: المركز الكندي للتنمية البشرية، صفحة: 27-28، جزء: 1، بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد الكريم بكار (2010م)، من أجل النجاح (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة: 28، جزء: 1. بتصرّف.
  7. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].